عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"قادرون على حماية أنفسنا".. فرنسا تحذر "ترامب" من تهديد سيادة الاتحاد الأوروبي

تم النشر في: 

08 يناير 2025, 1:26 مساءً

في تصريحات مثيرة للجدل، أثار الرئيس دونالد ترامب عاصفة دبلوماسية بعد أن رفض استبعاد استخدام القوة العسكرية أو الاقتصادية للسيطرة على جرينلاند، الإقليم الذاتي الحكم التابع للدنمارك. جاءت تصريحاته في مؤتمر صحفي طويل؛ مما دفع فرنسا إلى التحذير من أي تهديد لـ"الحدود السيادية" للاتحاد الأوروبي. فهل نشهد عودة لعصر "قانون القوة" في العلاقات الدولية؟

موجة استياء

وفي مؤتمر صحفي استمر لساعة كاملة، أثار ترامب موجة من الاستياء الأوروبي بعد أن رفض استبعاد استخدام القوة العسكرية للسيطرة على جرينلاند وقناة بنما. بل إنه اقترح أيضًا استخدام "القوة الاقتصادية" لضم كندا إلى الولايات المتحدة. هذه التصريحات جاءت بعد أيام من زيارة ابنه "دونالد ترامب الابن"، إلى عاصمة جرينلاند، نوك، في زيارة وصفها بأنها خاصة، رغم أنها أثارت تساؤلات حول نوايا الإدارة الأمريكية.

ولم تكن ردود الفعل الأوروبية بطيئة؛ فقد صرح الخارجية الفرنسي "جان-نويل بارو"، بأن الاتحاد الأوروبي لن يسمح لأي دولة، بغض النظر عن قوتها، بتهديد حدوده السيادية. وأضاف "بارو": أن العالم يشهد عودة إلى "قانون القوة"؛ مما يستدعي يقظة أكبر من الدول الأوروبية؛ وفقًا لصحيفة "الجارديان" البريطانية.

رفض جرينلاند

أكدت جرينلاند، الإقليم الذاتي الحكم التابع للدنمارك، أنها ليست للبيع. وقالت رئيسة الوزراء الدنماركية "ميتي فريدريكسن": إن سكان جرينلاند يرفضون أي محاولة لبيع الإقليم، مؤكدة أن "جرينلاند ملك لسكانها". كما أيّد رئيس وزراء جرينلاند "موتي إيغيدي" هذا الموقف، مشيرًا إلى أن الإقليم "ليس للبيع ولن يكون للبيع أبدًا".

وأضافت زيارة دونالد ترامب الابن إلى جرينلاند بعدًا آخر للأزمة؛ فقد وصل إلى "نوك" في زيارة وصفها بأنها خاصة، لكنّها أثارت تساؤلات حول الأهداف الحقيقية من وراء هذه الزيارة. وبقي ترامب الابن في الإقليم لبضع ساعات فقط، مؤكدًا أنه لم يلتقِ بأي مسؤولين حكوميين.

اجتماع ملكي

كان من المقرَّر أن يلتقي رئيس وزراء جرينلاند "موتي إيغيدي"، بملك في كوبنهاغن، لكن الاجتماع ألغي في اللحظة الأخيرة بسبب "تعقيدات في الجدول الزمني". ومع ذلك رأى بعض المراقبين أنّ الإلغاء جاء كردّ فعل على زيارة ترامب الابن؛ مما يعكس توترًا دبلوماسيًّا بين الدنمارك والولايات المتحدة.

وجرينلاند، التي يبلغ عدد سكانها حوالَيْ 57 ألف نسمة، تتمتَّع بحكم ذاتي منذ عام 1979، ولديها الحقّ في إجراء استفتاء للاستقلال عن الدنمارك. ويعدُّ رئيس وزرائها "موتي إيغيدي"، عضوًا في حزب "مجتمع الشعب" المؤيد للاستقلال؛ مما يضيف بعدًا سياسيًّا إضافيًّا إلى هذه الأزمة.

وحذّر وزير الخارجية الفرنسي "جان-نويل بارو"، من التهديدات التي أطلقها "إيلون ماسك" ضد بعض القادة الأوروبيين، بما في ذلك المستشار الألماني "أولاف شولتز". وأكّد "بارو" أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يكون قادرًا على حماية نفسه من أي تدخلات خارجية، داعيًا إلى تعزيز القدرات الدفاعية للدول الأعضاء.

تصريحات ترامب الأخيرة حول جرينلاند ليست مجرد تهديدات عابرة، بل تعكس تحولًا في السياسة الخارجية الأمريكية نحو مزيد من العدوانية. وفي الوقت الذي تحاول فيه أوروبا الحفاظ على وحدتها وسيادتها، تظلُّ جرينلاند رمزًا للصراع بين القوى العظمى والأقاليم الصغيرة التي تسعى لحماية استقلالها. فهل ستنجح أوروبا في صد هذه التهديدات، أم أننا نشهد بداية عصر جديد من التنافس الجيوسياسي؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا