عرب وعالم / السعودية / عكاظ

إنصاف الهيئات الدولية للمسلمين وقاية من الإرهاب

إصدار المحكمة الدولية قراراً بالقبض على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير دفاعه له أهمية جذرية من أكثر من وجه؛ وأهم تلك الوجوه أنه يمنح المسلمين خياراً آخر غير الإرهاب في مواجهة المظالم التي يتعرضون لها، فغالب مواد الترويج التي تصدرها الجماعات الإرهابية تبرر العمليات الإرهابية بما يتعرض له المسلمون من مظالم وغياب أي محاسبة عليها وغياب أي حماية للمسلمين، مع أنه واقعياً الإرهاب هو أكثر ما استجلب على المسلمين ردات الأفعال الانتقامية والمظالم والاضطهاد، وعدم عدالة الهيئات الدولية في إنصاف المسلمين كان أكبر عامل تحشيد بالنسبة للجماعات الإرهابية، ولذا إنصاف محكمة العدل الدولية للفلسطينيين يجرد الإرهاب من هذه الحجة، ويثبت بأن الهيئات الدولية ليست منحازة ضد المسلمين طالما حكمت على أكثر زعامات لديهم قبضة محكمة على الرأي العام الغربي، ولهذا هناك حاجة بأن يوجه المسلمون المزيد من الاهتمام والجهود تجاه إشراك الهيئات الدولية في قضاياهم العادلة، وهذه ستصبح ورقة قوة وضغطاً في أيديهم لتحسين أوضاعهم، وبهذا سيدخل في وعي عموم المسلمين أن هناك خياراً آخر غير الإرهاب وعواقبه مأمونة لانتصار قضاياهم، وبدل أن يحلم المراهقون بأن يصبحوا إرهابيين للانتقام مما وقع على أهاليهم من المظالم سيحلمون بأن يصبحوا محامين دوليين لكي ينصروا قضاياهم عبر الهيئات الدولية، ومن المهم أن يستحضر كل من لهم تأثير في الأوضاع العامة للمسلمين أهمية أن لا يتصرفوا بأنماط تدينها الهيئات الدولية لكي لا يفقدوا تأييدها لقضاياهم، ومواقف الهيئات الدولية الداعمة من أقوى أوراق الضغط على الأطراف الأخرى لصالح المسلمين، كما أن قرار محكمة العدل الدولية ينهي منظور نظريات المؤامرة التي تزعم أن كل العالم معاد للإسلام والمسلمين ويكرههم ويتآمر عليهم وكل قراراته لصالحهم مهما كانت إيجابية، فهي لها غايات خفية هدامة، والدليل على بطلان هذا المنظور أنه طوال السنة الماضية لم تتوقف الاعتصامات في الجامعات الأمريكية والمظاهرات في شوارع الدول الغربية تأييداً للقضية الفلسطينية رغم كل زخم الدعاية الصهيونية التي تحكم قبضتها على وسائل الإعلام العالمية والحكومات الغربية، ويجب عدم الاستهانة بأهمية المواقف المؤيدة لقضايا المسلمين من قبل الهيئات الدولية بسبب محدودية أثرها المادي المباشر، فأثرها المعنوي لا يقل قدرة على التأثير في مسار القضايا من التأثير المادي المباشر، ولذا يجب على الدول الإسلامية بذل ما في وسعها لتعزيز قوة ونفوذ الهيئات الدولية، فهي أكثر من يحتاجها، وتلك الهيئات الدولية ليست مثالية بخاصة في هيكليتها المنحازة للدول الكبرى والغربية بخاصة مع حق النقض الفيتو، وهناك دعوات من عديد من الدول المتضررة من هذا الخلل لإصلاح هيكلية الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، ويجب أن تنضم الدول الإسلامية إلى تلك الدعوات، فعدم عدالة الهيئات الدولية وعدم فعاليتها هو من أسباب الحروب والإرهاب؛ فكثير من النزاعات كان يمكن حلها عبر التحكيم الدولي لو كانت هناك انطباعات إيجابية عن إلزامية نتائج التحكيم الدولي، فالانطباعات السائدة عالمية عن الهيئات الدولية أنها غير فعّالة وغير ملزمة ومنحازة للغرب، وجزء أساسي من تغييرها وتفعيلها ومحاربة انحيازها هو الدفع لإشراك خبراء غير غربيين فيها؛ لأن غالبية بنية الهيئات الدولية يهيمن عليها الغربيون، وجدير بالذكر أن عديداً من أفراد الفريق القانوني الذي أصدر قرار اعتقال نتنياهو ووزير دفاعه هم غير غربيين وحاول الإسرائيليون تلفيق التهم لهم لإسقاط عدالتهم واتهموهم بمعاداة السامية، لكن القاضي الذي أصدر مذكرة الاعتقال هو يهودي ناجٍ من الهلوكوست.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا