أصدرت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض، كتابًا فلسفيًّا نوعيًّا، عن حياة الفيلسوف اليوناني (سقراط) الذي يعد أحد المؤسسين الكبار للفلسفة في العالم، بعنوان: “كأس الشوكران: سقراطـ، أثينا، والبحث عن الحياة الطيبة”، وهو من تأليف بيتاني هيوز، ومن ترجمة د. محمد بدوي، ويقع في (634) صفحة، وتتناول فيه المؤلفة حياة سقراط منذ بدايته حتى رحيله، وتقول في مقدمة الكتاب: “نحن نفكر بالطريقة التي نفكر بها لأن سقراط كان يفكر كذلك، إنّ اعتقاد سقراط بأننا- أفرادًا- نحتاج إلى مساءلة العالم من حولنا، هذا الاعتقاد هو في القلب من مفهوم العيش في ما يسمى “الأزمنة الحديثة”.

حياة سقراط

وفق هذا المعنى تتناول المؤلفة شخصية الفيلسوف اليوناني سقراط الذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد ببلاد الإغريق (اليونان حاليًّا) حيث ناقش جوهر معنى أن يكون المرء إنسانًا، وكيف تطورت فلسفة سقراط في زمانه وفي مكانه.

قد يهمّك أيضاً

يحتوي الكتاب على ثمانية فصول هي: مدينة أثينا، سقراط شابًّا، سقراط الجندي، احتمالات جديدة: سقراط في سن الكهولة، المعركة مستمرة، سقراط والحب، قطع قرن الذرة الأطول، محاكمة سقراط ووفاته.

وتصبو المؤلفة في هذا الكتاب إلى إحياء فكرة التواضع والجانب الآثاري الأركيولوجي، والجانب المادي الملموس في التجربة السقراطية، وترى أن “فلسفة سقراط تحمل رسالة تهمنا كلنا، ومن أسباب ذلك أنها صلبة ومتينة، فمن إليزابيث الأولى إلى مارتن لوثر كينج ومن الرايخ الثالث إلى أمريكا القرن الحادي والعشرين كانت أمثولة سقراط تملأ قاعات حركة النهضة الإنسانية”.

وتضيف الكاتبة: “كذلك كان سقراط ذا تأثير مركزي في عصور الإسلام الأولى، ففي القرن التاسع (ب. م) كتب الكندي، وهو الفيلسوف العربي (الأول) وهو بالتأكيد أول فيلسوف مسلم دراسات مطولة عن سقراط”.

هكذا يأتي هذا الكتاب الذي يصف حياة أحد الفلاسفة العالميين الأوائل ونهايتها بسقيه كأس الشوكران والذي يتضمن مجموعة كبيرة من تصديرات الفصول ومقولات عن الفلسفة وعن سقراط وعن الحكمة مقتبسة من فلاسفة وحكماء وأدباء أسسوا لكلاسيكيات العالم الثقافية.

وتلقى الفلسفة العالمية اهتمامًا متميزًا من الجامعات ومراكز البحوث ومن القارئ العربي، لما لها من أهمية في التنمية الذاتية وتطويرها، ولهذا وجدت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة الاهتمام ضمن برنامجها في النشر العلمي ولاسيما أن الفلسفة أصبحت من مستهدفات رؤية المملكة 2030 ودخولها شريكًا أساسيًّا في الأنشطة الثقافية والأدبية بالمملكة.

ولفظة ( شوكران) هي المقابل للكلمة الإنجليزية Hemlock والكلمة العربية الشوكران نبتة معمرة شديدة السمّيّة، وموطنها الأصلي أمريكا الشمالية وأوروبا وشمال إفريقيا، وقد استمدت المؤلفة هذا العنوان للكتاب الذي دارت أحداثه وفصوله عن حياة الفيلسوف سقراط، وانتهائها بسقيه كأس الشوكران.