حتى أولئك الذين لم يلعبوا أي لعبة فيديو في حياتهم على الإطلاق لا بد أنهم يعرفون أن سلسلة Grand Theft Auto لا تدور حول فعل الصواب. نعم، تدور حول الجريمة، وعندما يقرر اللاعبون إثارة الفوضى في المدينة، قد تنتهي هذه الجرائم بأخذ أرواح الأبرياء.
عندما يتعلق الأمر بالمهام، فإن سلسلة GTA عادةً ما تفعل الشيء “الصحيح” من منظور اللعبة، أي أنها تتيح للاعبين التصرف بطرق إجرامية لكن ضد أشخاص أشرار بنفس القدر. ومع ذلك، في بعض الأحيان تتجاوز السلسلة الحدود إلى أماكن قد يعتبرها حتى أكثر اللاعبين جرأةً مبالغًا فيها. دعونا نلقي نظرة على أحلك المهام في Grand Theft Auto، والتي أثارت الجدل بلا شك.

طلب الصداقة (Grand Theft Auto 5)
إذا كان على التلفاز، فربما يكون مزيفًا، أليس كذلك؟
- ربما كانت مبالغًا فيها بعض الشيء
- لكنها لا تزال مضحكة إلى حد ما.
رغم أن لعبة GTA 5 تتمتع بطابع كوميدي أكثر مقارنة بـ GTA 4، إلا أن هذا الطابع يؤدي أحيانًا إلى جعل اللاعبين يضحكون على أمور قاتمة جدًا. في هذه المهمة المثيرة للاهتمام بشكل مفاجئ، يقوم Michael بتفخيخ جهاز محمول ينفجر لاحقًا في وجه أحد الأشخاص على الهواء مباشرة.
الجدل في مهمة “طلب الصداقة” يأتي من السخرية المباشرة من الواقع، حيث يتعين على Michael التسلل إلى شركة Lifeinvader (المقصود بها Facebook) من أجل تسليم المدير التنفيذي Jay Norris (الذي يُمثل شخصية Mark Zuckerberg) هاتفًا محمولًا ينفجر ويقتله عند استخدامه. فكرة اغتيال شخصية واقعية داخل لعبة أثارت جدلًا كبيرًا دون شك.
Flatliner (Grand Theft Auto: Chinatown Wars)
قاسٍ جدًا
- مهمة عادية تنتهي بمنعطف مظلم جدًا.
تُعد مهمة Flatliner في لعبة Grand Theft Auto: Chinatown Wars من المهام التي تبدأ بطابع طبيعي لكنها تنتهي بأسلوب مظلم للغاية. في هذه المهمة، يُكلَّف اللاعب بإنقاذ رجل مريض ونقله إلى مكان ما. خلال المهمة، يقود اللاعب سيارته وسط إطلاق كثيف للنار ويتعين عليه القضاء على مجموعة من المسلحين الذين يحاولون منعه من الوصول إلى هدفه. تبدو المهمة في البداية وكأنها محاولة بطولية لإنقاذ حياة رجل يحتضر، حيث يُتوقع في العادة أن تكون النهاية إيجابية بعد كل هذا الجهد.
لكن المفاجأة القاسية تكمن في نهاية المهمة، إذ يكتشف اللاعب أنه لم ينقل الرجل إلى المستشفى أو إلى أي مكان للعلاج، بل إلى موقع إعدامه. والأسوأ من ذلك أن طريقة الإعدام في غاية البشاعة والفظاعة، إذ يتم قتل الرجل أمام أعين اللاعب عبر اقتلاع قلبه من صدره حرفيًا. المشهد يصوَّر بطريقة مباشرة وواضحة دون مواربة، ما يزيد من صدمة اللاعبين عند إدراكهم لما حدث.
ورغم أن هذا المشهد يحمل طابعًا ساخرًا كما هي عادة سلسلة Grand Theft Auto في المزج بين العنف والفكاهة السوداء، فإن كثيرًا من اللاعبين اعتبروه مشهدًا قاسيًا وغير إنساني، خصوصًا أنه يأتي بعد مهمة بدت في ظاهرها أنها لإنقاذ حياة لا لإنهائها. المهمة تمثل واحدة من أكثر اللحظات ظلمة في تاريخ السلسلة وتُعد مثالًا على الكيفية التي تدفع بها اللعبة حدود السخرية السوداء إلى أقصاها.
Dead Meat (Grand Theft Auto: Liberty City Stories)
انتبه لما تأكله
- مستوحاة مباشرة من مسلسل The Sopranos.
تُعد مهمة Dead Meat في لعبة Grand Theft Auto: Liberty City Stories واحدة من أكثر المهام إثارة للجدل في السلسلة، وتحديدًا بسبب فظاعتها الشديدة والمباشرة. رغم أن اللعبة كانت موجهة في الأساس لمنصة Sony PSP ويُظن أنها ستتضمن محتوى أقل عنفًا لجذب جمهور أوسع، إلا أن العكس هو ما حدث. إذ احتوت على محتوى يُعد من الأشد ظلمة في تاريخ السلسلة.
المهمة مستوحاة مباشرة من المسلسل الشهير The Sopranos، حيث يُكلف البطل بقتل رجل معين، لكن الأمر لا يتوقف عند القتل فقط. بعد تنفيذ الجريمة، يقوم البطل بتقطيع جثة الرجل ومعالجتها وتحويلها إلى لحم مفروم ليُباع لاحقًا في مطعم عائلة القتيل نفسه. الأسوأ من ذلك أن أفراد العائلة لا يعرفون شيئًا عمّا حدث ويقومون ببيع هذا اللحم لزبائنهم دون علمهم بحقيقته.
هذا المشهد يمثل قمة البشاعة في السلسلة، إذ يُصوَّر بشكل صريح ومباشر دون تلميح، وهو ما أثار حفيظة العديد من اللاعبين والنقّاد. فالفكرة لا تقتصر على القتل، بل تمتد إلى التلاعب بجثة الضحية وترويجها كطعام، مما يحمل دلالات على أكل لحوم البشر بطريقة غير مباشرة. المهمة تُظهر إلى أي حد يمكن لـ GTA أن تتجاوز حدود السخرية السوداء وتغوص في مشاهد الصدمة المقصودة التي تهز مشاعر اللاعبين.
مساعدة Eddie Low (Grand Theft Auto 4)
بيع روحك للشيطان
- هذا ليس لحم حيوانات
- لا ينبغي لـ Niko أن يتعامل مع هذا النوع من المجرمين
يقضي اللاعبون طوال فترة لعبهم لسلسلة Grand Theft Auto في تنفيذ المهام لصالح أشخاص يعلمون تمامًا أنهم أشرار، ولكن غالبًا ما يكون هؤلاء الأشرار موجّهين ضد أشخاص آخرين من نفس عالم الجريمة. بمعنى آخر، غالبًا ما تكون الجريمة موجّهة ضد مجرمين آخرين، وليس ضد الأبرياء. لكن هذا ليس هو الحال مع Eddie، ذلك الرجل الغامض الذي يتعامل معه Niko Bellic من وقت لآخر في Grand Theft Auto 4.
المهام المرتبطة بـ Eddie تبدو بسيطة للوهلة الأولى؛ كل ما يطلبه هو أن يساعده Niko في التخلص من بعض “الأمتعة”. لكن المأساة تكمن في أن هذه الأمتعة ليست سوى أكياس ممتلئة بأجزاء بشرية، ما يشير بشكل واضح إلى أن Eddie هو قاتل متسلسل لا يمتلك أي صلات واضحة مع عالم الجريمة المنظم، وأن دوافعه ليست المال أو النفوذ، بل القتل لمجرد القتل.
وبهذا يصبح Niko متورطًا في جريمة من نوع مختلف تمامًا. فعلى عكس المرات السابقة التي كان فيها يتبع أوامر زعماء المافيا أو كبار المجرمين من أجل المال أو الانتقام، يجد نفسه هذه المرة يساعد قاتلًا متسلسلًا في التخلص من جثث ضحاياه. والأسوأ من ذلك، أن اللعبة لا تضع عائقًا حقيقيًا أمام اللاعب، بل يبدو أن كثيرًا من اللاعبين يندفعون بحماس لإكمال هذه المهام دون تفكير عميق في أبعادها الأخلاقية، مما يعكس كيف يمكن أن تتجاوز لعبة مثل GTA الخطوط الأخلاقية المعتادة وتدفع باللاعب نحو شراكة ضمنية مع الشر الخالص.

لاعب متمرس، أعشق ألعاب القصة، ولا أجد حرجًا في قول أنني أحب ألعاب التصويب من منظور الشخص الأول أيضًا.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة سعودي جيمر ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من سعودي جيمر ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.