ملاحظة: هذه المراجعة خالية من الحرق للموسم 2 من Gen V. تصدر أول 3 حلقات على Prime Video اليوم في 17 سبتمبر.
مع الموسم الأول من Gen V، أثبتت منصة Prime Video أنّ هناك مجالاً كبيراً لتوسيع عالم The Boys إلى ما هو أبعد من الصراع المركزي بين فريق بيلي بوتشر و"ذا سيفن". إذ تمتد أذرع شركة Vought International المتعددة الجنسيات إلى العديد من المجالات، بما في ذلك إدارة جامعة مخصّصة للشباب المتهورين من أصحاب القدرات الخارقة الذين يسعون لاكتشاف قدراتهم. ومع الموسم الثاني، حصلنا على تأكيد بأن الفكرة تمتلك قدرة حقيقية على الاستمرار. فلا يوجد أي تراجع في مستوى هؤلاء الطلاب الخارقين، بل يستمر المسلسل في البناء بشكل فعّال وهادف على الأساس الذي وضعه The Boys.
صحيح أنّ الموسم الثاني يستغرق بعض الوقت ليجد توازنه. فقد وعد الموسم الأول بتغيير كبير في الوضع القائم بعد المجزرة الدموية التي شهدها حرم جامعة غودولكين. إذ قامت كيت (مادي فيليبس) وسام (آسا جرمان) بخداع الجميع ليصبحا أبطال تلك الحادثة، بينما تُركت ماري (جاز سينكلير) وإيما (ليزي برودواي) وجوردان (لندن ثور وديريك لوه) ليتعفنوا داخل منشأة غامضة تابعة لشركة فوت.
ومع ذلك لا يقدّم الموسم الثاني التحوّل الجذري في الصيغة الذي قد يتوقعه بعض المعجبين. فالحلقات الأولى تعيدنا بشكل ما إلى صيغة "الجامعة الصاخبة المليئة بالمتع والانحرافات" الخاصة بالأبطال الخارقين. ورغم الظروف العصيبة التي يمر بها أبطالنا، إلا أنّ الدراسة لا بد أن تستمر. وبالرغم من أن هذه الصيغة تبقى ناجحة، إلا أنّ عنصر الابتكار الذي تميز به الموسم الأول تلاشى بعض الشيء. يستغرق المسلسل بعض الوقت لاستعادة زخمه السردي في الحلقات الأولى. لكن لحسن الحظ تتلاشى عناصر دراما الصفوف الجامعية وترتيبات الطلاب تدريجياً لتفسح المجال أمام رهانات أعلى وأكثر خطورة خلال النصف الثاني من هذا الموسم المكون من ثماني حلقات.
على عكس The Boys، الذي غالباً ما يقع في فخ محاولة تقديم أكثر مما يمكنه معالجته بواقعية (خصوصاً في موسمه الرابع)، فإن Gen V يبدو أكثر تركيزاً وكفاءة في هيكليته. ورغم أنّه كان من الأفضل إيلاء المزيد من الاهتمام لشخصيتي سام وكيت في الحلقات الأولى، إلا أنّ كل شخصية رئيسية في النهاية تخوض مساراً قصصياً مُرضياً ومترابطاً في الموسم الثاني. فهذا مسلسل عن شباب محطمين ومصابين بصدمات نفسية يتمردون ضد نظام فاسد ويكتشفون هويتهم الحقيقية. وكل واحد من الأبطال يحظى بفرصة حقيقية للنمو والتطور خلال الموسم.
ولا يمكن تجاهل أنّ المسلسل لا يزال يستند إلى أداء قوي من جميع ممثليه الرئيسيين. إذ تبرز ليزي برودواي في دور إيما بشكل خاص، حيث تضفي على الشخصية مزيجاً من الجاذبية اللطيفة والطبيعة الطيبة إلى جانب إحساس عميق بالأسى، لشخصية لا يمكنها التقلص أو التمدد إلا تبعاً لحالتها العاطفية. ومع ذلك يحظى الجميع بفرصتهم في التألق. فجَاز سينكلير تتمكن من تقديم أداء مميز مع رحلة ماري في فهم قدراتها القائمة على الدم والتصدي للتحديات. كما يقدّم كل من لندن ثور وديريك لوه أداءً رائعاً في أدوارهما المزدوجة لشخصية جوردان، التي تظل متجانسة تماماً بغض النظر عن الممثل الذي يجسدها في أي مشهد معين.
ثم هناك النقطة الأبرز التي لا يمكن تجاهلها، وهي غياب الممثل تشانس بيردومو الذي توفي بشكل مأساوي أثناء سفره إلى تورونتو لتصوير الموسم الثاني. أكد المنتج التنفيذي إريك كريبكي مسبقاً أن دور أندريه لن يُسند إلى ممثل آخر، بل سيتم إخراجه من المسلسل بطريقة محترمة. غياب بيردومو ملموس بشدة، لكن الطريقة التي عولج بها هذا الغياب جاءت بأكبر قدر ممكن من الرقي والاحترام بالنظر إلى الموقف. وقد دفع ذلك العمل إلى تحويل تركيزه نحو شخصية بولاريتي، التي يجسدها شون باتريك توماس، وهو الآن أب مفجوع بفقدان ابنه ويصارع في الوقت ذاته مرضاً عضالاً. يستغل توماس المادة الدرامية إلى أقصى حد، مقدماً أداءً غنياً بالعاطفة لرجل يحاول العثور على ذاته بقدر ما يسعى هؤلاء الأبطال الخارقون الطامحون لاكتشاف أنفسهم.
وكما هو الحال في أي عمل بطولي، فإن قوة Gen V تعتمد على شريره الرئيسي. وهنا يتألق الموسم الثاني بالفعل. إذ ينضم هاميـش لينكلايتر (من Midnight Mass و Legion) إلى طاقم التمثيل بدور عميد الجامعة سايفر، الذي يحل محل إنديرا شيتي (شيللي كون) من الموسم الأول بعد سقوطها المدوي وموتها. سايفر لا يتردد في الإشراف على عصر جديد في جامعة غوديلكو، حيث يُعامل البشر كمواطنين من الدرجة الثانية فيما يعلو شأن تفوق ذوي القوى الخارقة. وهنا يواصل المسلسل البناء بشكل عميق على أحداث The Boys ويغوص أكثر في الحالة القاتمة المتصاعدة لهذا العالم. فالمسلسل بحالته الآن لم يكن ليحصل إلا بعد أحداث الموسم الرابع من The Boys.
وكما في المسلسل الأصلي، لدى Gen V الكثير ليقوله عن المناخ السياسي الحالي. وكالمعتاد لا يوفر أي فرصة لاستخدامه للاستعارات. هل يمكن أن يُعتبر استعارة أصلاً حين يكون من الواضح تماماً من يتم السخرية منه؟ ووسم مثل #MakeAmericaSuperAgain؟ (اجعل أمريكا خارقة من جديد، في استعارة مباشرة لعبارة دونالد ترامب الشهيرة) ليس بالاستعارة الخفية. يثور الموسم الثاني ضد آلة الاستبداد بالطريقة التي تتوقعها وتتمناها من عمل يروي قصة طلاب جامعيين خارقين متمردين. سايفر ليس إلا وجهاً آخر من وجوه الهيدرا متعددة الرؤوس التي تمثلها شركة فوت.
وما يزيد الأمر متعة هو أداء لينكلايتر كشخصية العميد المختل. فمنذ ظهوره الأول، لا يخفي المسلسل حقيقة أن سايفر شخص متلاعب ومختل. وربما يكون أعظم وحش أنجبته فوت إلى جانب هوملاندر الذي يؤديه أنتوني ستار. يعرف لينكلايتر تماماً كيف يملأ الشاشة ويستعرض قوته التمثيلية، ويفعل ذلك كثيراً وبحماسة كبيرة. يمكن لسايفر أن يكون ودوداً وجذاباً في لحظة، ثم مختلاً ومرعباً في اللحظة التالية. وكلما تحطمت واجهته المتزنة، أصبح واضحاً أكثر فأكثر أنه رجل غير سوي. ويوظف لينكلايتر الدور بكل ثقله، مقدماً أداءً غنياً ومفعماً بالحياة.
وكما يوحي اسمه، فإن سايفر شخصية غامضة للغاية. من هو في الحقيقة؟ ما هي قدراته؟ ما الذي يغذي كراهيته العميقة لمن يعتبرهم أقل شأناً؟ هذه الأسئلة تمنح زخماً سردياً واسعاً على مدار الموسم، يتوج بكشف مذهل في مراحله الأخيرة. باختصار، سايفر واحد من أفضل وأكثر الشخصيات إثارة التي قدّمها هذا العالم حتى الآن. وإذا كنت من متابعي The Boys ولم يلفتك الموسم الأول من Gen V، فإن الموسم الثاني يستحق أن تمنحه فرصة ثانية من أجل هذه الشخصية وحدها.
باختصار، سايفر واحد من أفضل وأكثر الشخصيات إثارة التي قدّمها هذا العالم حتى الآن.
ومجدداً، فإن المسلسل يبدو وكأنه امتداد عضوي وطبيعي لقصة The Boys الأساسية. إذ يستفيد بأقصى درجة من الجو المليء بالرهبة والمناخ القاتم الذي ترسخ في نهاية الموسم الرابع من The Boys. كما أنه يقدم عدداً كافياً من الشخصيات الرئيسية من The Boys بحيث لا يعطي Gen V شعوراً بأنه معزول أو محاصر في فقاعة صغيرة خاصة به. تتراوح هذه الإطلالات بين لقطات ضيوف قصيرة مرحة وبين ظهور كبير ومؤثر. جميعها تساهم في بناء نسيج رابط بين المسلسلين دون أن يطغى ذلك على المسلسل أو يهمّش الشخصيات الرئيسية. بل إن الموسم الثاني أقوى من سابقه من هذه الناحية، إذ إن المشاهد الخاصة بالضيوف نُفذت بشكل ممتاز، خصوصاً تلك التي تأتي في الحلقات الثلاث الأخيرة.
أما بالنسبة لأولئك الذين يشاهدون هذه الأعمال بحثاً عن العنف المفرط والفكاهة السوداء بقدر ما يتابعونها من أجل الشخصيات والأحداث، فليطمئنوا أن الموسم الثاني من Gen V لا يخيب الآمال أبداً في هذا الجانب. إذ لا يوجد أي نقص في مشاهد الدماء المقززة المفرطة. الأطراف والرؤوس وأجزاء الجسد الأخرى تنفجر باستمرار. نعم، هناك المزيد من لحظات الدمى المتحركة الممتعة أيضاً. كما يستثمر هذا الموسم بشكل كبير في فكرة أن ليس كل ذوي القوى الخارقة هم على قدم المساواة. بعض القوى التي يقدمها هذا الموسم لا يمكن تصديقها إلا بعد أن تشاهدها، مثل طالب جامعة غودولكين الذي يملك بوابة أبعاد متعددة في أمعائه. نادراً ما توجد لحظة مملة في هذا العالم الدامي والفاحش الذي يقدّم صورة مشوّهة عن الأبطال الخارقين.
ويبقى أن نرى ما إذا كان لهذا المسلسل المشتق مستقبل على منصة Prime Video. فقد يعتمد ذلك كلياً على الحالة التي سيكون عليها هذا العالم عند نهاية الموسم الخامس والأخير من The Boys. لكن إذا كان الموسم الثاني هو المحطة الأخيرة لـ Gen V، فإن الحلقة الختامية تقدم وداعاً مشبعاً لماري ورفاقها. ليست نهاية على هيئة "مفاجأة كبرى معلقة" مثل ختام الموسم الأول، بل أشبه بنهاية فصل وبداية فصل جديد.
- ترجمة ديما مهنا
انطلق Gen V بقوة في موسمه الأول، لكن موسمه الثاني لا يواصل هذه الزخم منذ البداية. إذ يوجد انفصال واضح في الحلقات الأولى من الموسم الثاني حين يعود المسلسل إلى الأجواء الجامعية التقليدية متراجعاً عن الوضع الذي شوّق إليه في نهاية الموسم الماضي. لكنه يتحسن كلما تقدم إلى الأمام وتعمّق بالدراما الخاصة بماري ودائرة أصدقائها الطامحين لأن يكونوا أبطالاً خارقين. ينسج الموسم الثاني سرداً مترابطاً مبنياً على فكرة تجاوز الصدمات والتحول إلى ما هو أعظم. ويحقق ذلك أثناء تقديمه لأحد أفضل وأقوى الأشرار في عالم The Boys من خلال شخصية عميد الجامعة "سايفر" التي يجسدها هاميـش لينكلايتر. يثبت المسلسل مرة أخرى أن هناك الكثير مما يستحق الاستكشاف في هذا العالم المظلم للأبطال الخارقين أكثر مما يستطيع The Boys معالجته وحده.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة IGN ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من IGN ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.