في ظل التوسع الحضري المتسارع الذي تشهده إمارة دبي وتنامي حجم الاستهلاك اليومي من الأغذية والمنتجات المختلفة، تبرز أهمية وجود منظومة رقابية متطورة تضمن وصول منتجات آمنة وسليمة إلى المجتمع.
ويُعد مختبر دبي المركزي التابع لبلدية دبي أحد أبرز الصروح العلمية المتخصصة في المنطقة، حيث يؤدي دوراً محورياً في حماية الصحة العامة عبر إجراء آلاف الفحوص المخبرية المتقدمة وفق أعلى المواصفات العالمية.
في هذا الحوار، تتحدث المهندسة هند محمود أحمد، مديرة إدارة المختبر، عن أبرز إنجازاته، والتقنيات الحديثة التي أدخلت هذا العام، ودوره في تعزيز منظومة السلامة وجودة الحياة في الإمارة، وخططه المستقبلية في الابتكار والتطوير.
شهدنا أخيراً زيادة ملحوظة في حجم الفحوص، ما الذي يعكسه ذلك؟
- الزيادة في حجم الفحوص تعكس ثقة المجتمع والجهات الرقابية بدور المختبر خط دفاع أول لحماية الصحة العامة. وتوضح أن مختبرات التحليل الميكروبيولوجي تنجز نحو 100 ألف فحص سنوياً لمختلف المواد الغذائية والمياه والمنتجات الاستهلاكية، وفقاً لمعايير المواصفة القياسية العالمية ISO/IEC 17025:2017، لضمان سلامة المنتجات المتداولة في أسواق دبي. كما يعمل المختبر على تنفيذ دراسات وأبحاث تطويرية لتعزيز جاهزيته واستجابته السريعة لأي حالات طارئة، بدعم تقنيات حديثة تكشف مبكراً عن أي نمو ميكروبي مسبب للفساد أو الأمراض.
ما الجديد الذي يقدمه المختبر هذا العام؟
- بلدية دبي تواصل الاستثمار في البنية التحتية الرقمية لمختبراتها عبر أحدث الأنظمة والتقنيات التي تدعم منظومة الصحة والسلامة في الإمارة. ومن أبرز المستجدات إدخال تقنية عالمية متطورة للكشف التلقائي عن بكتيريا «الليجونيلا» الرئوية، المعتمدة من شبكة اختبار المياه الأوروبية والحاصلة على اعتراف دولي من جمعية الكيميائيين التحليلية الرسمية (AOAC International). وتمتاز هذه التقنية بدقة عالية وسرعة إنجاز النتائج خلال 48 ساعة فقط، مقارنةً بالطرائق التقليدية التي كانت تستغرق أسبوعين تقريباً.
كيف يسهم المختبر في حماية الصحة العامة وسلامة الغذاء؟
- تسهم إدارة المختبر في ضمان وصول منتجات آمنة وسليمة إلى المستهلكين عبر إجراء فحوص دقيقة للأغذية والمياه والمنتجات الاستهلاكية المتداولة والمستوردة. كما يدعم الحملات الرقابية والمهرجانات المحلية ويعمل على الكشف المبكر عن الملوثات والميكروبات المسببة للأمراض، بما يعزز الدور الرقابي لإمارة دبي.
مختلف القطاعات
ما أنواع الفحوص التي يجريها المختبر؟
- يجري المختبر مجموعة واسعة من الفحوص المتخصصة التي تشمل مختلف القطاعات: الغذائية والكيميائية والمكروبيولوجية للأغذية والمكمّلات الغذائية والمواد الملامسة للطعام والمياه بمختلف أنواعها، إضافة إلى المنتجات الاستهلاكية. كما تمتد لتشمل الفحوص البيئية لعيّنات الرواسب والأتربة والمحميات الطبيعية والنفايات الخطِرة والأسمدة العضوية، فضلاً عن فحوص المعادن والأحجار الكريمة للتحقق من جودتها ونقاوتها. ويجري المختبر أيضاً اختبارات متقدمة في الكهروميكانيك ومواد البناء، تتضمن الفحوص الفيزيائية والحرارية والميكانيكية، واختبارات مقاومة الحريق.
ما أبرز المواصفات القياسية التي يعتمدها المختبر؟
- يعتمد المختبر على أرقى المعايير الدولية في تنفيذ خدماته، أبرزها المواصفة العالمية الخاصة بكفاءة مختبرات الفحص والمعايرة، والمواصفة المتعلقة بكفاءة جهات التفتيش، بما يضمن تقديم خدمات تتسم بالدقة والموثوقية العالية.
هل يستخدم المختبر تقنيات حديثة كالذكاء الاصطناعي؟
- نعم، إذ يواكب أحدث التقنيات في الذكاء الاصطناعي والروبوتية لتعزيز دقة الفحوص وسرعة إنجازها. ومن بين الأجهزة الحديثة التي اعتمدها جهاز الكشف السريع عن بكتيريا الليجونيلا، وتقنيات الفحص الجزيئي بالحمض النووي، والروبوت الذكي لتحليل الإسمنت، وأجهزة المعايرة الآلية، وكذلك تقنية الصفيحة الساخنة لقياس الموصلية الحرارية بدقة عالية.
تدريب مستمر
كيف تضمن دقة النتائج المخبرية؟
- تعتمد الإدارة على منظومة جودة معتمدة دولياً وبرامج ضبط داخلية وخارجية. وتعاير الأجهزة دورياً. فيما يخضع الفريق الفني لتدريب مستمر لضمان الالتزام بأعلى المعايير.
هل تشمل خدمات المختبر منتجات التجميل والعطور والمنظفات؟
- نعم، حيث أجرى هذا العام 46,600 فحص لهذه المنتجات، بما في ذلك لعب الأطفال والمنسوجات، للتحقق من خلوّها من المواد المحظورة أو الميكروبات الضارة، وضمان سلامتها للمستهلكين.
ما دور المختبر في الرقابة على مياه الشرب والمسابح؟
- يجري فحوصاً دورية لمياه الشرب والمسابح بالتعاون مع الجهات المعنية، للتأكد من مطابقتها للاشتراطات الصحية والبيئية. وتشمل الكشف الميكروبيولوجي عن ملوّثات خطِرة مثل الإيكولاي والقولونيات.
كم عدد الكوادر العاملة في المختبر؟
- يضم المختبر نخبة من الخبراء والفنيين المتخصصين الذين يشكلون ركيزة أساسية في ضمان جودة الخدمات وكفاءتها.
ما خططكم المستقبلية؟
- تسعى إدارة المختبر للتوسع في فحوص الأغذية المستحدثة مثل اللحوم المستنبتة مخبرياً، وإطلاق مختبر متطور للكشف عن الفيروسات في الأغذية والبيئة باستخدام أحدث تقنيات الأحماض النووية. كما يجري العمل على تطوير مختبر خاص لرصد التحورات الوراثية في الأغذية، بما يفتح آفاقاً جديدة للابتكار ويرسخ مكانة دبي مدينة رائدة في معايير السلامة والجودة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة الخليج ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة الخليج ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.