يكشف استطلاع عالمي جديد أجرته مدينة إكسبو دبي، عن أبرز تحدٍ يواجه قادة المدن والمتمثل في الحاجة الملِحّة لتوفير الخدمات الأساسية، بالتوازي مع الاستثمار في تعزيز مرونة المدن وقدرتها على مواكبة الوتيرة المتسارعة للتوسع الحضري وتحديات تغير المناخ.
ويوضح تقرير «جاهزية المدن 2025»، الذي أُعدّ بالشراكة مع مؤسسة YouGov، وشمل استطلاع آراء أكثر من 1,000 من قادة المدن من كل أنحاء العالم، أنه على الرغم من إدراك القادة لهذه المعضلة، فإن أغلبهم (75%)، يواجهون قيوداً ناجمة عن محدودية التمويل والثغرات في الحوكمة.
وستسهم هذه النتائج في صياغة جدول أعمال قمة مدن آسيا والمحيط الهادئ ومنتدى رؤساء البلديات 2025، التي ستنعقد من 27 إلى 29 أكتوبر في مدينة إكسبو دبي تحت رعاية سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء، وزير الدفاع، ورئيس المجلس التنفيذي لإمارة دبي.
وقالت ناديا فيرجي، المدير التنفيذي للمبادرات العالمية والاستشارات في مدينة إكسبو دبي: «مع النمو السكاني، تصبح المدن أكثر عُرضة للضغوط الاجتماعية والمناخية، بدءاً من القصور في البنى التحتية، وصولاً إلى الأزمات الصحية العامة. وفي الوقت نفسه، يواجه قادة المدن تحدّي محدودية التمويل وتعدّد الأولويات، ما يصعّب مهمة توفير الخدمات الأساسية بالتوازي مع الاستثمار في الحلول اللازمة للتعامل مع التحديات البيئية والاقتصادية».
تشكّل هذه الرؤى المحرك الأساسي لقمة مدن آسيا والمحيط الهادئ ومنتدى رؤساء البلديات 2025، والتي صُمِّمت لتكون منصة تجمع قادة المدن لتبادل الأفكار، وتطوير نماذج جديدة، والتعاون في إيجاد حلول للتحديات المتعددة التي تواجه المدن.
يشير التقرير إلى وجود مفارقات واضحة بين تعزيز التكيف مع التغير المناخي وبين تقديم الخدمات الأساسية. وتبرز الضغوط البيئية مثل ارتفاع درجات الحرارة والفيضانات وحرائق الغابات كأحد أبرز التحديات التي تتطلب تدخلاً عاجلاً في السنوات الخمس المقبلة. وفي الوقت نفسه يواجه القادة تحديات متعلقة بالخدمات الأساسية التي تمس حياة السكان اليومية، بما في ذلك التنقل والرعاية الصحية والإسكان الميسور والبنية التحتية الداعمة للتوسع الحضري المتسارع.كما أن 75% من قادة المدن يعانون محدودية التمويل الذي يعيق التقدم نحو تعزيز المرونة طويلة الأمد، ما يدفع الكثيرين للتركيز على توفير الخدمات الأساسية فقط. ويؤكد القادة أن الشراكات بين القطاعين العام والخاص، ستسرع من تطوير البنى التحتية اللازمة لمواكبة التطوير الحضري، وتقديم الخدمات الأساسية، خاصة في قطاع الرعاية الصحية.
يرى قادة المدن أن التفاوت الاقتصادي يشكّل العقبة الأكبر أمام بناء مجتمع أكثر تماسكاً. ولذلك يعتبر ثلث القادة أن توسيع الفرص الاقتصادية وريادة الأعمال للشباب، هو أولوية قصوى لضمان بيئة حضرية جاهزة للمستقبل.