طرح أستاذ المناخ بجامعة القصيم سابقًا، نائب رئيس جمعية الطقس والمناخ السعودية، الدكتور عبدالله المسند، فكرة مشروع غابات جازان Jazan Forests Project (JFP)، الذي سيجعل من منطقة جازان رئة السعودية الخضراء، حيث متوقع في المشروع زراعة نحو 300 مليون شجرة.
مشروع غابات جازان
وقال المسند عبر حسابه الرسمي بمنصة إكس: إنه بسبب ثلاث مميزات طبيعية، ستحظى المنطقة بفرصة أن تكون المحضن الأنسب لهذا المشروع، كما أن المشروع سيسهم في تحقيق مبادرتي السعودية الخضراء و10 مليار شجرة ويمكن للمشروع أن يسهم في تحسين المناخ المحلي، ودعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق استدامة بيئية تلبي احتياجات السعودية.
وقدم المسند ملخصًا عن مشروع غابات جازان وجاء في نصه:
أولًا: توطئة:
مقترح مشروع غابات جازان (JFP) عنّ في ذهني خلال زيارتي الأخيرة للمنطقة في أغسطس 2024، والفكرة تدعو إلى الاستفادة من السهل الساحلي الرملي الواسع في المنطقة، والذي يمثل نحو 50% من مساحتها، وجُلّه أراضي بور وخصبة، بل وتعج بأنواع الأشجار البرية، ولمميزات سأذكرها تدعو الفكرة إلى تحويل السهل الساحلي إلى غابات مستدامة متعددة الاستخدامات.
ثانياً: مميزات منطقة جازان:
1. مناخ أمطاره متكررة في معظم الشهور وغزيرة أحياناً.
2. نسبة الرطوبة النسبية عالية.
3. السهل الساحلي يشكل نحو 60-70% من مساحة المنطقة ويتميز بتربة بكر، وخصبة، ورطبة.
وهذا بالضرورة يجعلها بيئة خصبة لتطوير مشاريع زراعة الغابات التجارية الواسعة، لتحقيق أهداف بيئية واقتصادية، سيما أنها تتميز عن غيرها من المناطق أن المشروع لا يحتاج إلى مياه تُذكر فالأمطار تترا، والرطوبة عالية، والتربة رطبة، والمياه في بداية التشجير ممكن أن تُجلب من أكثر من سد في المنطقة. غابات جازان في السهل الساحلي الرملي، يمكن أن تسهم بشكل كبير في تحسين المناخ المحلي، ودعم الاقتصاد الوطني، وتحقيق استدامة بيئية تُلبي احتياجات السعودية.
ثالثًا: أهداف مشروع غابات جازان:
1. يُسهم في تحقيق مبادرتي السعودية الخضراء و 10 مليار شجرة.
2. يسهم في جعل جازان “رئة” السعودية النابضة في امتصاص غازات الدفيئة.
3. تعزيز الاقتصاد الوطني والمحلي عبر استغلال الأخشاب في الصناعات المختلفة (الأثاث، الفحم، الحطب، الأعلاف).
4. تطوير السياحة البيئية عبر جعل المنطقة وجهة سياحية بيئية شتوية على وجه التحديد.
5. زيادة التنوع البيولوجي حيث الغابات ستوفر مراعي للنحل والحياة الفطرية الأخرى.
6. تحسين المناخ من خلال تخفيف درجات الحرارة المحلية وتحسين جودة الهواء.
7. استغلال الميزة التنافسية في المنطقة عبر توفر الأمطار، وارتفاع الرطوبة النسبية، علاوة على خصوبة التربة ورطوبتها.
8. استغلال المساحات البرية الشاسعة والخالية في السهل الساحلي في منطقة جازان بما ينفع الاقتصاد والبيئة.
9. خلق مئات الوظائف لإدارة واستثمار مشروع غابات جازان.
رابعًا: تحليل العوامل المساعدة:
1. الأمطار الغزيرة: تحظى منطقة جازان بمتوسط أمطار سنوي جيد وداعم للمشروع، مما يجعلها منطقة مثالية لمشروع غابات جازان المستدامة دون الحاجة إلى ري يُذكر.
2. الرطوبة العالية: لا يقل المتوسط الشهري للرطوبة النسبية في جازان عن 60%، مما يساهم في نمو الأشجار بشكل سريع، علاوة على ذلك تدني مستوى عملية البخرنتح، وهذا يساهم في عدم الحاجة للري المتوالي.
3. درجات الحرارة المعتدلة: حيث يصل المتوسط السنوي لدرجة الحرارة في المنطقة المستهدفة حوالي 30 درجة مئوية، مما يعزز نمو الأشجار على مدار السنة، ويمكن زراعة أنواع مختلفة من الأشجار التي تتكيف مع مناخ جازان المعتدل، من جهة أخرى أجواء جازن لا تتعرض لدرجات حرارة متطرفة تؤثر على نمو أشجار الغابة.
4. التربة الساحلية الرملية الخصبة: تعتبر تربة السهل الساحلي الرملي في جازان مناسبة لزراعة الأشجار المتنوعة، خاصة مع توفر الأمطار والرطوبة الجوية وكذلك الأرضية.
خامسًا: خطة التنفيذ:
1. إذا استثنينا المراكز السكنية والطرق والمنشآت الأخرى وبطون الأودية فإن ما تبقى من السهل الساحلي يعتبر أراضي بور وأراضي للمراعي وهي ملك للدولة، وعليه فإن المساحة المستهدفة قد تصل إلى نحو 8000 كم مربع، وهذه يمكن توزيعها على المستثمرين وتأجيرها لمدد طويلة لزراعة الغابة ولإنتاج الأخشاب، وإقامة المصانع ذات العلاقة.
2. ينبغي اختيار أشجار ملائمة للمناخ المحلي وذات عائد اقتصادي وبيئي مرتفع، كأشجار الأكاسيا بأنواعها والمناسبة للاستخدام في الصناعات الخشبية والفحم، وأشجار الكافور سريعة النمو وتستخدم في صناعات الأخشاب، وأشجار السدر وتعتبر مثالية لتكون مراعي للنحل وإنتاج العسل وغيرها الكثير.
3. الاستفادة من الأخشاب عبر إنشاء معامل تصنيع الأخشاب والفحم محلياً لدعم الاقتصاد وتوفير فرص العمل، كما يمكن استخدام الأخشاب في صناعة الأثاث والبناء، وتوفير الحطب والفحم للتدفئة، وأيضاً صناعة الأعلاف من البذور أو بعض الأوراق.
4. السياحة البيئية من خلال تحويل الغابات المزروعة إلى وجهة سياحية طبيعية من خلال إنشاء مسارات للمشي، أماكن تخييم، ومرافق مراقبة للحياة البرية، مما يعزز من جاذبية المنطقة للسياح المحليين والدوليين.
5. التأثير على المناخ المحلي حيث إن زراعة الغابات تساعد في تعديل درجات الحرارة المحلية عن طريق امتصاص غازات الدفيئة وإطلاق الأكسجين، مما يساهم في تبريد الهواء وتقليل تأثير الحرارة على السكان المحليين.
سادسًا: الفوائد البيئية والاقتصادية:
1. الفوائد البيئية:
– زيادة التنوع البيولوجي: توفير موائل جديدة للحياة البرية، وتطوير البيئة الطبيعية للنباتات المحلية.
– تحسين جودة الهواء: امتصاص الغازات الدفيئة وإطلاق الأكسجين.
– مقاومة التصحر: زيادة الغطاء النباتي يمنع تآكل التربة ويقلل من التصحر.
– تحسين المناخ من خلال تخفيف درجات الحرارة المحلية وتحسين جودة الهواء.
2. الفوائد الاقتصادية:
– توفير فرص العمل: ستساهم الصناعات المتعلقة بالأخشاب، الفحم، وتربية النحل في توفير العديد من الوظائف.
– زيادة الدخل المحلي: من خلال تطوير صناعات محلية للأخشاب والفحم، وإنتاج العسل، وتنشيط السياحة.
– الاكتفاء الذاتي: تقليل الاعتماد على استيراد الأخشاب والفحم من الخارج، مما يعزز من الاكتفاء الذاتي.
سابعاً: التحديات المحتملة:
يتطلب المشروع استثمارات كبيرة في البداية، وأقترح أن تقوم وزارة البيئة بمنح كل من يريد من الشركات والمؤسسات بل وحتى الأفراد الأراضي البور المستهدفة، على أن يقوم المستثمر بزراعة الجزء الممنوح له من الغابة وفقاً لشروط وبنود الوزارة وعبر خطة زمنية محددة، وأن تكون إدارة الغابة تشرف على المستثمرين، وللمستثمر أن يقوم بافتتاح معامل تصنيع الأخشاب وصناعة الفحم، ومن جهة أخرى يجب الحفاظ على التوازن البيئي ومنع الإفراط في استغلال الموارد، لضمان استمرارية الغابات.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة المواطن ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من المواطن ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.