عرب وعالم / الامارات / الامارات اليوم

نجاة طفلة مواطنة من حروق بليغة بعد تقليد « الدمى الشريرة»

  • 1/2
  • 2/2

نجت الطفلة المواطنة موزة كاسب (سبع سنوات) من حروق بليغة، بعدما حاولت تقليد مقطع متداول على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر اشتعال دمية ضمن ما يعرف بـ« الدمى الشريرة».

وصادف وقوع الحادث احتفالها بذكرى يوم ميلادها في إمارة رأس الخيمة، وأدى إلى إصابتها بحروق امتدت من الصدر حتى الظهر والبطن، واستدعت علاجاً مطولاً استمر أكثر من شهرين في مدينة الشيخ شخبوط الطبية بأبوظبي.

وأفادت والدة الطفلة في حديثها مع « اليوم» بأن موزة كانت تحتفل بعيد ميلادها السابع برفقة أبناء عمومتها، عندما قرروا تقليد مقطع متداول على مواقع التواصل الاجتماعي يظهر اشتعال دمية ضمن ما يعرف بـ«تريند الدمى الشريرة»، وما أن أشعلوا النار لتنفيذ التجربة حتى التهم اللهب على الفور ملابس موزة، إذ كانت ترتدي «المخور الإماراتي» التقليدي المزيّن بالخرز والزخارف، والذي اشتعل سريعاً بمجرد ملامسته للنار.

وأضافت أن ابنتها، بعد أن اشتعلت النار في ثيابها، ركضت مذعورة إلى الخارج بدافع الخوف، بدلاً من التوجه نحو العائلة، ما زاد من خطورة الحروق بسبب حرارة الشمس في منتصف النهار، مشيرة إلى أن شقيقها، الذي صادف مروره قرب المنزل، شاهدها والنار تلتهم ثيابها، فسارع إلى تمزيقها وإنقاذها قبل نقلها على الفور إلى المستشفى.

وذكرت والدة موزة أن بنتها نقلت في البداية إلى مستشفى خليفة التخصصي برأس الخيمة، ثم حوّلت بالإسعاف إلى مدينة الشيخ شخبوط الطبية لتلقي العلاج المتخصص، مضيفة أنها «كانت تبكي من شدة الألم طوال الطريق، لكنها هدأت فور وصولها إلى المستشفى، حيث أدخلها الفريق الطبي مباشرة إلى غرفة العلاج، وبدأ التعامل مع حالتها بشكل ». وبيّنت أن الحروق طالت منطقة الصدر حتى أعلى السرة، إضافة إلى الكتفين والظهر وجزء من الشعر، لافتة إلى أن الأطباء استخدموا تقنيات علاج حديثة، شملت المصفوفة الحيوية المؤقتة (BTM) وعمليات ترقيع دقيقة بتقنية «ميك»، لتسريع عملية الشفاء وتقليل الألم.

وتابعت: «قضينا 66 يوماً في المستشفى، كانت تجربة صعبة للغاية، لكنها علمتنا الكثير عن الصبر، فقد كان الفريق الطبي يشرح لنا كل تفاصيل العلاج خطوة بخطوة، ويتعامل مع ابنتي بلطف كبير لتخفيف مخاوفها».

وأضافت أن موزة، على الرغم مما مرت به من ألم ومعاناة، أظهرت شجاعة لافتة خلال رحلة علاجها الطويلة، إذ تأقلمت بسرعة مع بيئة المستشفى، وكونت صداقات مع الأطفال الآخرين، وشاركتهم اللعب والهدايا، حتى بدأت تطمح لأن تصبح أخصائية علاج طبيعي عندما تكبر، لتساعد المرضى كما ساعدها الأطباء.

وبعد رحلة علاج امتدت لأكثر من شهرين، استعادت الطفلة موزة ابتسامتها، وعادت إلى المدرسة تسير بثقة وتلعب مع زميلاتها، حاملة معها درساً ثميناً في الوعي والحذر من تقليد المحتوى الرقمي دون رقابة.

وأكدت والدتها أن حالتها الصحية تحسنت بشكل كبير، وأن الفريق الطبي طمأن الأسرة بأن بشرتها ستتعافى تدريجياً مع مرور الوقت، مشيرة إلى أن موزة تجاوزت مرحلة الألم واستعادت نشاطها المعتاد.

وعلى الرغم من صغر سنها، أظهرت موزة وعياً لافتاً بما مرت به، قائلة: «صرت أخاف من النار قليلاً، ولن أقلد أي تريند خطر مجدداً».

ومن تلك التجربة القاسية خرجت موزة بدرس عميق، فاليوم لا تحمل آثار الحروق فحسب، بل تحمل رسالة تبثها إلى زميلاتها في الصف، لتكون صوتاً صغيراً يحذّر من مخاطر التقليد الأعمى للمحتوى المنتشر على الإنترنت.

من جهتها، أكّدت رئيسة قسم البرامج والأنشطة في جمعية توعية ورعاية الأحداث، الأخصائية الاجتماعية عائشة راشد سعيد الكندي، أن انتشار «التريندات الخطرة» في وسائل التواصل الاجتماعي يُشكل تهديداً حقيقياً لسلامة الأطفال النفسية والجسدية، مشيرة إلى أن «بعض المقاطع المنتشرة تحوّل الفضول الطبيعي لدى الصغار إلى سلوك متهوّر يعرضهم لمخاطر جسيمة». وأكّدت أن «مثل هذه الظواهر تعكس الحاجة الملحّة إلى رفع مستوى الوعي الرقمي في الأسرة والمجتمع، فالأطفال اليوم يعيشون في بيئة رقمية مفتوحة تتطلب وعياً مضاعفاً من المحيطين بهم لحمايتهم من التأثيرات السلبية الخفية». وأوضحت أن «المنصات الرقمية تعج بمحتوى ترفيهي مضلل، يصور تجارب أو تحديات خطرة على أنها مواقف مرِحة أو آمنة، مثل إشعال النار أو القفز من أماكن مرتفعة، أو تنفيذ تجارب كيميائية في المنزل»، مؤكدة أن «هذه المشاهد تنتج غالباً لأغراض المشاهدة والتفاعل فقط، لكنها تخدع الطفل الذي لا يمتلك القدرة على التمييز بين التمثيل والواقع». وأضافت الكندي أن «الأطفال في هذه المرحلة العمرية يسعون إلى تقليد ما يرونه على الشاشات دون إدراك للعواقب، وهو ما يستدعي من الأسرة تعزيز الرقابة الواعية والحوار المستمر مع أبنائها، لبناء وعي رقمي يحميهم من مخاطر التقليد الأعمى للتريندات المنتشرة». وأشارت إلى أن «الحوار مع الأبناء حول ما يشاهدونه يمثّل درعاً وقائية فعالة، فكل دقيقة يقضيها الوالدان في النقاش والتوعية معهم قد تمنع حادثاً أو تجربة خطرة»، مؤكدة أن «التربية الرقمية أصبحت جزءاً من مسؤوليات الأهل الأساسية». وشدّدت على أن «مسؤولية الحماية لا تقع على المنصات وحدها، بل تبدأ من داخل الأسرة، من خلال مراقبة نوعية المحتوى الذي يتعرض له الطفل، ومرافقته في استخدامه للتقنيات الحديثة»، مؤكدة أن «الرقابة الفعالة لا تعني المنع فقط، بل تقوم على التوعية والمشاركة في فهم العالم الرقمي الذي يعيش فيه الأبناء اليوم». وقالت إن «وجود الآباء كشركاء في التجربة الرقمية يمنح الطفل شعوراً بالأمان والانتماء، ويجعله أكثر استعداداً لمشاركتهم ما يراه أو يتعرض له من محتوى مريب، ما يعزّز ثقته بنفسه، ويحدّ من المخاطر قبل وقوعها».

• الطفلة المواطنة موزة كاسب أظهرت شجاعة لافتة خلال رحلة علاجها الطويلة.

تابعوا آخر أخبارنا المحلية والرياضية وآخر المستجدات السياسية والإقتصادية عبر Google news

تويتر لينكدين Pin Interest Whats App

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة الامارات اليوم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من الامارات اليوم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا