عرب وعالم / السعودية / عكاظ

.. ومزايدات القضية الفلسطينية

في خضم الأحداث المتلاطمة في منطقة الشرق الأوسط والتي تتسيدها مشاهد الأرض المحروقة لغزة لتستدعي إلى الذاكرة العربية أكبر الكوارث الإنسانية والسياسية في القرن العشرين والتي أدّت إلى تشريد مئات الآلاف من الفلسطينيين من أرضهم (750 ألف فلسطيني) عام 1948م تحت قصف الدبابات ورصاص الآلة العسكرية الإسرائيلية والمجازر التي واكبتها، وحركة الاستيطان الإسرائيلية الموسعة والنزوح القسري إلى الدول المجاورة، في خضم كل ذلك ها هي عجلة التاريخ تعيدنا إلى ذات المشهد وذات المخطط الكارثي وتهديدات إسرائيلية أمريكية واضحة لتهجير سكان غزة ورسالة أوضح لالتهام ما تبقى من الأرض المغتصبة!

منذ اليوم الأول لأحداث غزة الدامية -أي قبل عام وأكثر من الآن- كانت البيانات تتوالى لتؤكد أنه لا حل ترضى به السعودية والدول العربية يجانب العودة إلى قرار مجلس الأمن 242 بعد حرب 1967 وحل الدولتين، وهو موقف واضح وجلي لم تتزحزح عنه المملكة وإن تعارض مع مصالحها القومية، ففلسطين بالنسبة للمملكة قضية وجود تاريخية وقضية لا يمكن المزايدة حولها بأي شكل وتحت أي ضغوط سياسية كانت أو اقتصادية!

أعربت المملكة العربية السعودية عن رفضها القاطع لتصريحات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الأخيرة حيال تهجير سكان غزة من أراضيهم. وأكدت وزارة الخارجية السعودية في بيانها الصادر في التاسع من فبراير الحالي أن هذه التصريحات تهدف إلى صرف الأنظار عن الجرائم المستمرة التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد الفلسطينيين في غزة، بما في ذلك عمليات التطهير العرقي، وأن هذه العقلية المتطرفة لا تدرك الارتباط الوجداني والتاريخي والقانوني للشعب الفلسطيني بأرضه وأنه شعب صاحب حق في أرضه وليسوا دخلاء أو مهاجرين، ولم يتجاوز البيان التدمير المروّع والكامل لقطاع غزة وعمليات القتل والدمار دون أي شعور إنساني أو مسؤولية أخلاقية، جاء هذا البيان بعيد ثلاثة أيام من تأكيد وزارة الخارجية السعودية أن موقف المملكة من قيام الدولة الفلسطينية راسخ وثابت لا يتزعزع، وتشديدها على أن لا علاقات دبلوماسية مع إسرائيل من دون قيام دولة فلسطينية مستقلة.

تعي المملكة العربية السعودية جيداً أنها أمام مسؤولية تاريخية كبيرة، ومنعطف سياسي خطير إزاء القضية الفلسطينية سيكلفها الكثير من الجهود لوقف هذا الطوفان السياسي الجارف تجاه قضية التزمت المملكة منذ عهد مؤسسها الأول حتى اللحظة التي يتسنم قيادتها الحكيمة الملك سلمان بن عبدالعزيز بمواقف راسخة لا تقبل المزايدات السياسية ولا التهديدات الاقتصادية... والتاريخ خير !


ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا