تتكون كل لعبة فيديو من آلاف وآلاف من أسطر الأكواد التي يكتبها مبرمجون متمكنون من البرمجة وعلوم الحاسوب. يرغب بعض الأشخاص في صناعة لعبتهم الخاصة، لكنهم يجدون صعوبة في تعلم مهارة جديدة وسط هذا الكم الكبير من النصوص والرموز، مما يجعل الأمر مهيبًا بالنسبة لهم.

لا يتحول الجميع إلى علماء حاسوب بين ليلة وضحاها، لكن هناك العديد من الألعاب التي تُعلّم اللاعبين أساسيات البرمجة، أحيانًا من دون أن يدركوا ذلك. تتطلب هذه الألعاب من اللاعب أن يُخطط لتسلسل من العمليات، وأن يُعرّف المتغيرات، وأن يستخدم التفكير المنطقي من أجل إنجاز المهام بنجاح.

Portal 2

تجعل Portal 2 اللاعب يكرر الموت مرات عديدة من أجل «العِلم»، فهي واحدة من أبرز الألعاب الكلاسيكية التي تُرسّخ منطق البرمجة في قالب خيال علمي. يعود اللاعب مجددًا إلى أطلال مختبرات Aperture، حيث يفرض GladOS: -الذكاء الاصطناعي السادي والساخر- سلسلة من الألغاز المعقدة والمؤلمة. يضطر اللاعب إلى تشغيل عقله بأقصى طاقته ليتمكن من النجاة من هذه المكائد، إذ تملأ الغرف منصات وجسورًا ضوئية ولوحات ضغط وأشعة جذب. وتضيف المواد الهلامية التي تغيّر قوانين الفيزياء مزيدًا من التعقيد على أسلوب اللعب. ومن خلال التجربة والخطأ، يتوجب على اللاعب أن يحدد أين يضع البوابات وكيف يوظفها مع عناصر كل غرفة. أي حركة خاطئة قد تنتهي بك إلى أن تصبح «شطيرة Chell». وحتى بعد ذلك، تمنح اللعبة أداة محرر مراحل تتيح للمطورين الطموحين تصميم تحدياتهم الخاصة.

Glitchspace

تُقدّم Glitchspace -من تطوير Space Budgie- مغامرة تدور حول غرف ألغاز في عالم بأسلوب Tron المضيء والمليء بالألوان النيونية. يتنقّل اللاعب بين غرف لامعة ويحاول التلاعب بكتل حمراء للوصول إلى المخرج من دون السقوط أو التعرض للمحو بفعل تدفق البيانات. يعتمد التقدّم على برمجة سلوك هذه الكتل عبر واجهة تعتمد على العقد، سواء بجعلها تتحرك صعودًا وهبوطًا كمصاعد، أو تدويرها وتمديدها لتشكيل جسور. تبدأ الأمور ببساطة، لكن سرعان ما يجد اللاعب نفسه في حيرة وهو يحدد ما يجب أن تفعله كل كتلة وكيف يغيّرها لتحقيق الهدف المطلوب. ويمكن تكديس الوظائف البسيطة فوق بعضها لابتكار خيارات برمجية أكثر تعقيدًا وتنوعًا.

Little Big Planet 2

تُعيد Little Big Planet 2 تقديم شخصية Sackboy المحبوبة في مغامرة منصات جديدة على PlayStation 3، حيث يستكشف اللاعب عوالم مصنوعة يدويًا من أدوات وأغراض يومية. ورغم أن الجزء الأول قدّم محرر مراحل قوي، إلا أن الجزء الثاني ارتقى بالتجربة أكثر، إذ أتاح للاعبين ابتكار ألعابهم الخاصة باستخدام الموارد المتاحة داخل اللعبة. يشمل ذلك إسناد سلوكيات مختلفة للأشياء، وربطها بمدخلات وأزرار محددة، مما يفتح المجال أمام مجموعة واسعة من الإمكانات الإبداعية في تصميم الألعاب.

While True: Learn ()

 تقدم While True: Learn () من تطوير Luden.io تجربة طريفة، تبدأ حين يكتشف مبرمج أن قطته قد أصلحت الأكواد الخاصة به، لينكشف أنها في الواقع كائن فضائي شرير يخطط للسيطرة على العالم. ينطلق المبرمج بعدها في محاولة بناء برنامج للتعلم الآلي لفهم ما تحاول القطة قوله. يعتمد أسلوب اللعب على واجهة برمجة تعتمد على العقد لتنظيم البيانات وتصنيفها. ومع التقدم يتعلم اللاعب المزيد عن تقنيات التعلم الآلي وآليات الذكاء الاصطناعي، بدايةً من المفاهيم الأساسية مثل أوامر if/else، وصولًا إلى مفاهيم متقدمة كأشجار القرارات والتعرف على الأشكال. وترافق المراحل مقالات وفيديوهات تُظهر تطبيقات حقيقية لهذه المفاهيم في الواقع.

Gladiabots

تضع Gladiabots اللاعبين في ساحة قتال تضم فرقًا من الروبوتات المبرمجة لمهام مختلفة مثل الاستيلاء على القواعد أو جمع النقاط على طريقة «Capture the Flag» أو الدخول في مواجهات تدميرية شاملة. لا يُتحكم بالروبوتات بشكل مباشر، بل تتم برمجة سلوكها عبر نظام يُحدد أفعالها والظروف المناسبة للتنفيذ، سواء كانت مرتبطة بمدى العدو أو بمستويات الدرع. وتُقدَّم فئات متنوعة من الروبوتات بقدرات ونقاط ضعف مختلفة، مما يدفع اللاعب إلى التفكير النقدي وصياغة أفضل البرامج لكل نوع منها لتحقيق التفوق في المعارك.

Minecraft

بفضل نظام الـRedstone يتمكن أي لاعب في Minecraft من أن يصبح عبقريًا في الحواسيب. تمنح Minecraft لاعبيها متعة الاستكشاف وأدوات الإبداع بلا حدود، فهي ليست مجرد لعبة، بل منصة تسمح بابتكار أي شيء يمكن تخيله. يأتي Redstone ليضيف بعدًا جديدًا، إذ يُمثل مصدر الكهرباء داخل العالم ويُستخدم مع الرافعات والمكابس والمصابيح لتفعيل آليات متقدمة.

يُتيح Redstone إنشاء البوابات المنطقية التي تُعتبر الأساس في معالجة المعلومات داخل الحواسيب، وبذلك يستطيع اللاعب بناء ابتكارات مذهلة تتراوح بين حاسبات ثنائية بسيطة وصولًا إلى حواسيب أساسية مُشغلة بالكامل داخل اللعبة.