عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"هندي واقف وغار وجِمال وزواج".. 40 عاماً من نقل الحجاج مجاناً توثق قصة "التميمي"

  • 1/7
  • 2/7
  • 3/7
  • 4/7
  • 5/7
  • 6/7
  • 7/7

تم النشر في: 

14 يونيو 2024, 3:48 مساءً

تحدث المواطن سعد جار الله الرشيد التميمي من قرية "المهاش" بمحافظة الغزالة 100 كلم جنوب حائل، عن رحلته التي قاربت الـ40 عاماً ينقل بها الحجاج من المحافظة إلى مكة مجاناً لوجه الله وتنفيذاً لوصية والده منذ عام 1399هـ وحتى 1439هـ.

وأوضح التميمي لـ"سبق"، أن والده حج مرتين، الأولى مع أمه وأخيه على الجمال، واستغرقت شهرًا كاملاً حتى الوصول إلى مكة، مثلها الرجوع إلى المحافظة، وفي الثانية على السيارة التي لم تتجاوز تسعة أيام ذهاباً وإياباً.

وأضاف: اشتريت في نهاية التسعينيات الهجرية شاحنة "لوري مرسيدس" لنقل البضائع بين مناطق المملكة، وبعد حِجَّة والدي الثانية التي كانت على سيارتي اللوري، وما شاهده من راحة وأداء الحج بيسر وسهولة، أوصانا بأن نبذل قصارى جهدنا لنقل الحجاج لمكة على سياراتنا "مجاناً لوجه الله"، وهو ما بدأته منذ عام 1399هـ حتى 1439هـ، إذا تكفل ولله الحمد بالسيارة ومتطلباتها من وقود وصيانة، وكذلك القهوة والشاي والمعاميل، وأرفض أن يساهم حاجاً واحداً معي في ذلك، تلبية لتوصية والدي –رحمه الله-، ولم أتركها رغبة مني، إلا أنه للتنظيم الجديد للحج من قِبل الحكومة الرشيدة-حفظها الله- للحافلات، أخرج حافلتي من الخدمة بحكم سنة الموديل.

وعن السيارات التي نقل عليها الحجاج، أشار "التميمي" أنه بدأ على شاحنة "لوري مرسيدس" تتسع لـ85 شخصاً، حيث قُسِّم صندوقها إلى طابقين، العلوي للرجال والسفلي للنساء، فيما خُصِّصَت الجوانب من الخارج لعفش الحجاج والعزبة، ثم اشترى بعد ذلك شاحنة من نوع "تريلا" واتسعت لضعف ما يحمله اللوري مرسيدس.

بعد كساد السوق لشاحنات نقل البضائع، اشترى ميكروباص صغيرًا لنقل الطالبات داخل المحافظة، واستمر بنقل الحجاج عليه، واستبدله بحافلة أكبر تتسع لـ50 راكباً، وأصبح ينقل الحجاج عليها حتى عام 1439هـ، إذ خرج موديلها 1994م من الخدمة في المشاعر المقدسة.

وعن طريقة الحجز لمن أراد الحج، أشار إلى حجزه عبر تقييد اسم راغب الحج بدفتر، مضيفاً أن البدء في الحجز يبدأ مبكراً قد يسبق سنة ذلك الحج.

وعن من حج معه، أشار إلى أن عدداً من الجنسيات منها "الهندي والباكستاني والأفغاني والأردني والتونسي والمغربي والمصري" حج معه بحكم عملهم في المحافظة والقرى المجاورة لها في ذلك الزمن.

وذكر أن هندياً حج معه، ولم يجد مكاناً داخل الحافلة، وقضى رحلته إلى ومن مكة واقفاً، وذلك من حرصه على أداء حجه بأي طريقة، ولو على حساب راحة جسده.

وعن بعض ما يعترضهم في أثناء رحلتهم للحج، أشار إلى أن الطريق من "الغزالة" حتى "النقرة" على طريق المدينة القصيم القديم، غير معبد وملتو، وفي أوقات الأمطار يتوقفون كثيرًا حتى الوصول إلى طريق المدينة القصيم المسفلت، مشيراً إلى أنه في إحدى السنوات أرغمتهم الأمطار إلى الدخول في غار يُسمى"غار المجيلي" حتى وقت متأخر من الليل.

وعن ما يعترض الحجاج من وعكات صحية، أوضح أن الأشخاص في ذلك يتحملون مشاق الحياة، وأكثر من معه ومناعتهم قوية، إلا أنه في إحدى السنوات، تناول أحد الركاب سمن الغنم البلدي بكثرة، وأثناء طواف الوداع تعرض لضربة شمس، جعلته طريح الفراش، حيث نقلوه بأيديهم إلى سيارتهم واهتموا به، حتى الوصول إلى الغزالة.

وعن تنقله بين المشاعر المقدسة، أوضح أنه عند وصولهم إلى مشعر منى، يستأجرون خياماً، حيث يكثر وقتها أشخاص يؤجرون الحجاج خياماً للسكن بها خلال مدّة الحج، فيما أشار إلى أنه بعد منع الجهات المعنية دخول السيارات التي يقل عدد ركابها عن تسعة أشخاص، أصبح يواجه طلب الحجاج الراجلة من مشعر منى إلى مشعر عرفات، بالركوب معه، مما صعّب أحيانًا كثيرة من سير سيارتهم بسرعة؛ بسبب زيادة الحمل؛ إذ يتسلق الحجاج عليها من كل جانب ومن أعلى.

وعن وجود سيارة من نوع "جمس سوبربان" معه في أثناء الحج، أشار إلى أن أحد أبناء الغزالة "رشيد البكر" رافقه في آخر 15 عاماً متطوعاً بسيارته لنقل بعض الحجاج، ولاستعمال سيارته في مكة للتنقل السريع الذي لا يمكن أن تقوم به الحافلات.

وختم التميمي حديثه لـ"سبق" بأن حالات زواج تمت بعد تعارف العائلات على بعضها خلال رحلة الحج، حيث رأت بعض العائلات فتيات يعملن باجتهاد خلال الرحلة من تجهيز القهوة وتنظيم المكان وترتيبه، فيما كان الرجال من الجانب الآخر في الاجتهاد من تجهيز القهوة والطبخ وجلب الحطب والماء، الأمر الذي حصل به الخطوبة والزواج، مؤكدًا أن الخطوبة وعقد القران لم تتم خلال الحج، بل بعد وصول العائلات إلى منازلهم، حيث كانت الرحلة فقط للتعارف.

وأشار "التميمي" أنه اصطحب أبناءه في رحلاته الأخيرة للحج لتعويدهم على بذل العطاء وتقديم المساعدة للحجاج والمساهمة في خدمتهم.

وعن الخدمات التي تقدم للحجاج في السنوات الأولى من حجهم، أشار إلى أنهم يجدون معاناة في الحصول على الماء عمومًا والماء البارد بوجه خاص، إذ يُنْقَل الماء بأوعية مختلفة للمخيم، فيما تجلب شاحنات الثلج من حائل والقصيم، ووضعه في صهاريج داخل المشاعر، إذ يُنْقَل عن طريق تلك الشاحنات بعد وضعه داخل صفائح من الخشب بينها نشارة الخشب التي يوضع بوسطها مكعبات الثلج حتى تحافظ عليه حتى الوصول للمشاعر المقدسة.

وعن الأحداث التي تقع في والمشاعر المقدسة، أوضح أن عدم وجود وسائل تواصل وقتئذ، جعلهم لا يعلمون عن بعض الأحداث إلا بعد وصولهم إلى أهاليهم، الذين عرفوا ذلك من الراديو، إلا أن بعض الأحداث يعرفون بها وهم بالحج، كحادثة التزاحم بالحرم، إذ تم إخبارهم بعدم الذهاب للحرم حتى انتهاء الحدث، والذي أكد أنه لم يدم طويلاً، حيث سمح لهم بالتوجه للحرم في نفس اليوم، وأداء الطواف.

وثمّن "التميمي" ما تقوم به حكومة خادم الحرمين الشريفين –حفظه الله- لحجاج بيت الله الحرام، وخدمة جميع الحجاج من جميع دول العالم من خدمة فريدة ومختلفة تشعر الحاج بالراحة والأمان والاستقرار، الأمر الذي به وبعد توفيق الله يؤدي نسكه براحة ويسر، وفي الاستمتاع بأقصى وسائل الراحة والأمان والاستقرار، وبما يحفظ له سلامته.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا