عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

ياسمين الملا تروي حكاية وطن بـ «الطوابع»

  • 1/3
  • 2/3
  • 3/3

من روح ورموزها، سواء الكثبان الرملية أو الصقور أو آفاق دبي، استلهمت الفنانة الإماراتية، ياسمين الملا، تصاميم الطوابع التي كشف عنها أخيراً، بمناسبة استضافة الإمارات للمؤتمر البريدي العالمي الـ28 في دبي،، وتحرص الملا في جميع مشاريعها الفنية - سواء في تصميمها للطوابع أو الدروع التكريمية، التي كان من بينها درع جائزة «نوابغ العرب» - على أن تعكس روح الإمارات وثقافتها، إذ ترى أن الفن هو الوسيلة الأصدق لنقل الهوية الوطنية وتراث الدولة، وكرست الملا هذه الرؤية في مختلف أعمالها، ولاسيما التي تعاونت فيها مع علامات عالمية، ما أتاح لها تقديم ثقافة الإمارات في الساحة الدولية.

رواية فنية

وحول أهمية مشروع الطوابع البريدية، قالت ياسمين الملا لـ«الإمارات اليوم»: «مشروع الطوابع التذكارية بالنسبة لي أكثر من مجرد تصميم، هو رواية فنية تعكس حكاية وطن، وقد استلهمت كل طابع من رموز الدولة، فقد أردت أن تكون الطوابع بمثابة جسور بصرية تنقل للعالم هويتنا الثقافية وتراثنا العريق، وأن تعبر عن رؤية الإمارات المستقبلية في الوقت عينه»، وأضافت الملا: «الطابع مساحة صغيرة تحتضن عالماً واسعاً، فهو أشبه بنافذة مصغرة نطل من خلالها على قصة وطن، بكل إرثه ورموزه ورؤيته، ولهذا تعمدت التعامل معه كقصيدة بصرية قصيرة، تختصر المعنى دون أن تفقد العمق، وتُبقي الرسالة واضحة رغم صِغر المساحة، فكل خط، وكل لون، وكل رمز فيه كان محسوباً بدقة ليحمل قيمة أكبر من حجمه»، ولفتت إلى أنه على الرغم من عصر السرعة الذي نعيشه، فإن الطوابع تبقى ذات قيمة خاصة، لأنها أكثر من وسيلة بريدية، فهي فني وتاريخي يوثق اللحظة ويحوّلها لذكرى خالدة.

رؤية بصرية

حملت الطوابع التي قدمتها الملا رؤية بصرية أرادت من خلالها أن تحول كل طابع الى مشهد مصغر من حكاية الإمارات، وأوضحت الفنانة أن كل طابع يكمل الآخر، ويكوّنان معاً لوحة متكاملة، ولهذا وقع اختيارها على عناصر واضحة وقريبة من الوجدان، فجسدت البحر كمرآة لتاريخ التجارة والاتصال، والصقر كرمز للفخر والقوة، والكثبان الرملية لتعكس الطموح المستمر، فيما جسد أفق دبي الابتكار والتجدد، أما الشكل الهندسي المستوحى من شعار المؤتمر، فنوهت الملا بأنه كان الخاتمة التي تجمع بين التقدم والوحدة، ما يخدم هدفها في أن تكون التصاميم بسيطة في الشكل وعميقة الرسالة ومعبرة عن روح الإمارات.

وذكرت الملا أن مصدر إلهامها في مشروع الطوابع نبع من إحساسها بأن هذه الطوابع ليست مجرد تصميمات، بل وثائق فنية ستبقى شاهدة على لحظة تاريخية مهمة، لذا استلهمت من روح الإمارات التي تجمع بين الماضي والحاضر، ومن رغبة شخصية في أن تظهر للعالم صورة وطن يحافظ على أصالته ويحتضن المستقبل بثقة، مشددة على أنها أرادت أن تحمل الطوابع رسالة هوية وفخر، وأن تتحول من وسيلة استخدام إلى ذاكرة خالدة تُجسّد روح الإمارات.

دروع وجوائز

ولا يعد مشروع الطوابع الأول الذي من خلاله تقدم الملا تاريخ الإمارات، بل عملت على العديد من الدروع، من بينها درع جائزة «نوابغ العرب» التي أطلقها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، وأشارت إلى أن تصميم هذا الدرع شكّل محطة بالغة الأهمية بالنسبة لها، فالحدث يحمل رسالة سامية في تكريم العقول العربية، معتبرة أن المشروع أتاح لها فرصة ترجمة القيم التي تؤمن بها الإمارات من ريادة ومعرفة وابتكار إلى عمل فني يليق بهذا المعنى العميق، واعتبرت أن كل مشروع تعمل عليه يشكل جزءاً جميلاً من رحلتها الفنية، معبرة عن امتنانها لكل فرصة، سواء كانت جائزة «نوابغ العرب»، أو الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث، أو وزارة الموارد البشرية والتوطين، أو «سفن اكس»، أو بريد الإمارات، فهي بمجملها محطات مهمة، وكل تجربة شكلت إضافة، لاسيما أن هدفها الدائم أن تعكس رؤية بلدها بأجمل صورة.

قيم إماراتية

شددت الملا على وجود العديد من الركائز التي تأخذها بعين الاعتبار في مثل هذه المشاريع، منها الانطلاق من القيم الإماراتية الأصيلة، والبحث عن رموز ومعانٍ تتجاوز الجانب الجمالي لتصل إلى عمق ثقافي وحضاري، إلى جانب الالتزام بأعلى درجات الدقة والجودة، ولفتت إلى إيمانها بأن الفن هو اللغة الأصدق لتجسيد الهوية الوطنية ونقل الثقافة المحلية، فهو قادر على أن يختصر التاريخ والقيم والرموز في عمل بصري واحد يصل إلى الناس دون ترجمة، فمن خلال الفن يمكن تقديم صورة معاصرة عن الإمارات مع الحفاظ على الأصالة، فالفن هو جسر لتقديم الهوية الوطنية والثقافة المحلية للعالم، ولهذا تعمل باستمرار على المزج بين الإرث الإماراتي واللغة البصرية المعاصرة، ولفتت إلى تعاونها مع علامات عالمية مرموقة مثل «كارتييه»، و«كريستيان ديور»، و«كريستوفل، جيفنشي»، وغيرها، وكل مشروع منها كان فرصة كي تعكس روح الإمارات بأناقة على الساحة الدولية، مبينة أن الإنجازات العالمية لم تغير مسارها بقدر ما ضاعفت من إحساسها بالمسؤولية، فكل مشروع جديد بالنسبة لها هو تحدٍ ورسالة، وأي عمل يحمل اسمها هو أيضاً انعكاس لثقافة وطنها ورؤيتها، ولهذا تتعامل مع كل تعاون محلي أو عالمي بأقصى درجات الالتزام، وتسعى إلى أن تجعل منه وسيلة لتمثيل الإمارات بأجمل صورة.

تجربة مع الأزياء

خاضت الفنانة ياسمين الملا تجربة ممتدة في عالم الأزياء، ووصفت هذه المرحلة بأنها غنية بالتجارب والدروس، وشكلت لها منحنى تعلُّم ساعدها على صقل رؤيتها الفنية، ولفتت إلى أنها مع توسع مسؤولياتها في مجال الفن، قررت أن تركز على المشاريع الفنية، كونها متطلبة للالتزام العميق والمسؤولية الكبيرة، مؤكدة على أن كليهما جزء من هويتها الإبداعية، فخبرتها في الأزياء منحتها التركيز على التفاصيل والدقة والجمال، وهو ما انعكس في أعمالها الفنية، ونوهت بأن الفن يمدّها بعمق ثقافي ورؤية واسعة تجعل كل ما تقدمه سواء في الأزياء سابقاً، أو في الفن حالياً، ينتمي لهوية واحدة متكاملة.

• أردتُ أن تكون الطوابع بمثابة جسور بصرية تنقل للعالم هويتنا الثقافية وتراثنا العريق، وأن تعبّر عن رؤية الإمارات المستقبلية.

Google Newsstand تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا