تمكّنت الباحثة السعودية طيبة العمودي من تحقيق إنجاز علمي بارز بحصولها على تكريم من برنامج "الشرق الأوسط الإقليمي للمواهب الشابة لوريال – اليونسكو من أجل المرأة في العلم"*، وذلك خلال دورته الحادية عشرة لعام 2024.

ويأتي هذا التكريم اعترافًا بجهودها البحثية في علوم البيئة البحرية ومساهماتها المميزة في تسخير العلم لمواجهة التحديات البيئية، بما في ذلك التخفيف من تأثيرات تغير المناخ.

وتُبرز دراسة العمودي، التي تحمل عنوان "رحلة في أعماق العلم"، الإمكانيات الواعدة التي يتيحها علم المحيطات أمام النساء لدخول مجالات علمية متعددة التخصصات.

وأوضحت "العمودي" أن أبحاثها تركّز على تعزيز التعاون بين العلماء وصُنَّاع القرار والمجتمعات المحلية لتحقيق نتائج ملموسة، إضافة إلى تطوير مبادرات تهدف إلى إلهام النساء في منطقة الشرق الأوسط ومساعدتهن على الالتحاق بمسارات مهنية في علم البحار.

وعن أهمية هذا المجال قالت "العمودي": "علوم المحيطات تظلّ مجالًا مجهولًا بالنسبة للكثيرين، لكنها تزخر بتحديات كبيرة تحتاج إلى أفضل العقول من جميع التخصصات. هدفي هو بناء مستقبل مستدام وتعزيز دور المرأة في إيجاد حلول مبتكرة لهذه التحديات".

لم تكن "العمودي" وحدها في هذا الإنجاز؛ إذ كَرَّم البرنامجُ ستَّ عالمات عربيات بارزات في مجالات علمية متنوعة؛ مثل العلوم العصبية وتقنيات النسخ، وأُشيد بدورهن الريادي في إثراء البحث العلمي وتعزيز حضور المرأة في مجالات التكنولوجيا والهندسة والرياضيات.

ويمثّل البرنامجُ الإقليمي جزءًا من مبادرة "لوريال - اليونسكو من أجل المرأة في العلم"، التي كرمت منذ إطلاقها عام 1998 أكثر من 4,100 باحثة من مختلف أنحاء العالم.

واستمرّت المبادرة للعام السادس على التوالي تحت اعتماد وزيرة التعليم العام والتكنولوجيا المتقدمة، سارة بنت يوسف الأميري، التي أكدت أهمية المبادرة في تمكين النساء الباحثات ودعمهن ليصبحن شركاء فاعلين في قيادة التقدم العلمي.

وتعكس إنجازات العمودي ورفيقاتها في المبادرة، التزام المملكة بتعزيز ريادتها العلمية والصحية عالميًّا، بما يتماشى مع أهداف رؤية 2030. وساهم هذا التكريم في تسليط الضوء على أهمية تمكين النساء في المجالات العلمية كمحرك أساسي لتحقيق التنمية المستدامة.

وتؤكّد "العمودي" أنّ العلم، خاصة في مجالات البيئة البحرية، ليس مجرد تخصص أكاديمي، بل هو رسالة هادفة تسعى إلى ضمان استدامة الموارد الطبيعية للأجيال القادمة.