عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

محمد بن راشد: سنخرّج كوادر تكمل المسيرة

دبي: عهود النقبي و«وام»

شهد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، بحضور سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء الدفاع، رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي، وسموّ الشيخ أحمد بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الثاني لحاكم دبي رئيس مجلس دبي للإعلام، وسموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، وعدد من الشيوخ والوزراء والمسؤولين، الاحتفالية التي نظمها مركز محمد بن راشد لإعداد القادة بمناسبة مرور 20 عاماً على تأسيسه.

قادة المستقبل

وأشاد صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بالدور الحيوي الذي يقوم به مركز محمد بن راشد لإعداد القادة في تطوير الكفاءات الوطنية وتأهيلهم، ليكونوا قادة المستقبل، بما يعزز مسيرة التنمية الشاملة في دولة ، ويرسخ ريادتها عالمياً في كافة المجالات. وقال سموّه: «20 عاماً منذ بداية المركز أسهم خلالها في تخريج أكثر من 850 قيادياً إماراتياً في مختلف القطاعات والتخصصات». وأعرب سموّه عن فخره واعتزازه بخريجي البرامج القيادية الأربعة، قائلاً: «نحتفل اليوم بجيل جديد من القادة المتميزين المؤهلين لتحمل مسؤولياتهم في قيادة وابتكار المستقبل.. ونتطلع إلى مساهماتهم الفعّالة في مختلف المجالات التي يعملون فيها.. ونحن على ثقة بأنهم سيكونون على قدر المسؤولية لقيادة بلادنا نحو مستقبل أكثر إشراقاً وازدهاراً». وأضاف سموّه: «ماضون في تطوير متكاملة لإعداد جيل من القادة يتمتعون بروح المبادرة، والشجاعة في اتخاذ القرارات، والقدرة على تحويل التحديات إلى فرص، وابتكار حلول جديدة لتحديات اليوم والغد، لتبقى دولتنا دائماً في المقدمة».

وقال سموه عبر منصة «إكس»: «شهدت احتفالاً بمرور 20 عاماً على تأسيس مركز محمد بن راشد لإعداد القادة .. مرت العشرين عاماً سريعة بتطوراتها وأحداثها ومشاريعها .. تخرج من مركز القادة أكثر من 850 خريج.. منهم اليوم الوزراء والمدراء ورؤساء الشركات والبنوك وغيرهم .. وسيبقى المركز يخرج لنا كوادر قيادية تكمل المسيرة وتحمل الراية .. عندما ننظر للوراء تدرك أن أعظم ما نتركه وراءنا هم رجال ونساء لديهم حس القيادة ... يحملون المسؤولية .. ويتحملون التحديات ... ويحلمون دائما وأبداً أن يكون وطنهم في القمة ..»

تطوير القيادات

وتضمنت الاحتفالية، التي أقيمت في مركز دبي التجاري العالمي، وحضرها عدد من المسؤولين ومديري العموم وخريجي مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، وجمع من ممثلي وسائل الإعلام ومفكرين وممثلين عن جامعات عالمية، عرض تسجيلي قصير لأبرز إنجازات المركز منذ تأسيسه، والذي نجح في ترسيخ مكانته ضمن أفضل المراكز عالمياً في عملية تطوير القيادات.

وشهدت الاحتفالية أيضاً إطلاق فيلم وثائقي قصير يضيء على جوانب من فترة تدريب صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم في كلية مونز العسكرية البريطانية والتي تعد اليوم جزءاً من أكاديمية ساند هيرست العسكرية الملكية.

جلسات حوارية ملهمة

وتضمنت الاحتفالية جلسة حوارية بعنوان: «ومضات قيادية من مدرسة محمد بن راشد» استعرضت خلالها سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، عضو مجلس دبي، والفريق ضاحي خلفان تميم نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، ومطر الطاير المفوض العام لمسار البنية التحتية والتخطيط العمراني وجودة الحياة، المدير العام ورئيس مجلس المديرين في هيئة الطرق والمواصلات في دبي، الدروس القيادية في مسيرة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، وقصصاً ومواقف تبرز الجانب الإنساني والشخصي لسموّه، ومدرسته الفريدة في القيادة، وحكمته في التعامل مع التحديات وتحقيق الأهداف.

وقالت سمو الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي، إن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، قائد عظيم يهتم بكل صغيرة وكبيرة.

وأضافت سموها: «سموّه أبٌ عظيم قبل أن يكون قائداً، تعلمنا منه الكثير، فهو عطوف، حتى الحيوانات على البر يهتم بتغذيتها، وحينما يمر بطريق المرموم، ينزل ليغذي العصافير، استطاع أن يغير منظومة الحكم في دبي، لأنه يهتم بأدق التفاصيل، وهي الاهتمام بالحيوان فما بالك بعياله وأهله».t كما شهدت الاحتفالية جلسة بعنوان: «ما الذي يجعل القائد عظيماً؟» للبروفيسور روي كاساجراندا أستاذ العلوم السياسية في جامعة أوستن الأمريكية، وجلسة بعنوان: «محمد بن راشد آل مكتوم في الأرشيف البريطاني» للكاتب غريم ويلسون.

تخريج قيادات جديدة

كما تضمنت الاحتفالية تخريج منتسبي الدفعة السادسة من برنامج «القيادات المؤثرة»، والدفعة الثانية من برنامج «قيادات دبي»، والدفعة الأولى من برنامج «قيادات دبي الاقتصادية»، والدفعة الثانية من برنامج «دبي لإدارة الشركات العائلية»، وذلك بعد أن أنجزوا كافة متطلبات البرامج.

برنامج «القيادات المؤثرة

وضمت الدفعة السادسة من برنامج «القيادات المؤثرة» 27 منتسباً من مؤسسات حكومية وخاصة، حيث يهدف البرنامج، الذي تم إطلاقه في عام 2017، إلى تطوير وتعزيز المهارات القيادية لدى القادة الإماراتيين الطموحين وتأهيلهم للمناصب القيادية، وإدارة المشاريع الاستراتيجية والتحولية في دولة الإمارات.

واستهدف البرنامج تطوير 8 قدرات قيادية أساسية لدى المتدربين وهي الاستشراف الاستراتيجي، والمواطنة العالمية، والتفكير الريادي، والشغف والالتزام، وخلق القيمة، والتنوّع والإشراك، والاهتمام بالإنسان أولاً، وتنمية المرونة والفضول، وهي الركائز الرئيسية التي تقوم عليها منظومة محمد بن راشد للقيادة. كما تضمن البرنامج مساقات تدريبية غطت الأنشطة النظرية والعملية لتنمية المهارات الفكرية والبدنية المطلوبة في شخصية القيادي، فيما حظي كل منتسب بموجه تنفيذي قدم له الدعم والإرشاد لتطوير قدراته القيادية.

ويحاكي برنامج «القيادات المؤثرة» في مساقاته المتقدمة أحدث التوجهات العالمية في تخصص تأهيل وإعداد قيادات متميزة، وتم تصميمه بالاستناد إلى مقومات المنظومة القيادية لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، الهادفة إلى تنمية كفاءات وقدرات القيادات الشابة من الإماراتيين في مجالات التفكير الإبداعي، والتعامل مع المتغيرات المتسارعة والابتكار الريادي.

ويعتمد البرنامج على أسس التعلم من خلال التجارب الحية، حيث تم تنظيم رحلات دولية تدريبية في علوم القيادة للمنتسبين إلى البرنامج، بهدف تطوير مهاراتهم وتبادل المعرفة والخبرات من خلال التعلم العملي والتفاعل مع خبراء وقادة من مختلف الثقافات والخلفيات، إضافة إلى الاطلاع على أفضل الممارسات والأنظمة المتبعة في البلدان الأخرى، ما يساعد القادة على تطوير وتحسين أعمالهم، كما تم تنظيم جلسات حصرية للمنتسبين للبرنامج مع صنّاع القرار بهدف التعلم من تجاربهم القيادية.

برنامج قيادات دبي

في حين ضمت الدفعة الثانية من برنامج «قيادات دبي» 20 منتسباً، حيث يستهدف البرنامج، الذي تم إطلاقه في عام 2020، إعداد كفاءات حكومية من قيادات الصف الثاني ممن رشحهم مديرو العموم في دوائر دبي ليكونوا مساعدين ونواباً لهم، لضمان وجود قيادات مؤهلة قادرة على مواصلة مسيرة البناء بنفس الروح والثقافة القيادية. وينطلق برنامج «قيادات دبي» في تصميمه من نموذج محمد بن راشد للقيادة وفق عناصر أساسية هي التطوير الشخصي، وتخصيص موجه عالمي للمشاريع التطبيقية، والتدريب على الوصفة القيادية للمنصب، وتم تنفيذ البرنامج بالشراكة مع خبراء محليين وعالميين في مجال تطوير القادة. ويواكب البرنامج أحدث التوجهات العالمية التي تسعى إلى إعداد جيل من القيادات قادر على استباق المتغيرات المستقبلية ومواصلة العمل على استكمال النموذج التنموي العالمي لإمارة دبي.

برنامج قيادات دبي الاقتصادية

وضمت الدفعة الأولى من برنامج «قيادات دبي الاقتصادية» 27 منتسباً، حيث يهدف البرنامج، الذي أطلقه سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي في عام ، إلى تأهيل جيل جديد من الكوادر الوطنية لقيادة قطاعات دبي الحيوية، وتزويدهم بأحدث التوجهات والخبرات العالمية. وخضع منتسبو البرنامج لتدريبات عملية استهدفت صناعة قادة يمتلكون فكراً ريادياً ومهارات إدارية لابتكار حلول رائدة تستطيع ترجمة الخطط الاستراتيجية إلى مشاريع قائمة على أرض الواقع. وتضمن البرنامج لقاءات وخلوات جمعت بين المنتسبين وشخصيات اقتصادية عالمية، حيث وفر البرنامج منصة للحوار أتاحت للقيادات الشابة الاستفادة من خبرات وتجارب ودروس نجاح هذه النماذج.

ويدعم البرنامج مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33 في مضاعفة النمو الاقتصادي لإمارة دبي خلال العقد المقبل، وترسيخ موقعها ضمن أفضل 3 مدن اقتصادية حول العالم.

وتعمل منظومة برنامج قيادات دبي الاقتصادية على تطوير 8 كفاءات اقتصادية و8 كفاءات قيادية من خلال تقديم منهجية علمية وعملية مدروسة لكفاءات وقدرات القيادات المطلوبة للمرحلة القادمة من مسيرة نمو وازدهار إمارة دبي اقتصادياً ومواكبة المتغيرات العالمية.

برنامج دبي لإدارة الشركات العائلية

وضمت الدفعة الثانية من برنامج دبي لإدارة الشركات العائلية 32 منتسباً، حيث يسعى البرنامج الذي أطلقه سموّ الشيخ مكتوم بن محمد بن راشد آل مكتوم، النائب الأول لحاكم دبي نائب رئيس مجلس الوزراء وزير المالية، في عام 2023، إلى تمكين وتطوير مهارات الصف الثاني من قادة الشركات العائلية لضمان استمرارية هذه الشركات، وتخطيط التعاقب على ملكيتها وإدارتها، وذلك بغية إعداد وتطوير مهارات الإدارة الفعالة، والارتقاء بممارسات الحوكمة في الشركات العائلية.

ويهدف البرنامج إلى تعزيز أنظمة الحوكمة والاستدامة للشركات العائلية، وتطوير استراتيجيات واستثمارات مرتبطة بحركة التجارة العالمية، وتثقيف وتوعية الشركات العائلية بالقوانين والتشريعات المحلية والدولية، وتعزيز ثقافة المسؤولية الاجتماعية في هذه الشركات، فضلاً عن بناء شبكة تواصل محلية ودولية مع قادة محليين ورجال أعمال ومنظمات دولية، وتطوير وتدريب وتوفير الأدوات الرئيسة لتعزيز الحضور الإعلامي، وإعداد جيل جديد من الصف الثاني في الشركات العائلية.

ويعزز البرنامج تحقيق مستهدفات أجندة دبي الاقتصادية D33، من خلال تأهيل الصف الثاني في الشركات العائلية، بما يرسّخ التفاعل مع مكونات القطاع الاقتصادي في دبي ودولة الإمارات، ويرفع مستوى التنافسية من خلال استثمار الموقع الاستراتيجي المتفرد والمتميز لدبي، وبنيتها التحتية المتطورة لكي تظل الوجهة المفضلة لكبرى الشركات العالمية.

850 خريجاً

ويشكل تخريج منتسبي البرامج الأربعة، تتويجاً لمسيرة مركز محمد بن راشد لإعداد القادة الذي خرّج منذ تأسيسه أكثر من 850 شخصية قيادية إماراتية في مختلف القطاعات والتخصصات تسهم على نحو فعال في الارتقاء بالمسيرة التنموية في دولة الإمارات وتحقيق أهدافها المستقبلية وطموحها اللامحدود، منهم 7 وزراء، و10 وكلاء وزارات، و17 من مديري العموم، و89 من المديرين التنفيذيين والنواب. وأطلق المركز منذ تأسيسه 14 برنامجاً تشمل برامج قيادية وهي: القيادات الحكومية، والقيادات التنفيذية، والقيادات الشابة، والقيادات الواعدة، وقيادات النخبة، والقيادات المؤثرة، والبرنامج الدولي للقيادات الإماراتية، وقيادات دبي، إضافة إلى برامج قيادية تخصصية وهي: القيادات الرياضية، والقيادات النسائية، وقيادات هيئة الطرق والمواصلات، وقيادات دبي الاقتصادية، وبرنامج دبي لإدارة الشركات العائلية، والبرنامج الدولي للمديرين الحكوميين.

أحدث المناهج

ويقدم مركز محمد بن راشد لإعداد القادة برامج متخصصة لإعداد القادة الإماراتيين في القطاعين الحكومي والخاص على مستوى كل الصفوف القيادية الإدارية والفنية والتخصصات المهنية، حيث يشرف على تصميم برامج ذات جودة عالية تخرّج قادة مؤهلين أصحاب كفاءات بشهادات ذات قيمة أكاديمية ومهنية لتوفير فرص استمرارية التعليم والتدريب المهني في كافة المجالات. وتراعي برامج مركز محمد بن راشد لإعداد القادة في أحدث نماذجها التدريبية والتطويرية ومحتواها المعرفي 6 توجهات عالمية جديدة في مجال التأهيل المتقدم للقيادات الفاعلة وهي الجانب الإنساني للقيادة في حالات الطوارئ، والتأقلم السريع مع المعطيات الخارجية، واللامركزية القيادية، وأولوية الرقمنة، وتحييد الغموض في عمليات اتخاذ القرار، والإيجابية والمثابرة.

ويتم تصميم البرامج القيادية التي يقدمها المركز بالتعاون مع نخبة من أفضل الجامعات والمراكز العالمية الرائدة في مجال إعداد القادة، وتغطي مساقات البرامج الأنشطة النظرية والعملية في الاتجاهات القيادية الجديدة.

وقدم منتسبو برامج مركز محمد بن راشد لإعداد القادة نحو 85 مشروعاً تحولياً مستداماً لمواجهة بعض التحديات في القطاعات الحيوية، والتي عملوا على تطويرها خلال فترة تأهيلهم في البرامج المختلفة التي يقدمها المركز، بهدف تقديم حلول مبتكرة ومستدامة.

يذكر أن مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، الذي ينضوي تحت مظلة المكتب التنفيذي لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، يعتبر منصة عالمية لإعداد قادة المستقبل من خلال برامج تدريبية وتطويرية متقدمة تستند إلى أحدث المناهج والمعايير العالمية. ويهدف المركز إلى «إعداد قادة الغد»، كما يسعى إلى تحديد وبناء وتطوير القيادات الإماراتية على كافة المستويات، عبر برامج نوعية وأنشطة هادفة تسهم في تأهيل شخصيات قيادية تتمتع بمهارات حيوية متنوعة، وتستطيع التكيف مع المستجدات والتعامل مع التغيرات بمرونة وذكاء، وتتمتع بالكفاءة وسعة الاطلاع التي تؤهلها لاتخاذ قرارات جوهرية وابتكار الحلول لتحديات المستقبل.

محمد القرقاوي: محمد بن راشد رجل يعادل أمة

أكد محمد بن عبدالله القرقاوي رئيس المكتب التنفيذي لصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن النجاحات النوعية التي حققها مركز محمد بن راشد لإعداد القادة على امتداد عقدين ترجع بالدرجة الأولى إلى قدرة المركز على منظومة صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم للقيادة، ورؤية سموّه الاستراتيجية للارتقاء الدائم بالكوادر الوطنية بما يعزز المكتسبات الحضارية والتنموية لدولة الإمارات، وسعيها إلى تأهيل قادة المستقبل وتزويدهم بالمعارف والعلوم والخبرات العملية وتمكينهم من تلبية تطلعات شعبها وترسيخ مكانتها العالمية المرموقة.

وقال: «الاحتفال بمرور 20 عاماً على تأسيس مركز محمد بن راشد لإعداد القادة، هو احتفال بالمنجز الفارق الذي أحدثه المركز في حاضر ومستقبل دبي ودولة الإمارات، وقد أصبح المركز منصة ملهمة في المنطقة لكيفية بناء الكوادر الوطنية وتطوير قدراتها ومهاراتها القيادية، للاستجابة للاستحقاقات التنموية، واتخاذ القرار والتعامل المبتكر مع التحديات، وهو ما أثبته مئات القياديين الإماراتيين الذين تخرجوا في المركز وأسهموا في تطوير العمل الحكومي والمؤسسي وقيادة مشاريع تحولية في مختلف القطاعات الحيوية»، مشيراً معاليه إلى أن المركز أطلق دورات تدريبية قيادية بالتعاون مع 300 خبير قيادي محلي وعالمي و55 جامعة عالمية.

وقال القرقاوي إن أفكاره انبثقت من قيادة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد.

وأضاف: «قبل الشيخ محمد بن راشد، من يتخيل أن تتحول مدينة صحراوية في الشرق الأوسط إلى الوجهة الأكثر شعبية عالمياً، والأنشط اقتصادياً، وأكثر بقاع الأرض اتصالاً وتواصلاً وتسامحاً».

ومن مدرسة محمد بن راشد، استلهم القرقاوي الصفات التي يتوجب أن يتمتع بها القائد، حيث إن القادة الحقيقيين يرون ما لا يراهُ الآخرون، فهم مختلفون في تفكيرهم، جريئون في أحلامهم، لا يقفون عند حدود الواقع أو الممكن، وهي صفات ألهمت العالم من صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، الذي وصفهُ القرقاوي بأنهُ «رجل كرس حياتهُ لأمة، هو رجل يعادل أمة»

وأكد القرقاوي، دور القائد تجاه مجتمعه وأمته، مشدداً على أن قادة اليوم يتوجب عليهم أن يكونوا مؤمنين بفكرة اسئتناف الحضارة، وأننا لسنا تاريخاً فقط، بل حاضر ومستقبل، وأنه يمكن الثقة في المنطقة، وإنسان المنطقة، لتعود المنطقة مركزاً حضارياً وفكرياً واقتصادياً، وتنافس أكبر مدن ودول العالم، وهو ما شهده العالم في نموذج دبي، التي أرادها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، ترجمة لهذه الفكرة، لأكثر من 50 عاماً وهي تلهم الأجيال، وغيرت واقع المنطقة. وأوضح أنه برغم وجود المشككين والمتربصين، ومن حاول إفشال هذا المشروع الحضاري، إلا أن الإيمان بفكر الشيخ محمد بن راشد كان حاضراً، ليشهد العالم سباقاً تنموياً حضارياً، لتكرار النموذج الذي بناه سموه وقال: «إن كان لنا اتخاذ عاصمة للعالم اليوم، لكانت المدينة التي بناها الشيخ محمد».

«انفينيتي» في دقيقة

روى مطر الطاير، المدير العام لهيئة الطرق والمواصلات في دبي، خلال حفل مرور 20 عاماً على تأسيس برنامج إعداد القادة، مواقف جمعتهُ بصاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاهُ الله، أوضح فيها الأسلوب القيادي الريادي الذي يتمتع به سموّه في اتخاذ القرارات وتجاوز الأزمات.

وأشار إلى أن مشاريع الهيئة كانت تأخذ من فريق العمل أشهراً من التخطيط، ولكن رؤية صاحب السموّ الشيخ محمد بن راشد، كانت ولا تزال ثاقبة وحكيمة تحمل بُعداً مستقبلياً يجعل دبي في مصاف مُدن العالم الأولى، وكان من أشهر تلك المواقف اختيار تصميم جسر «انفينيتي» الذي يعد تحفة هندسية في قلب مدينة الأحلام، حيث قدم مطر الطاير قبل تنفيذ المشروع 6 تصاميم عرضها على سموّه، إلا أن الاختيار بالنسبة للقائد الحالم المتطلّع لم يأخذ أكثر من دقيقة، ولم يكُن اختياراً سهلاً.

وأضاف أنه بالنسبة لفريق عمل الهيئة كان تصميم الجسر هو الأصعب والأغلى قيمة، وحينما وجه مطر الطاير تساؤله بسبب اختيار هذا الجسر دوناً عن غيره، أجاب سموّه بأن «هذه رؤية دبي لا نهاية»، ما يعبر عن الرؤية المستقبلية الثاقبة وإيمان القائد باللا مستحيل.

صفقة ال «50 مليار»

أكد ضاحي خلفان، نائب رئيس الشرطة والأمن العام في دبي، في كلمته أثناء الحفل، أن القائد الحكيم لا توقفهُ الأزمات ولا المستحيل، وبهما تتضح فلسفته، وتلك صفات شهد عليها العالم في صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاهُ الله، أثناء الأزمة المالية العالمية في 2008.

وأضاف ضاحي خلفان أنه ترأس وقت الأزمة لجنة خاصة تُعنى بالشؤون المالية، لتقديم مقترحات لترشيد الإنفاق، إلا أن صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد، الذي يتحدى المستحيل، كان يمضي خارج مسار المخاوف التي أوقفت العالم بأكمله، ومضي في طريق التحديات حتى أصبحت دبي ما هي عليهِ الآن، وكان ذاك ما ألهم ضاحي خلفان في أحد الطيران التي أقيمت في دبي والتي حضرها سموه، حيث شهد على توقيع اتفاقية شراء طائرات ب 50 ملياراً، الأمر الذي كان يخالف الظروف العالمية حينها، ففي ظل كل الجهود التي كان يبذلها فريق العمل لتقديم مقترحات من شأنها أن تقلل من الإنفاق، إلا أن صاحب السمو حاكم دبي، ظل متطلعاً حالماً جريئاً على الأزمات والمستحيل، وهو ما وصفهُ ضاحي خلفان بالدرس، أن القائد الاستثنائي الحقيقي يُعرف أثناء الازمات.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا