شهدت صناعة سماعات الأذن قفزات نوعية خلال الفترة الأخيرة، مع تسارع واضح في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي داخل هذه الأجهزة، ما أسهم في تحويلها من مجرد أدوات بسيطة للاستماع أو إجراء المكالمات الهاتفية إلى أجهزة وظيفية متطورة، تقدم مجموعة متنوعة من الميزات والخدمات الذكية الجديدة، أبرزها الترجمة الفورية، والحجب التفاعلي للضوضاء، ومراقبة الحالة الصحية للمستخدم.
وظائف متقدمة
وجاء هذا التحول مدفوعاً بعوامل رئيسة عدة، منها اشتداد المنافسة بين الشركات المُصنّعة، لاسيما مع دخول عدد كبير من العلامات التجارية الآسيوية إلى سوق السماعات الذكية، وأصبحت الشركات مطالبة بتقديم حلول أكثر ذكاء، لتوفير ميزات واستخدامات جديدة تمكنها من زيادة تنافسيتها التقنية، وتواكب المتطلبات المتغيرة للمستهلكين.
وظهرت ملامح هذا التوجه بوضوح في الأسواق العالمية والمحلية، مع إطلاق شركات كبرى مثل «أبل» و«سامسونغ» سماعات أذن تعتمد بشكل مباشر على الذكاء الاصطناعي.
ولم تقتصر سماعات الأذن على جودة الصوت فقط، بل تتجاوز ذلك لتقديم وظائف متقدمة، مثل الترجمة اللحظية للمحادثات، والقدرة على عزل الضوضاء بطريقة ذكية تتكيف مع البيئة المحيطة.
مراحل التطور
ومرت الرحلة التقنية لسماعات الأذن بعدد من المراحل، حيث بدأ استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل تدريجي، بداية من تحسين جودة الصوت، ثم الانتقال إلى مراحل أكثر تطوراً من خلال الوصول إلى مرحلة الحجب أو العزل التكيفي أو التفاعلي للضوضاء، وذلك مقارنة بمراحل سابقة اعتمدت عليها الشركات خلال الفترة الماضية، بدأتها بالعزل باستخدام مواد عازلة في السماعات لتقليل التكاليف، وانتقلت بعدها لأنظمة يطلق عليها «العزل النشط»، التي انتشرت على نطاق واسع، حيث تعتمد على إصدار موجة صوتية معاكسة للضوضاء الخارجية، لتحسين تجربة الاستماع، لكن ذلك واجه بعض الانتقادات من المستخدمين بشأن استهلاك البطارية بشكل مرتفع، فضلاً عن التسبب في ضغط غير مريح على الأذن.
ومع تطور التكنولوجيا، بدأت الشركات بالانتقال إلى ما يُعرف بـ«العزل التفاعلي أو التكيفي» للضوضاء، باستخدام خوارزميات متقدمة، تعتمد على الذكاء الاصطناعي لتحليل الأصوات المحيطة في الوقت الحقيقي.
ولا تقوم هذه الأنظمة بعزل الصوت بشكل عشوائي، بل تميّز بين الضوضاء المزعجة، مثل ضجيج الطائرات أو القطارات، والأصوات المهمة، كالحديث المباشر أو التحذيرات، فتقوم بضبط مستوى العزل تلقائياً، ما يوفر تجربة استخدام أكثر ذكاءً وراحة، خصوصاً أثناء المكالمات أو في البيئات المزدحمة.
توسع الوظائف
ومن أبرز ما تقدمه هذه السماعات المدعومة بالذكاء الاصطناعي، ميزة الترجمة الفورية، التي باتت متاحة في العديد من الإصدارات الحديثة، لاسيما من شركتَي «سامسونغ» و«أبل»، حيث يستطيع المستخدمون الآن إجراء محادثات بلغات مختلفة، لتتم ترجمة الحديث مباشرة، إما من خلال السماعة أو عبر شاشة الهاتف المتصلة بها.
إلى جانب ذلك، توسعت وظائف هذه السماعات لتشمل مراقبة الحالة الصحية للمستخدم، فبعض الطرز تتيح قياس نبضات القلب، ومتابعة المؤشرات الحيوية أثناء ممارسة التمارين الرياضية، إضافة إلى تحليل الحالة الذهنية للمستخدم، مثل مستويات التركيز أو الإجهاد، من خلال تتبع أنماط الاستخدام وسلوكيات الاستماع في مختلف البيئات.
ارتفاع الكلفة
ومع أن دمج الذكاء الاصطناعي في هذه السماعات يرفع من كلفتها الإنتاجية، نظراً إلى تطلّبه أنظمة خوارزمية متطورة، إلا أنه منح الشركات الكبرى الأفضلية في الاستحواذ على حصة أكبر من السوق، بفضل قدرتها على الاستثمار في هذه التقنيات على نطاق واسع، وهو ما يضع الشركات الصغيرة أمام تحديات إضافية من أجل مواكبة هذا السباق التقني.
• استخدام الذكاء الاصطناعي في السماعات بدأ بتحسين جودة الصوت.
• العزل التفاعلي للضوضاء لا يتم عشوائياً، بل يميّز بين الأصوات المزعجة.
تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.