عرب وعالم / الامارات / صحيفة الخليج

تسطّر ملحمة إنسانية.. غزة ليست وحدها

العريش: محمد أبوعيطة

مع انبلاج كل يوم، وعلى طريق يمتد لمسافة 40 كم من مدينة العريش بشمال سيناء وصولاً إلى الحدود المصرية مع غزة، تتحرك قوافل الشاحنات الإماراتية، في مشهد لا يخلو من الأمل، محملة بالمساعدات الإغاثية العاجلة التي تنقلها دولة إلى القطاع، ضمن مبادرة «الفارس الشهم 3»، التي باتت رمزاً متجدداً للعطاء والتضامن الإنساني في وجه المأساة.

شحنات المساعدات المنقولة من أبوظبي بحراً وجواً وبراً إلى مراكز استقبال المساعدات بمدينة العريش المصرية على مسافة قريبة من حدود غزة، تشق طريقها بثبات صوب الأراضي الفلسطينية على ظهر الشاحنات المحمّلة بالغذاء والدواء ومستلزمات الإيواء وتجهيزات خطوط مياه، وتمرّ من بوابة معبر رفح وصولاً إلى معبر كرم أبو سالم حتى تصل إلى القطاع، محملة برسائل دعم وأمل لشعب أنهكته الحرب وأعياه وأثقل كاهله الدمار.

وترصد «الخليج» ميدانياً من قبالة الحدود المصرية مع غزة ومن مدينة العريش، هذا الحراك الإنساني الإماراتي الذي لم يتوقف منذ نوفمبر ، حين انطلقت مبادرة «الفارس الشهم 3»، بصفتها ترجمة واقعية لسياسة إماراتية ثابتة ترى في الإنسان أولوية وفي دعم الفلسطينيين واجباً أخلاقياً لا يقبل التأجيل.

وتحمل كل قافلة إغاثية قصة، ويحمل كل صندوق دواء فرصة حياة، وكل وجبة غذائية تحمل دفئاً يبدد قسوة الجوع والخوف، حيث إن هذه المساعدات ليست مجرد دعم طارئ، بل منظومة إنسانية متكاملة، تسير بخطى واثقة ومدروسة، تتضمن نقل الإمدادات وإقامة المرافق وتوفير العلاج، وخلق بيئة داعمة لمواجهة الكوارث.

سفينة «خليفة الإنسانية»

وفي أبرز مشهد لهذا الدعم المتواصل، رست سفينة «خليفة الإنسانية» في ميناء العريش، حاملة على متنها أكثر من 7166 طناً من المساعدات، ضمن سلسلة الإمدادات البحرية المستمرة، وانطلقت السفينة من ميناء خليفة في أبوظبي، لتكون ثامن سفينة مساعدات إماراتية تصل إلى الميناء المصري على ساحل البحر الأبيض المتوسط منذ بدء المبادرة.

وتضمنت حمولة السفينة 4372 طناً من المواد الغذائية، 1433 طناً من مستلزمات الإيواء، 860 طناً من المواد الطبية، و501 طن من المواد الصحية، إضافة إلى 16 سيارة إسعاف مجهزة بالكامل، و20 صهريج مياه لتلبية احتياجات غزة من المياه النظيفة.وتم تجهيز السفينة بالتعاون مع عدد من المؤسسات الخيرية الإماراتية، بينها مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان، ومؤسسة خليفة بن زايد للأعمال الإنسانية، ومؤسسة صقر القاسمي، وهيئة الأعمال الخيرية، وجمعية دار البر، ومؤسسة القلب الكبير، وجمعية الفجيرة الخيرية.

تخفيف المعاناة

وأكد أحمد ساري المزروعي، الأمين العام لهيئة الهلال الأحمر الإماراتي، أن هذا الدعم يأتي تجسيداً لتوجيهات صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، الذي يضع القضية الفلسطينية على رأس أولويات العمل الإنساني، ويوجّه دوماً بضرورة تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، خاصة في قطاع غزة الذي يعاني ظروفاً إنسانية قاسية.

من جانبه، أعرب سالم محمد الكتبي، رئيس البعثة الإماراتية الدائمة في العريش، عن تقديره للتعاون المصري الكبير، مشيداً بالدور الفاعل الذي تؤديه السلطات المصرية في تسهيل عبور المساعدات، ما يعكس عمق الشراكة الإنسانية بين البلدين.

ومن أبرز صور الدعم، تدشين المستشفى الإماراتي العائم قبالة ميناء العريش في 23 فبراير، هذا المستشفى وهو مستشفى متكامل، جُهز بأحدث الإمكانيات الطبية ليقدم خدمات علاجية وجراحية ونفسية متقدمة للجرحى والمصابين من غزة، بطاقة استيعابية 200 سرير، منها 100 للمرضى و100 لمرافقيهم، وبكوادر طبية متعددة الجنسيات والتخصصات. وحتى نهاية إبريل الماضي، استقبل المستشفى أكثر من 10,370 حالة، وأجرى عمليات جراحية دقيقة، بعضها باستخدام تقنية المناظير، كما استحدث قسماً للعلاج الطبيعي نفّذ أكثر من 3000 جلسة تأهيلية ساعدت العديد من المصابين على استعادة حركتهم ووظائفهم الحيوية.

فريق طبي إماراتي

ويتولى الإشراف على المستشفى فريق طبي إماراتي متكامل، بالتعاون مع فريق طبي إندونيسي، يضم جراحين وأطباء في تخصصات دقيقة، ما يعزز قدرته على التعامل مع الحالات الحرجة، خاصة تلك الناتجة عن العمليات العسكرية، من إصابات حربية وحروق وتشوهات.

ومنذ انطلاق عملية «الفارس الشهم 3»، قدّمت الإمارات أكثر من 80 ألف طن من المساعدات الغذائية والطبية والإيوائية، تم نقلها عبر أكثر من 600 رحلة جوية، و17 سفينة شحن، و5400 شاحنة برية، في عملية لوجستية معقدة ومنظمة.

ولم تكتفِ الإمارات بذلك، بل نفذت 63 عملية إنزال مساعدات في مناطق يصعب الوصول إليها داخل القطاع، باستخدام 190 طائرة عسكرية أسقطت أكثر من 3800 طن من المواد الغذائية والطبية العاجلة، ما أسهم في الوصول إلى الفئات الأشد احتياجاً في عمق غزة.

2000 جريح ومريض

أما على صعيد الدعم الطبي الخارجي، تم نقل أكثر من 2000 جريح ومريض فلسطيني للعلاج داخل الإمارات، من بينهم 1000 من مرضى السرطان، و1000 من المصابين جراء الحرب، ضمن مبادرة الشيخ محمد بن زايد للعلاج الإنساني.

وفي خطوة استباقية لدعم سكان القطاع المحاصر، أنشأت الإمارات 6 محطات لتحلية المياه في مدينة رفح المصرية، بقدرة إنتاجية مليوني جالون يومياً، لتوفير مياه الشرب النقية، كما أقامت مستشفى ميدانياً متكاملاً داخل غزة، ضمن خطة استجابة شاملة تراعي الجوانب الصحية والخدمية والبيئية.

ولعل ما تقوم به الإمارات من جهود إنسانية متواصلة في غزة، ليس مجرد استجابة طارئة، بل يعكس نهجاً راسخاً في التضامن مع الشعوب المنكوبة، خاصة في قضاياها المصيرية، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية، فالمبادرة ليست حملة محدودة بزمان أو مكان، بل عملية مدروسة ومترابطة، تهدف إلى إنقاذ الأرواح وتوفير الحياة الكريمة وصناعة الأمل.

اليماحي يشيد بجهود الدولة

أشاد محمد بن أحمد اليماحي رئيس البرلمان العربي، بالدور الإنساني الرائد الذي تقوم به دولة الإمارات العربية المتحدة في دعم الشعب الفلسطيني والتخفيف من معاناته في ظل الظروف الإنسانية القاسية التي يشهدها قطاع غزة.

وأكد أن المبادرات الإماراتية، وفي مقدمتها «الفارس الشهم 3»، تمثل نموذجاً مشرفاً للتضامن العربي والعمل الإنساني الفاعل.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا