لعبة Mafia: The Old Country تحكي القصة الأصلية للمافيا الصقلية، بأسلوب سينمائي هوليوودي يمزج بين السرد العاطفي والدقة التاريخية في التفاصيل. يعدنا فريق التطوير Hangar 13 بتجربة غامرة بكل معنى الكلمة، نافذة حقيقية على العالم السري المعقد لعصابات الجريمة القديمة وصراعها للسيطرة والنفوذ.

وهذه اللعبة تسعى لجعل كل لاعب يشعر وكأنه نجم في فيلم عصابات خاص به. ولتحقيق هذا الطموح، اختار المطور Hangar 13 نهجًا سينمائيًا مركّزًا: مهمات سريعة الإيقاع، ومشاهد سينمائية مظلمة تنضح بالأداء الواقعي، وكلها تصب في خدمة قصة مصممة بعناية فائقة.

Mafia: The Old Country هي الجزء الرابع الرئيسي في سلسلة Mafia، لكنها تنحرف عن نمط عالم  Mafia 3المفتوح، لتعود إلى نمط سردي خطي أقرب لما رأيناه في Mafia I وII، حيث يتم دفع القصة إلى الأمام بأسلوب تقليدي لكنه عاطفي وعميق. في هذا المقال سنقدم لكم شرحاً عن اللعبة وكل ما نعرفه من تفاصيل عنها.

فهرس المقال:

الجزء الأول: كل ما نعرفه عن Mafia: The Old Country | القصة وأسلوب اللعب

الجزء الثاني (الذي تقرأه الآن): كل ما نعرفه عن Mafia: The Old Country | مزايا اللعبة

مزايا لعبة Mafia: The Old Country

المهمات الأساسية

ذات وتيرة سريعة ومصممة بعناية لتدفع القصة إلى الأمام دون انفتاح العالم، ما يخلق تجربة أقرب إلى فيلم عصابات.

قصة خطية

داخل لعبة Mafia: The Old Country، يسعى المطور Hangar 13 لجعل كل لاعب يشعر وكأنه نجم في فيلم عصابات خاص به. ولتحقيق ذلك، يقدم الجزء الرابع من سلسلة الأكشن والمغامرات الإجرامية مهامًا سريعة الإيقاع ومشاهد سينمائية مظلمة ذات أداء تمثيلي واقعي، لتشكّل أساسًا لقصة مصممة بعناية فائقة.

تتبع القصة أسلوبًا سرديًا خطيًا، مبتعدة عن الانفتاح الذي ميز Mafia III، لتعود إلى تجربة أقرب في تقديمها لما رأيناه في Mafia I و II.

مشاهد سينمائية غزيرة تعزز السرد

لتأكيد واقعية اللعبة وسردها الغني، يعتمد Hangar 13 على عدد كبير من المشاهد السينمائية بين المهمات. ورغم أن اللعبة لا تصل إلى مستوى *Metal Gear Solid 4* من حيث طول المشاهد، إلا أن الاستوديو الأمريكي يولي أهمية كبيرة للتمثيل الدرامي الذي يخدم القصة. المشهد الافتتاحي في عرض اللعب الأخير (9 دقائق) بدا مصممًا بإتقان، وإن كان تقليديًا بعض الشيء، لكنه أظهر توترًا واضحًا بفضل الإضاءة النوارية، الحوار المدروس، وتعبيرات الوجه الدقيقة.

ليست لعبة عالم مفتوح

حرص Hangar 13 على تقديم سرد محكم دفعه إلى التخلي عن فكرة العالم المفتوح، رغم جمال الخلفية الصقلية في أوائل القرن العشرين. وقد يكون هذا القرار ذكيًا إذا ما استغلت القصة القادمة الطابع الميلودرامي المستوحى من أفلام هوليوود بشكل كامل. ومع ذلك، فإن جمال صقلية الريفي يُعد من أبرز عناصر الجذب في اللعبة، ويشكل تباينًا صارخًا مع المدن الأمريكية الصاخبة التي ظهرت في الأجزاء السابقة من Mafia.

التسلل والقتل الصامت

قد يشعر عشاق أسلوب التسلل ببعض الإحباط من قدرات إنزو المحدودة في التخفي، فأسلوب التسلل في Mafia: The Old Country  لا يقدم شيئًا جديدًا: هناك ظلال للاختباء، جدران للتسلل خلفها، حراس يتحركون بأنماط متكررة، وأدوات للتشتيت مثل العملات المعدنية في جيب إنزو أو الزجاجات الموضوعة فوق نافورة.

يتم تنفيذ التصفيات الصامتة إما بطعنة سريعة في الظهر أو برمية دقيقة للسكين. حتى الآن، لا يوجد تنوع واضح في حركات قتل الحراس، لكن هذا لا يعني أن النسخة النهائية لن تحتوي على تحسينات.

 الواقعية هي قلب Mafia: The Old Country

الرغبة في تقديم دراما جريمة صقلية بأعلى درجات الأصالة هي جوهر Mafia: The Old Country، والنتيجة هي ثمرة عملية تطوير دقيقة ومكثفة. أجرى فريق Hangar 13  أبحاثًا واسعة النطاق، شملت دراسة مكتبة من روايات الجريمة الصقلية لفهم طبيعة عائلات المافيا في أوائل القرن العشرين، تقاليدهم، ثقافتهم، أسلحتهم، وحتى سياراتهم.

وقد ساهمت الرحلات الميدانية إلى صقلية في بناء بيئة اللعبة، من المناظر الطبيعية إلى الشخصيات والسرد. كما لعب الصوت دورًا محوريًا في تعزيز الواقعية، من خلال موسيقى أصلية تعكس الحقبة، وممثلين صوتيين محليين يضفون طابعًا ثقافيًا حقيقيًا.

الأسلحة النارية في Mafia: The Old Country… أصالة بكل التفاصيل

بفضل سعي Hangar 13  للواقعية، من الطبيعي أن تكون جميع الأسلحة في ترسانة إنزو متوافقة تمامًا مع الحقبة الزمنية التي تدور فيها أحداث اللعبة. الأسلحة المستخدمة في أوائل القرن العشرين أقل تسامحًا من نظيراتها الحديثة، وهذا ينعكس في الحاجة الملحة للاعتماد على أسلوب القتال من خلف الغطاء.

اللعبة ستضم مجموعة من المسدسات، البنادق، وبنادق الصيد التي ارتبطت تاريخيًا بالمافيا الصقلية، وعلى رأسها البندقية ذات الماسورتين القصيرتين المعروفة باسم Lupara— رمز كلاسيكي للانتقام السريع والقتل الحاسم.

فيزياء السيارات… من قلب التاريخ

نظرًا لأن أحداث اللعبة تدور في أوائل القرن العشرين، فإن الخيول والعربات التي تجرها الخيول ستكون الوسيلة الأكثر شيوعًا لتنقل إنزو عبر أرجاء صقلية. ومع ذلك، وعلى الرغم من ندرة السيارات في تلك الحقبة، سيتمكن إنزو من قيادة بعض المركبات البدائية ذات العجلات.

لتحقيق واقعية القيادة، قام فريق التطوير في  Hangar 13 بزيارة مجموعة سيارات كلاسيكية في جمهورية التشيك، حيث قادوا تلك المركبات بأنفسهم مع تثبيت ميكروفونات عليها. لم يكتفوا بتسجيل أصوات المحركات ونقل الحركة، بل التقطوا أيضًا أصوات الألواح المعدنية المتصدعة، والنوابض، وكل ما يجعل تجربة القيادة تبدو وكأنها خرجت من قلب الزمن.

إمكانية تخطي القيادة

إمكانية تخطي القيادة ليست مشكلة بحد ذاتها، لكن وجود هذا الخيار منذ اللحظة التي يجلس فيها إنزو خلف المقود يوحي بأن Hangar 13  تدرك أن القيادة لن تكون مثيرة جدًا، باستثناء مطاردات السيارات. ومع ذلك، فإن هدوء الريف الصقلي قد يجذب الكثير من اللاعبين، لذا لا يُعد هذا مصدر قلق كبير. وبما أن تصميم اللعبة خطي، فمن غير المتوقع حدوث مفاجآت على طرق صقلية الترابية، رغم احتمال وجود بعض النقاط المثيرة للاهتمام أثناء التوجه نحو المهمات.