من حسنات هذه المرحلة الرائعة التي نعيشها الآن أن ذلك الخطاب الذي كان يلجأ إليه بعض المسؤولين أصبح يتلاشى بشكل سريع، ويكاد يصبح نادراً، وسوف ينقرض قريباً. والسبب أن مفهوم المسؤولية تغير، فلم تعد كرسياً ذهبياً وصلاحيات لا حدود لها وسلطة مطلقة للمسؤول في أي جهة كانت، يدافع عن أخطاء جهته دون خجل، وينافح عن تقصيرها دون حياء أو خوف، لأنه يعرف جيداً أن استمراره مرهون بالإنجاز المتميز وتحقيق المستهدفات، وأنه في موقعه لخدمة الوطن والمواطن بإخلاص وتفانٍ، وفي حالة التقصير والإهمال وسوء استخدام السلطة فإنه لن «يُعفى بناء على طلبه»، بل سيخضع للمساءلة والمحاسبة، وفي حالة ثبوت إدانته سوف يعرف كل الناس ذلك، لأنه لم يعد هناك تعتيم أو مجاملة لمقصر أو فاسد.
إن ما نشاهده الآن من اعتذارات معلنة تقدمها الجهات التي يعتري أداءها خلل لأي سبب هو تصرف حضاري واستشعار للمسؤولية الكبيرة أمام المواطن والدولة. الخطأ وارد في أي وقت وفي كل مكان في العالم، لكن إنكاره والمكابرة عليه هو الخطأ الأكبر والأفدح، والاعتراف به والاعتذار عنه وتحمل مسؤوليته هو التصرف السليم الذي يؤدي إلى الاحترام والثقة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.