27 نوفمبر 2024, 11:14 صباحاً
دخل اتفاق وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" و"حزب الله" حيز التنفيذ في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، بعد وساطة ناجحة من الولايات المتحدة وفرنسا، الاتفاق الذي يمثل بصيص أمل نادرًا للدبلوماسية في منطقة مزّقتها الحروب، يأتي بعد تصعيد عسكري دامٍ أسفر عن مقتل الآلاف، معظمهم من المدنيين.
وأعلن الجيش اللبناني، المسؤول عن ضمان تنفيذ بنود الاتفاق، أنه يستعد للانتشار في جنوب البلاد لتأمين صمود وقف إطلاق النار، ومع ذلك، طلب الجيش من سكان القرى الحدودية تأجيل عودتهم إلى ديارهم حتى انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية، التي توغلت داخل الأراضي اللبنانية بعمق يصل إلى 6 كيلومترات خلال الاشتباكات الأخيرة، وفقًا لـ"رويترز".
والاتفاق، الذي وصفه الرئيس الأمريكي جو بايدن بأنه "مصمم ليكون دائمًا"، يمثل إنجازًا كبيرًا لإدارته في الأيام الأخيرة لها، ويرى كثيرون أن نجاحه قد يفتح الباب أمام جهود مشابهة لإنهاء الصراع المتفاقم في غزة.
عودة محفوفة بالمخاطر
ورغم بدء سريان وقف إطلاق النار، لا تزال الأوضاع في جنوب لبنان متوترة. في مدينة صور الساحلية، التي تعرضت لقصف مكثف خلال الأيام الماضية، بدأ النازحون في العودة إلى قراهم المحطمة. السيارات والشاحنات المحملة بالمراتب والأمتعة كانت تتجه جنوبًا، بعضها يرفع الأعلام اللبنانية، وسط مشاعر مختلطة بين الفرح والقلق.
لكن العودة ليست خالية من المخاطر، إذ أعرب العديد من النازحين عن مخاوفهم من الوضع الأمني غير المستقر. حسام عروت، وهو أب لأربعة أطفال نزح من قريته الحدودية ميس الجبل، قال: "الإسرائيليون لم ينسحبوا بالكامل بعدُ. نحن ننتظر إعلان الجيش اللبناني قبل أن نعود".
وعلى الرغم من الدمار الذي حلَّ بالقرى، فإن الضغوط المالية على العائلات النازحة، التي أنهكتها تكاليف الإيجار، تدفع الكثيرين للمخاطرة بالعودة في أسرع وقت ممكن.
أبعاد سياسية متشابكة
ووقف إطلاق النار في جنوب لبنان لم يأتِ بمعزل عن الصراعات الإقليمية الأوسع، "إسرائيل"، التي شنّت حملة عسكرية مكثفة ضد "حزب الله"، ترى في هذا الاتفاق فرصة لإعادة ترتيب أولوياتها الاستراتيجية، بما في ذلك مواجهة إيران وعزل حركة "حماس"، المتحالفة مع "حزب الله". رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أكد أن بلاده سترد بقوة على أي انتهاكات للاتفاق، لكنه أشار إلى أهمية التركيز على مواجهة "التهديد الإيراني".
من جانبه، وصف حسن فضل الله عضو البرلمان اللبناني والقيادي في "حزب الله"، الاتفاق بأنه إنجاز ضمن شروط المقاومة، وفي تصريح تلفزيوني، قال "فضل الله": "سنخرج من هذه الحرب أقوى. نزع سلاح المقاومة كان مطلبًا إسرائيليًا، لكنه سقط".
وإيران، الداعم الرئيسي لـ"حزب الله"، رحبت بالاتفاق، إلى جانب حركة "حماس" والمتمردين الحوثيين في اليمن. بينما أبدت "إسرائيل" تفاؤلها الحذِر، مشيرةً إلى أنها نجحت في توجيه ضربات قاسية لـ"حزب الله"، بما في ذلك تدمير بنيته التحتية العسكرية وتقليص قدراته الصاروخية.
تحديات التنفيذ
وينص الاتفاق على انسحاب تدريجي للقوات الإسرائيلية خلال 60 يومًا، بالتزامن مع انتشار الجيش اللبناني في المناطق الحدودية؛ لضمان عدم إعادة بناء "حزب الله" لبنيته العسكرية، كما ستعمل قوة حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، بالتنسيق مع الولايات المتحدة وفرنسا، على مراقبة تنفيذ وقف إطلاق النار وردع أي انتهاكات محتملة.
لكن التحدي الأكبر يكمن في ضمان الالتزام الكامل من الطرفين. "إسرائيل"، التي شنّت ضربات جوية مكثفة في الساعات الأخيرة قبل بدء وقف إطلاق النار، أعلنت استهداف "عناصر الإدارة المالية لحزب الله"، فيما واصل "حزب الله" إطلاق الصواريخ على "إسرائيل" حتى اللحظات الأخيرة، مما يعكس هشاشة الوضع.
ورغم التأكيدات الدولية على مراقبة التنفيذ، فإن غياب القوات القتالية الأمريكية عن المهمة قد يترك فراغًا في ضمان الاستقرار، ويخشى المراقبون أن يؤدي أي خرق للاتفاق إلى انهيار وقف إطلاق النار، مما يعيد المنطقة إلى دائرة العنف.
أمل هشّ للسلام
ويُعلّق اللبنانيون آمالهم على وقف إطلاق النار لإنهاء دوامة العنف، بينما يتساءل كثيرون عن مدى صمود هذا الاتفاق في ظل التوترات المستمرة. سكان القرى الحدودية، الذين يتطلعون إلى العودة إلى منازلهم، يدركون أن الطريق إلى السلام طويل ومُعقّد.
أما على المستوى الإقليمي، فإن نجاح هذا الاتفاق قد يكون مؤشرًا على إمكانية تحقيق تهدئة أوسع في مناطق أخرى؛ مثل غزة. ومع ذلك، فإن التحديات السياسية والعسكرية تظل عقبة رئيسية أمام تحقيق سلام دائم في المنطقة.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.