دبي: «الخليج»
افتتحت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد آل مكتوم، رئيسة هيئة الثقافة والفنون في دبي «دبي للثقافة»، يوم الاثنين، معرض «حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية» لعام 2025، ويضم على مدار أربعة أيام، 100 مشروع طلابي متميّز يسعى إلى معالجة أبرز التحديات الاجتماعية والبيئية التي تواجه البشرية.

عقدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد، اجتماعاً مع مجموعة من قادة وممثلي جهات حكومية وخاصة، وعدد من الجهات الاستثمارية وحاضنات الأعمال، الذين يشكل عملهم عنصراً أساسياً في تحويل الأفكار إلى حلول عملية قابلة للتطبيق: المهندس مروان أحمد بن غليطة، المدير العام لبلدية دبي، وعارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي، ورئيس مجلس إدارة «آرت دبي»، والدكتور عامر شريف، المدير التنفيذي ل «دبي الصحية»، والدكتور سعيد المنصوري، مدير إدارة الاستشعار عن بُعد في «مركز محمد بن راشد للفضاء»، وفارس سعيد، رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي ل «سي القابضة»، وفادي غندور، رئيس مجلس الإدارة لمنصة «ومضة»، والدكتور أوزان كوسيوغلو، الرئيس العالمي لقسم نمذجة معلومات البناء في «سيمنز إينرجي»، وابتسام السعدي، مديرة السياسات والتشريعات الصناعية في وزارة الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، ونادر البستكي، المدير العام لصندوق حي دبي للمستقبل، ودريد الزغواني، الرئيس التنفيذي للعمليات في مؤسسة دبي للاستثمارات الحكومية، وناقشت معهم الدور الحيوي للابتكارات العلمية الجامعية في تطوير حلول عملية وذات أثر ملموس في أرض الواقع.

كما تجوّلت سموّها في معرض «حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية» اطلعت خلالها على جانب من المشاريع المئة المعروضة فيه، التي اختيرت من بين آلاف المشاركات التي قدّمها طلاب وخريجون وأساتذة من 1200 جامعة في 120 دولة. واستمعت إلى شرح عن مكونات المعرض الذي تستمر أعماله حتى يوم الخميس 20 نوفمبر في «منطقة 2071» بأبراج الإمارات، بالتزامن مع انعقاد الدورة الرابعة من «منتدى دبي للمستقبل».
وتعقد أعمال مبادرة «حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية» بتوجيهات سموّ الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، رئيس مجلس أمناء مؤسسة دبي للمستقبل، وتحت رعاية وقيادة سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد. ويالبرنامج ثمرة تعاون بين مبادرة «ابتكارات للبشرية» التابعة لمجموعة «آرت دبي»، وبالشراكة مع مؤسسة دبي للمستقبل، ومؤسسة حسين سجواني – «داماك الخيرية»، ومركز دبي المالي العالمي، ويهدف إلى تمكين المبتكرين الشباب من مختلف أنحاء العالم لتطوير حلول علمية رائدة وتحويلها إلى تطبيقات عملية تسهم في إحداث أثر ملموس على أرض الواقع.
وأكدت سموّ الشيخة لطيفة بنت محمد بن راشد، أن «حلول دبي للمستقبل- ابتكارات للبشرية» نجحت في تعزيز حضورها ومكانتها منصةً رائدة لتمكين الابتكار، وحاضنة للأفكار الاستثنائية والمشاريع الملهمة، وملتقى عالمياً للطاقات الشابة والخبراء وصنّاع القرار لتبادل الرؤى واستشراف ملامح المستقبل.

وقالت سموّها: «تثبت هذه المبادرة، عاماً بعد عام، قدرة الإنسان غير المحدودة على الإبداع، وتعكس إيماننا الراسخ بأهمية الابتكار نهجاً قادراً على تغيير حياة المجتمعات إلى الأفضل، وتُظهر مدى التزام الجيل القادم بإحداث أثر إيجابي عبر تقديم حلول عملية للتحديات الاجتماعية والبيئية التي تواجه كوكبنا اليوم، والمساهمة في صناعة التأثير وإعادة تشكيل المستقبل. وتُجسّد رؤية دبي الداعمة للعِلم والمعرفة، واهتمامها بمنظومة البحث العلمي وتحويل الأفكار الفريدة إلى مشاريع نافعة في خدمة البشرية، ما يفتح آفاقاً جديدة لتطوير المعرفة وتصميم مستقبل أكثر استدامة».

جوهر الرسالة

وأضافت: «أعظم المشاريع تبدأ بفكرة، والفكرة المتميزة قادرة على بناء مجدٍ يدوم، وعندما تجد الفكرة بيئة تحتضنها، فإنها تتحوّل إلى إنجاز رائد، وهذا هو جوهر رسالتنا في هذه المبادرة التي نؤكد عبرها التزامنا الدائم بدعم المبادرات التي تُحفّز الإبداع، وتمكّن الشباب، وتسهم في تحقيق أهداف التنمية الشاملة والمستدامة».

فكر استشرافي

وقال خلفان بلهول، الرئيس التنفيذي لمؤسسة دبي للمستقبل: «نطمح إلى أن تصبح دبي واحدة من أبرز مدن المستقبل في العالم، وتجسّد الابتكارات الإبداعية التي نشهدها ضمن مبادرة «حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية» هذا الفكر الاستشرافي. وفي مدة وجيزة، نجحت دبي في ترسيخ مكانتها مركزاً عالمياً رائداً للابتكار والتكنولوجيا، ومنصة اختبار للمفكرين المبدعين، وموطناً لبعض أبرز روّاد الأعمال والمؤسسات ذات الرؤية المستقبلية في العالم».

وقال عارف أميري، الرئيس التنفيذي لسلطة مركز دبي المالي العالمي ورئيس مجلس إدارة آرت دبي: «هذا الأسبوع مصدر إلهام حقيقي، ويفخر المركز بقيادة برنامج ذي تأثير عالمي. وبصفتنا شريكاً مؤسساً للمبادرة، نواصل التزامنا بقيادة مستقبل التكنولوجيا والاستدامة، وتقديم الدعم المستمر للمبتكرين الذين تُحدث مشاريعهم أثراً ملموساً في مجتمعات العالم».

معالجة التحديات

وقد أبرزت توجهات مشاريع هذا العام تركيزاً قوياً على معالجة القضايا الصحية العالمية، والمخاوف البيئية، والقدرة على التكيف مع تغير المناخ. وطوّر كثير من الطلاب حلولاً عملية متخصصة، مستفيدين من خبراتهم الأكاديمية لتقديم حلول دقيقة ومصممة خصيصاً لمعالجة التحديات العالمية. وركّزت نسبة كبيرة من المشاريع على القدرة على التحمّل المالي وسهولة الوصول، بما يضمن استفادة أوسع من الابتكارات. كما أضاء دمج التقنيات التمكينية المتقدمة، مثل الذكاء الاصطناعي، في القطاعات التقليدية على مشهد الابتكار المتطور، حيث يمكن تطبيق هذه التقنيات على مشاكل ملموسة لتحقيق أثر فعلي.

معايير صارمة

وأوضح تادو بالداني كارافييري، مدير مبادرة «حلول دبي للمستقبل – ابتكارات للبشرية» قائلاً: «معايير القبول لدينا صارمة، ونتلقّى سنوياً آلاف الطلبات التي تتضمن حلولاً عملية لمشكلات حقيقية تؤثر في المجتمع والبيئة. وتهدف هذه الابتكارات الجامعية إلى التحوّل إلى مشاريع قابلة للتطبيق التجاري، بما يضمن استفادة البشرية الفعلية».

نافذة للنجاح

وعلى مدار مرحلة المعرض، وبالمشاركة المستمرة في البرنامج، تتاح للمبتكرين الشباب فرصة التواصل مع الجهات الحكومية المحلية والدولية، والخبراء في مختلف القطاعات، والمستثمرين، وفرص التمويل من مجالات متنوعة تشمل الرعاية الصحية، والطاقة، والزراعة، والبنية التحتية الذكية، والذكاء الاصطناعي التطبيقي. وهذه الروابط خطوة محورية في تمكين الطلاب من تطوير أفكارهم نحو مراحل التنفيذ التجاري، وفي نهاية المطاف، تحقيق أثر ملموس في معالجة تحديات العالم الواقعي.
وسيمنح خمسة مشاركين متميّزين، يختارون من بين أفضل 100 مشروع، 100 ألف دولار، لدعم استمرار تطوير أبحاثهم في المجالات الحيوية.