عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

مَنْ فتح مدرسةً أقفل سجنًا..!!

تم النشر في: 

20 أغسطس 2024, 9:33 مساءً

هذا المثل له تحليلات عدة، منها: المدارس فسحة العقول، أو الحياة بلا تعليم سجنٌ كبير، أو العقول حبيسة الجهل، أو الجهل سجن مؤبد.

أمسى أجدادنا وجداتنا أميين لا يقرؤون ولا يكتبون، وأصبح آباؤنا وأمهاتنا متعلمين، واليوم مَنْ لا يتقن التقنية والتعامل مع الحاسب الآلي منا فهو أمي.. وهذا دليل على التغيرات المتسارعة في الوسط التعليمي، وضرورة التطوير والتحسين والفصل بين النظري والتطبيقي، وخصخصة العملي!!

سأشهد بما أعرف، ولن أشهد على ما لا أعرف؛ لأنني مكثت في هذه المدارس طالبًا ومعلمًا قرابة ستة عقود.

نعلم أن غاية العلم الخير، وهذه المدارس تُعِدُّ أجيالاً تنفع البلاد والعباد، والتعليم فيها هو جواز السفر إلى المستقبل للفرد، والجماعة، والوطن.

الواقع: الإقبال إليها إدبار، والخروج منها فرج، والعودة إليها اكتئاب.. إنها مدارسنا في حلتها التقليدية، تسحيب أقدام في الصباح، وحط رجل في الظهيرة.

كي نصل إلى تعليم مميز علينا أولاً كسر الروتين، فإن تم ذلك مرارًا وتكرارًا ولم نصل للمنشود فعلينا كسر لب القشرة. ولا يمكن تحقيق النجاح إلا إذا أحببت ما تقوم به، كما قال "ديل كارنجي".

حقيقة، ينطبق على تعليمنا قول الشاعر الجاهلي: "ما أرانا نقول إلا معارًا.. أو معادًا من لفظنا مكرورا".

يقول عباس العقاد: "ما الإرادة إلا كالسيف، يُصدئه الإهمال، ويشحذه الضرب والنزال".

ونحن اليوم في عامنا التاسع منذ بدء رؤيتنا المباركة 2030م، كل شيء في تطور وتحسُّن في كل مناحي الحياة إلا في تعليمنا. هناك طواف، لكنه لم يتجه للمسعى.

هل التطوير والتحسين في المنهج العام للتعليم بابه مغلق ومفتاحه ضائع؟! أم إن هناك خللاً في البداية؛ إذ بدأنا من حيث انتهى كل الوزراء السابقين للتعليم؟!

ما هذا التخبط وما هذه العشوائية؟! متى يبقى في عقولنا ما تعلمناه في المدرسة؟! متى يتم الركض في الصباح إلى المدرسة؟! نفتقد الجاذبية في مدارسنا؛ لأن المتشابهَيْن متنافران، والمتنافرَيْن متشابهان كالمغناطيس؛ فلا يمكن لهما الالتصاق وولادة عنصر الجذب إلا إذا اختلفا، والاختلاف في التعليم هو بداية التطوير والتحسين!!

ما دامت مدارسنا تفتقر لعنصر الجذب فلن يكون هناك إقبال، وإذا قلَّ الإقبال قلَّ الإنتاج.

هل دهن العقول العامة بالفرشة دون صنفرة مُجْدٍ؟! وماذا عن العقول المولودة مصنفرة من خالقها؟! هل تكفي لبناء الوطن؟ أم إن الجميع في بناء الوطن متساوون؟!

أسئلة كثيرة، والإجابة عنها يجب أن تكون كبيرة؛ حتى لا تنصرم سنوات الرؤية ويبقى تعليمنا حبيس العقول المغلقة.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا