قبل أن يظهر العميل 47، كان هناك عميل آخر يجوب العالم تاركًا بصمته على الثقافة الشعبية لعقود طويلة، والآن حان وقت عودة 007 إلى دائرة الضوء، رغم أن هذه ليست أولى محطاته في ألعاب الفيديو، فما زالا GoldenEye و Nightfall يُعتبران من الكلاسيكيات الراسخة. ما يميز 007 First Light حقًا هي كونها قصة أصل تحكي عن جيمس بوند الشاب، حيث يتقاطع سحره مع طبيعته المتهورة والعنيدة والمتمردة. رغم ذلك، تصفه M بأنه “طلقة”، وبمجرد أن يحدد هدفه، يصبح لا يلين أبدًا.

وبفضل أكثر من 30 دقيقة من أسلوب اللعب الجديد، عرفنا المزيد عن هوية الهدف المحتمل في أولى خطوات رحلة بوند نحو لقب 007. وهناك أيضًا موعد إصدار محدد في 27 مارس 2026 على أجهزة PS5 و Xbox Series X/S و PC و Nintendo Switch 2. لكن ما الذي يميز هذه التجربة عن ألعاب 007 السابقة؟ وإلى أي مدى يتجلى الحمض النووي لسلسلة Hitman في اللعبة؟ لنغص أكثر في التفاصيل.

المشاهد الضخمة

لا تقل 007 First Light في أهميتها عن تلك المشاهد الضخمة التي تشبه أفلام البلوكباستر. بينما يشق بوند طريقه عبر جموع الأعداء للحاق بطائرة 009، يجد نفسه جريئًا داخل مركبة سُلّم مطار. يقود المركبة بمحاذاة الطائرة، ثم يتشبث بأنبوب ويتسلق جناحها بطريقة ما، ليقاتل ويرمي الأعداء قبل إقلاعها مباشرة.

وبمجرد أن يصبح على متنها، يمكنه اختراق أنظمة التحكم بالطائرة وتحريكها يمينًا أو يسارًا في الوقت الفعلي. مجموعة من الأشرار تعترض طريقه؟ إمالة الطائرة نحو اليمين تجعل الصناديق وسيارة جيب تسحقهم على الجانب. مجموعة أخرى بانتظاره؟ إمالة نحو اليسار تزيح الصناديق لتخلق فراغًا مناسبًا لرمي الأعداء خارج الطائرة.

وحتى عندما يفشل في الإمساك بـ 009، ينجح بوند في الهروب بأسلوب أنيق، حيث يقفز بالمظلة بين الصناديق ويستولي على مظلة أحد الأعداء (في إشارة واضحة إلى المشهد الأسطوري في Moonraker).

اغتنام الفرص

غيّرت IO Interactive الإيقاع لتعرض فوائد الاستماع إلى محادثات الشخصيات غير القابلة للعب واغتنام الفرص. أثناء تسلله إلى حفل في Kensington بلندن لملاحقة قاتل مأجور، يحتاج بوند للوصول إلى الطوابق العليا، وهو أمر مستحيل من دون بطاقة صحافة.

لحسن الحظ، يسمع صحفية تشتكي من تأخر مصورها. بعد معرفة اسم الرجل، يعود بوند متقمصًا شخصية السيد روب مينكلي، لكنه ما زال بحاجة إلى كاميرا، ويمكن الحصول عليها باستخدام أداة Phone Dart كتشتيت. وهذا مجرد مثال واحد، حيث يمكن أن تنشأ فرص أخرى إذا أوليت اهتمامًا بالبيئة وتحدثت مع الشخصيات. هنا تبرز فائدة ساعة بوند الشهيرة في المسح والاستطلاع، لكنها لا تقتصر على ذلك.

الأدوات

عنصر أساسي في خيال 007 هو الأدوات المتنوعة التي يستخدمها، و First Light ليست استثناء. فالساعة يمكنها إثارة الفوضى في السماء، كما أن قدرتها على الاختراق مفيدة جدًا في خلق تشتيت أو إبعاد الحراس. وهي مزودة أيضًا بليزر قادر على صعق الأعداء وإسقاط الأجسام المعلقة مثل الثريات، إما لصناعة تشتيت أو لإحداث ضرر كبير (وهذا يصبح ضروريًا عند مواجهة خصوم مدرعين).

لدى بوند أيضًا قنابل دخان لإرباك الأعداء – مثالية للتصفيات الصامتة أو حتى نشل هدف – إلى جانب Phone Dart المذكورة سابقًا. لاستخدام هذه الأدوات، تحتاج إلى بطاريات ومواد كيميائية متوافرة في البيئة، لذا فإن الاستطلاع الدقيق والمراقبة المفتوحة أساسيان إذا لم ترغب في شق طريقك بالقتال.

الخداع

أحد العناصر المفضلة لدي من العرض التجريبي للعبة هو القدرة على خداع أهداف معينة. باستخدام التركيز، يمكن لبوند أن يتملص من المواقف بالكلام اللبق، وبالطبع، هذا لن ينجح دائمًا، إذ هناك أعداء محصنون ضد جاذبيته، لكنه يظل أمرًا ممتعًا أن يستدرج خصمًا مزعجًا ثم يخدع رفاقه.

إعادة المهمات والتعديلات

كما يعرف أي شخص لعب Hitman World of Assassination، فإن إعادة المهمات وإنجازها بطرق مختلفة أمر ممتع، مع تحقيق تحديات إضافية في الطريق. وبحسب صفحة اللعبة على Steam، ستقدم 007 First Light شيئًا مشابهًا، حيث يتمكن المعجبون من إعادة لعب “مهماتهم المفضلة مع تعديلات إضافية”، وربما اكتشاف طرق مختلفة لاستغلال مواهب بوند المتعددة.