04 نوفمبر 2024, 4:39 مساءً
مع دخول الانتخابات الرئاسية الأمريكية مرحلة الحسم، يواصل دونالد ترامب وكمالا هاريس حملتيهما في اليوم الأخير، وسط أجواء مشحونة ومنافسة غير مسبوقة، إذ يُصور كل من المرشحين هذه الانتخابات على أنها لحظة وجودية حاسمة لمستقبل البلاد، ورغم الأحداث العاصفة في الأشهر الأخيرة، يبقى السباق متقارباً في استطلاعات الرأي، سواء على المستوى الوطني أو في الولايات المتأرجحة السبع التي ستحدد الفائز.
"ترامب"، الجمهوري البالغ من العمر 78 عاماً، نجح في تجاوز محاولتي اغتيال، وأصبح أول رئيس سابق يُدان بجريمة. أما "هاريس"، البالغة من العمر 60 عاماً، فتسعى لكتابة تاريخ جديد كأول امرأة تتولى الرئاسة بعد انسحاب الرئيس جو بايدن من السباق إثر أداء مخيب في المناظرات وضغط حزبي كبير.
حملات مكثفة
ورغم تلك التغيرات الدراماتيكية، لم تتغير معالم السباق بشكل كبير. أظهرت استطلاعات الرأي أن كلا المرشحين يسير جنباً إلى جنب. مع ذلك، فإن حسم النتائج قد يستغرق أياماً بسبب التقارب الشديد. حتى الآن، وأدلى أكثر من 77 مليون ناخب بأصواتهم في الانتخابات المبكرة، ولكن التحدي الحقيقي يكمن في مدى نجاح الحملتين في استقطاب مزيد من الناخبين في يوم الانتخابات.
واعتمدت حملة "هاريس" على تعبئة واسعة، حيث أكد فريقها أن المتطوعين زاروا مئات الآلاف من المنازل في الولايات المتأرجحة خلال عطلة نهاية الأسبوع الأخيرة. وقالت مديرة الحملة جين أومالي ديلون: "نشعر بالثقة حيال موقفنا الحالي". تظهر بيانات الحملة أن الناخبين المترددين يميلون لدعم "هاريس"، لا سيما النساء في الولايات الحاسمة، مع زيادة ملحوظة في التصويت المبكر من الشباب والأقليات، وفقاً لـ"رويترز".
نهج مختلف
في المقابل، اعتمدت حملة "ترامب" على عمليات الطرق على الأبواب التي تديرها لجان العمل السياسي الخارجيّة، مركزةً على استهداف الناخبين غير المعتادين على التصويت بدلاً من اجتذاب الناخبين المتأرجحين. ويرى "ترامب" وفريقه أن اختيار هذه الإستراتيجية يُسهم في توجيه الجهود إلى مناطق مؤثرة وزيادة فعالية الإنفاق.
ورغم ادعاءاته المتكررة بأن خسارته في انتخابات 2020 كانت بسبب تزوير، استمر "ترامب" في التلميح إلى إمكانية التشكيك في نتائج هذه الانتخابات أيضاً، متوعداً بفرض "عقاب" على خصومه ومهاجماً الديمقراطيين بوصفهم "العدو الداخلي". في خطاب له مؤخراً، أشار مازحاً إلى أن القناصين المحتملين يجب أن يطلقوا النار من خلال وسائل الإعلام لحمايته.
الاقتصاد والديمقراطية
وتعد المخاوف الاقتصادية إحدى أوراق "ترامب" الرابحة، إذ وعد بإنهاء التضخم وخفض الأسعار وإعادة آلاف المصانع إلى أميركا. في المقابل، ركزت "هاريس" على رسالتها الداعية للحفاظ على الديمقراطية. وقالت في كنيسة بمدينة ديترويت: "أرى الأمريكيين من كل الولايات جاهزين لكتابة فصل جديد من العدالة. والديمقراطية تمنحنا القدرة على تغيير المسار".
بحسب استطلاع أجرته وكالة "رويترز/إبسوس" في أواخر أكتوبر، كانت التهديدات للديمقراطية ثاني أهم قضية تشغل الأمريكيين بعد الاقتصاد. تُظهر حسابات المحللين أن هاريس تحتاج للفوز بنحو 45 صوتاً انتخابياً في الولايات المتأرجحة لضمان الرئاسة، بينما يحتاج ترامب إلى حوالي 51 صوتاً، في ضوء الولايات التي يتوقع فوز كل منهما بها.
الجائزة الكبرى
تُعد ولاية بنسلفانيا الجائزة الكبرى بين الولايات المتأرجحة، حيث تمنح 19 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي، وهي كافية لتغيير مسار الانتخابات. لذلك، تكثف كلا الحملتين جهودهما في هذه الولاية الحاسمة. من المقرر أن تشمل الجولة الأخيرة لـ"ترامب" زيارات إلى ثلاث ولايات من السبع الحاسمة، بدءاً من رالي في كارولاينا الشمالية مروراً بمدينتي ريدينغ وبيتسبرغ في بنسلفانيا، وصولاً إلى غراند رابيدز في ميشيغان. وسيختتم "ترامب" يومه في مقر إقامته في بالم بيتش بولاية فلوريدا، حيث يدلي بصوته وينتظر النتائج.
وستركز "هاريس" يومها الأخير في بنسلفانيا، حيث تبدأ جولتها في ألينتاون، وهي من المناطق الأكثر تنافسية في الولاية، ثم تنتقل إلى بيتسبرغ وتنهي حملتها في فيلادلفيا، معتمدة على إستراتيجية استهداف المراكز الحضرية والمناطق ذات الكثافة السكانية العالية.
ومع اقتراب العد التنازلي للانتخابات، تتصاعد الحملات الدعائية بشكل غير مسبوق على وسائل الإعلام التقليدية ومنصات التواصل الاجتماعي. تتسابق الحملتان لكسب المزيد من الناخبين، عبر الرسائل المباشرة والزيارات الميدانية والاتصالات الهاتفية، في محاولة لتعزيز الحضور في الدقائق الأخيرة من السباق.
وستعتمد النتائج النهائية على مدى نجاح كلا الحملتين في تحفيز قواعدهم الانتخابية وتحقيق أعلى نسبة إقبال على التصويت في الولايات الحاسمة، في مشهد يعكس التوترات والانقسامات العميقة في المجتمع الأمريكي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.