عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

أصبحت الوسيط المفضل في النزاعات العالمية

  • 1/2
  • 2/2

في ظل احتدام الصراعات العالمية يكتسب دور كوسيط أهمية متزايدة، حيث يساعدها نفوذها الاقتصادي واتصالاتها الدبلوماسية على تعزيز الحوار. والتقى الخارجية الأوكراني دميتري كوليبا بنظيره الصيني وانغ يي في الشهر الماضي بمدينة غوانغتشو الصينية.

وخلال محادثاتهما أكد وانغ التزام الصين بتعزيز الحل السياسي للحرب الروسية على أوكرانيا، وهو الموقف الذي لقي استجابة إيجابية من كوليبا.

ويأتي نفوذ الصين الكبير من علاقاتها الاقتصادية مع الأطراف المتصارعة.

وخلال المحادثات في غوانغتشو أكد وانغ على دور الصين كأكبر شريك تجاري لأوكرانيا. وبلغ حجم التجارة الثنائية 6.81 مليارات دولار أميركي العام الماضي، وفق الجمارك الصينية.

وأشار وانغ إلى مكانة الصين كمستورد رئيس للمنتجات الزراعية الأوكرانية، وأكد على المشاركة المبكرة لأوكرانيا في مبادرة الحزام والطريق.

نفوذ بكين الحيوي

من جانبه أقر كوليبا بأهمية العلاقات الثنائية، ووصف البلدين بأنهما ليسا مجرد شريكين استراتيجيين فحسب، وإنما شريكان اقتصاديان وتجاريان مهمان أيضاً. ومع استمرار الصراع في أوكرانيا يبدو أن كييف ترى أن نفوذ بكين حيوي بشكل متزايد، ويمكن للصين بخبرتها في البنية التحتية أن تلعب دوراً مهماً في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب.

وفي الوقت ذاته يعزز موقف الصين باعتبارها الشريك التجاري الأول لروسيا، مع ارتفاع التجارة الثنائية إلى 240.1 مليار دولار أميركي في العام الماضي، دورها الفريد كوسيط محايد محتمل.

ويمنح هذا الترابط الاقتصادي مع كلا البلدين الصين نفوذاً لا تستطيع سوى قِلة من البلدان الأخرى أن تضاهيه.

وحققت الدبلوماسية الاقتصادية للصين نجاحاً ملحوظاً قبل عام عندما توسطت في استعادة العلاقات بين إيران والمملكة العربية . وباعتبارها شريكاً تجارياً رئيساً وأكبر مستهلك للنفط لكلا البلدين، مارست الصين نفوذاً كبيراً، وقد تعزز هذا النفوذ الاقتصادي من خلال اتفاقيات ثنائية رئيسة: اتفاقية تعاون مدتها 25 عاماً مع إيران تم التوصل إليها في عام 2021، وتعزيز شراكتها الاستراتيجية الشاملة مع المملكة العربية السعودية في عام 2022.

ووفرت العلاقات الاقتصادية العميقة للصين مع دول الشرق الأوسط الوسيلة والحافز لدفع البلدين نحو المصالحة. وباعتبارها ثالث أكبر شريك تجاري لإسرائيل، ومع حجم التجارة الثنائية الذي بلغ 14.5 مليار دولار أميركي في العام الماضي، فإن الصين قادرة أيضاً على الاضطلاع بدور مهم في تعزيز الحل السلمي لأزمة غزة، وربما تقديم مسار للحوار، حيث تعثرت الدبلوماسية التقليدية.

حجر الزاوية

وإضافة إلى ذلك أصبح المقعد الدائم للصين في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة حجر الزاوية لنفوذها الدبلوماسي المتنامي، خصوصاً في دفعها نحو إيجاد حلول متعددة الأطراف للصراعات العالمية، فبعد اندلاع الصراع في أوكرانيا، اقترح وانغ عقد مؤتمرات دولية رفيعة المستوى لمعالجة الأزمات.

وخلال ثلاثة عقود نمت الصين لتصبح مساهماً رئيساً لتقديم الجنود من أجل عمليات حفظ السلام التي تقوم بها الأمم المتحدة، حيث قدمت عدداً من قوات حفظ السلام أكثر من جميع الأعضاء الدائمين في مجلس الأمن الدولي مجتمعين، وهي ثاني أكبر داعم مالي لهذه العمليات، وساعدت هذه الالتزامات على إعادة تشكيل صورة الصين الدولية، وتصويرها كدولة مكرسة للسلام العالمي واحترام السيادة على عكس موقفها الانعزالي السابق.

والأمر الأكثر أهمية هو أن نهج الصين في الدبلوماسية الدولية متجذر بعمق في رواياتها التاريخية ومبادئ السياسة الخارجية، وليس لدى الصين أي تاريخ استعماري، كما أنها لم تنخرط في الحملات العسكرية بهدف غزو الدول الأخرى في تاريخها الحديث، ما يشكل أساساً لمصداقيتها على المسرح الدولي، ويشدد هذا الموقف على استخدام الحوار والتشاور بدلاً من القوة والعدوان في حل النزاعات الدولية.  عن «ساوث تشاينا مورنينغ بوست»

• أصبح المقعد الدائم للصين في مجلس الأمن يمثل حجر الزاوية لنفوذها الدبلوماسي، خصوصاً في دفعها نحو إيجاد الحلول.

• كييف ترى أن نفوذ بكين حيوي بشكل متزايد، ويمكن للصين بخبرتها في البنية التحتية أن تلعب دوراً مهماً في إعادة إعمار أوكرانيا بعد الحرب.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا