الارشيف / العاب / IGN

‫مراجعة الموسم الثالث من The Bear ‬

منذ نهاية الموسم الثاني الاستثنائية من The Bear ، استبشر عشاق المسلسل المختلف في طرحه والجريء في سرد أحداثه دون الخوف من الحالة العامة للأعمال في العشرية الأخيرة، التي تركز على إيصال رسائل معلبة ومكشوفة للمتابع دون التركيز على ما يجعل العمل ذا طابع أصلي ومميز. ترقب متابعو المسلسل وتأملوا أن تضاهي جودة الموسم الجديد بقية المواسم في القوة وفي الأحداث التي تستحق الانتظار. لكن هل كان الموسم الجديد على مستوى تلك التوقعات؟

‫تبدأ أول حلقات العمل بتركيز على كارمي وطموحه لصنع مطعم نخبوي يحظى باحترام من سبقوه من طباخين عالميين، وينقذه في المقام الثاني مالياً عرفاناً منه لجميل عمه. كانت الحلقة مطوّقة بحديث فردي صامت أو كما يقال في الأوساط الفنية (مونولوج) سردي كان في أغلبه صامتاً، وأسلوبها قد لا يناسب المتابعين الذين تعلقوا بالعمل بسبب لحظات التوتر وضغوطات كارمي وشريكته سيدني على باقي فريق العمل. آثر أصحاب العمل وبشكل غريب أن يظهروا جماليات إخراجية أنهت الحلقة بتساؤلات وامتعاض كبيرين، وانعكست هذه التجربة على باقي الحلقات سلباً في مراحل مختلفة من عمل كان من المفترض ومن السهل أن يكمل رحلته على أتم وجه. وكان من الواضح جداً أن صناع العمل ضلوا الطريق فيما يخص وجود هدف جديد ترتكز عليه وجهة الكتابة وتسلسل الأحداث.

‫لطالما أعجبني خط تطور شخصية الممثل إييبون موس باكراك بدور "ريتشي"، لاتقانه دوره دون أي تكلف أو مبالغات تلغي بساطة تعامله مع المشاهد. والأكثر تأثيراً في تقديري للشخصية هو جودة كتابتها التي صنعت تحولات صادمة لكنها تزداد منطقية في كل دقيقة. لكن في هذا الموسم لم يكن هناك الكثير فيما يخص شخصيته، إلا في احتمالية خط رومانسي أو علاقته مع ابنته وطليقته، متجاهلاً أحد أبرز أسباب تعلقي في العمل وهو التنقلات الفريدة في شخصية هذا الممثل المبدع. لكن كان هناك تحسن وبشكل ملحوظ وأبقى التصنيف الكوميدي تصنيفاً منطقياً لهذا العمل، وهما الأخوين "فاك" حيث أنقذا الموسم وحملا على عاتقهما إبقاء الفواصل الضاحكة أو المواقف الغريبة التي كان لها الفضل الأكبر في محو الرتابة في الحلقات. وأظهروا لنا أيضاً وجهاً آخر من شخصياتهم، وهو حل المشاكل العاطفية ومحاولة إصلاح ما أفسدوه في نهاية الموسم الثاني، وأضافوا بعداً جديداً ومختلفاً في شخصيات العمل.

‫كان هذا العمل الأقل قبولاً وتقديراً من المتابعين مقارنة بالمواسم السابقة لأسباب واضحة بالنسبة لي، لأن التركيز على جماليات إخراجية أو مواقف صامتة أو عبارات تشجيعية ليست ما ربط محبي العمل به. والتركيز على شخصيات مختلفة جانبية وصنع حلقات كاملة لهم أفقدني والبعض الاهتمام بالعمل جزئياً. وأتفهم إعجاب النقاد بهذا الموسم للأسباب المذكورة أعلاه، لأنهم ليسوا متابعين لغرض الاستمتاع بل لنقد العمل، لذلك تم إشباع نظرتهم النقدية من خلال لحظات صامتة معبرة أو ظهور شرفي لنجوم كبار أو زوايا إخراجية جذابة. لذلك حصل العمل على تقييمات متباينة، ولكنه خسر الحرب الأكبر، ألا وهي حرب إرضاء المشاهد، لأنه هو الذي سيعطي العمل أكثر موارد وبقاء في الذاكرة كأحد أفضل ما أنتج تلفزيونياً وليس النقاد.

‫لأصف مراجعتي بشكل مباشر وغير انحيازي للعمل، فهو وببساطة أقل مواسم هذا العمل. لم يقدم جديداً يجعلك تترقب الموسم الرابع، لكنه رغم كل هذا حافظ على شيء من الجمال الذي صنعه في مجمل العمل، وهي كوميديا الموقف والأداء الفردي الممتاز لأغلب ممثلي العمل. لذلك لن يكون هذا الموسم سوى عثرة يستطيعون تجاوزها بسهولة لو أرادوا ذلك، وما زلت أنتظر موسمهم الرابع بكل ثقة بإمكانات القائمين عليه لصنع تجربة فريدة جديدة للمتابع الذي مل التكرار والتعليب وقلة مغامرات وتجارب شركات الإنتاج في وقتنا الحالي.

‫كان موسماً طموحاً كطموح كارمي بصنع مطعم نخبوي تتغير وجباته بشكل يومي، ونجح كارمي في تحقيق ذلك، لكن الموسم لم ينجح في صنع تجربة مميزة كعادته، وأضل طريقه الواضح بشكل غريب.‬

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا