تحذير: تحتوي هذه المراجعة على حرق للحلقة 2 الموسم 2 من The Last of Us.
يستمر The Last of Us في بناء موسم استثنائي بحلقة ثانية تقدم تصعيدًا دراميًا كبيرًا يغيّر مسار الشخصيات إلى الأبد. بعد نهاية صادمة في الحلقة الأولى، تأتي حلقة “Through the Valley” لتُظهر تبعات ما حدث من زوايا مختلفة، وتعيد تعريف دوافع الشخصيات ونظرة الجمهور إليها، وفي الوقت نفسه، تعيد ترسيخ هوية السلسلة كواحدة من أصدق ما قُدّم في تصنيف “البقاء”.
تقدم كايتلين ديفر في دور آبي أداءً مذهلًا يرتقي إلى مستوى التحدي الصعب المتمثل في تقديم واحدة من أكثر الشخصيات إثارة للجدل في عالم الألعاب والمسلسلات. منذ أول مشهد، كان حضورها قويًا، تنقل ملامحها مشاعر متضاربة ما بين الحزن، الغضب، والندم، وتُقنعنا بأننا نشاهد شخصية من لحم ودم، لا مجرد "عدو" في القصة. ديفر لا تؤدي آبي فحسب، بل تتقمصها بكل ما فيها من ثقل نفسي وغضب داخلي وشعور دائم بالتوتر. حتى في أكثر اللحظات صمتًا، كانت أعينها تتحدث، توصل الألم والحيرة دون تصنع أو استدرار لتعاطف رخيص.
هذا النوع من الأداء لا يُدرَّس، بل يُولد من فهم عميق للشخصية، وهذا ما فعلته ديفر. لقد نقلت شخصية آبي من كونها مجرد “نقيض لإيلي” إلى شخصية مستقلة، قائمة بذاتها، تحمل مبرراتها الخاصة ومشاعرها المعقدة التي لا يمكن اختزالها في “بطلة” أو “شريرة”. ببساطة، من الصعب تخيُّل أن هناك ممثلة أخرى كان بإمكانها تقديم هذا المستوى من العمق والصدق في كل لقطة.
تبدأ الحلقة بلحظة صمت وتوتر قبل أن تدخل الأحداث بسرعة في مواجهة مع عدد من المصابين داخل مبنى مهجور. هذه المواجهة لم تكن فقط لإظهار الخطر، بل كانت مصممة لتعزيز شعور العزلة وانعدام الأمان الذي يطغى على الموسم. ومن هنا، ينتقل السرد بسلاسة إلى ما يمكن وصفه بأنه لحظة الانفجار العاطفي: المواجهة بين آبي وجول.
لحظة مقتل جول لم تُعرض بتفاصيل عنيفة، بل كانت سريعة ومفاجئة وصادمة بواقعية. قرار صنّاع العمل بأن تتم بهذه الطريقة كان ذكيًا، لأن التأثير الأكبر جاء من صدمة إيلي، وليس من دموية الفعل ذاته. نظرة إيلي، رد فعلها، وحتى خطواتها المرتجفة في الهرب — كلها كانت عناصر تبني لحظة حقيقية ومؤثرة.
وبالنسبة لي، لم تكن هذه لحظة عابرة، بل كانت اللحظة التي شعرت فيها بارتباطي بالشخصيات يترسخ أكثر من أي وقت مضى. رحيل جول، رغم توقعه، ضُرب في قلبي بقوة لأن طريقة اقتباسه من اللعبة كانت واضحة، دقيقة، وجميلة في آن واحد، كأن المشهد كُتب من أجل أن يشعر به كل من عرف جول وأحبه.
ومن حيث الأجواء العامة للحلقة، فإن الصقيع الذي يلف أجواءها ليس فقط خلفية بصرية، بل يُستخدم لتكثيف شعور الشخصيات بالضياع. البرد القارس، الذي يُلاحظ من أنفاسهم الثقيلة وتيبّس حركتهم، يزيد من توتر الأجواء ويُشعر المشاهد أنه داخل هذا العالم المتجمد نفسيًا وفعليًا.
ما يميّز هذه الحلقة ليس فقط في تصاعد الأحداث أو الأداء الاستثنائي، بل في وفائها العميق لجوهر السلسلة: البقاء. حيث لا يقدم المسلسل البقاء كفكرة سطحية مكررة، بل يرسّخه كصراع دائم في كل نفس تتنفسه الشخصيات. هنا، البقاء لا يعني فقط النجاة من العدو أو الهرب من الموت، بل يعني اتخاذ قرارات قاسية، والعيش مع تبعاتها، والقتال من أجل الحفاظ على شيء من الإنسانية وسط هذا الانهيار.
تجسّد حلقة “Through the Valley” ذلك بشكل مكثف. إيلي تبقى، لكنها تفقد جزءًا منها. آبي تبقى، لكنها تتشقق من الداخل. كل لحظة تمر لا تؤكد فقط أنك في عالم خطر، بل تُعيد التأكيد أن هذا العالم لا يرحم من ينجو جسديًا فقط.
الإخراج هنا حافظ على طابع سينمائي بامتياز، خاصة في اختيار الزوايا الضيقة داخل المباني المعتمة، وزوايا التصوير البعيدة في المناطق الثلجية، التي تُضخم من عزلة الشخصيات. الموسيقى التصويرية أيضًا كانت دقيقة، تعرف متى تتوقف تمامًا ومتى تتسلل بهدوء لتقود المشهد دون أن تطغى عليه.
تثبت Through the Valley أن قوة The Last of Us لا تكمن فقط في قصته، بل في قدرته على تقديم تجربة شعورية متكاملة. حلقة تنبض بالتوتر، وتُحاكي نبض الشخصيات بصدق مؤلم، وتُعيد تأكيد أن هذا العمل لا يزال وفيًا لهويته كأحد أقوى الأعمال في تصنيف البقاء.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.