عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

"مخاطرة إستراتيجية كبيرة".. "ترامب" يهدّد والأردن بقطع المساعدات إذا لم يستقبلا سكان غزة

تم النشر في: 

11 فبراير 2025, 7:56 صباحاً

أفصح الرئيس دونالد ترامب؛ عن نبرة جديدة في السياسة الخارجية، إذ يشدّد على استخدام المساعدات الأمريكية كورقة ضغط إستراتيجية. ففي تصريحاتٍ أدلى بها على متن طائرة الرئاسة، أعلن ترامب -بكل صراحة- أنه قد يتخذ خطوة جذرية بقطع المساعدات عن كل من والأردن؛ في حال رفض البلدان استقبال اللاجئين الفلسطينيين المُراد ترحيلهم من قطاع غزة، وهذه الخطة التي طرحها ترامب لا تقتصر على مجرد نقل السكان، بل تشمل إعادة تصميم القطاع من خلال تطويره عقارياً، حيث وصف غزة بأنها "منطقة هدم" بحاجة إلى إعادة بناء شاملة.

رسالة صادمة

تبرز رسالة ترامب الصادمة التي تتضمن رهاناً على استغلال العلاقات الإستراتيجية مع الدول الحليفة في الشرق الأوسط، ولا سيما تلك التي لا تستغني عن المساعدات الأمريكية، فباستخدام هذه الوسيلة الاقتصادية، يسعى ترامب إلى فرض شروطه بشأن استقبال اللاجئين، معتبراً أن قبولهم يُعد خطوة لإعادة "تنظيف" قطاع غزة، وهو أمرٌ رفضته السلطات المصرية والأردنية بشكلٍ قاطعٍ، حيث اعتبرتا ذلك تعدياً على سيادتهما ومساساً بحقوق الشعب الفلسطيني.

وواجهت أفكار ترامب ردود فعل غاضبة ومستنكرة من قِبل المسؤولين في مصر والأردن، اللذين أكّدا مرارًا على التمسك بسيادتهما وحقوق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم. ففي تصريحاتٍ رسمية، أشارت وزارة الخارجية المصرية، إلى أن أيّ محاولة لتهجير الفلسطينيين أو تغيير معالم واقعهم ستؤدي إلى تفاقم الأزمة الإقليمية وتعميق الانقسامات السياسية والاجتماعية. من جهتها، شدّدت المملكة الأردنية على رفضها المُطلق لأي خطواتٍ قد تؤدي إلى تغييرٍ جذري في التركيبة السكانية، خاصةً في ظل التاريخ الطويل من الاضطرابات التي عانتها المنطقة، وفقاً لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية.

انتهاك القيم

وفي هذا السياق، يُبرز رد الموقف العربي أهمية الحفاظ على الهوية الوطنية والاستقلال السياسي، حيث يرى المسؤولون الأردنيون والمصريون أن استخدام المساعدات الأمريكية كأداة ضغطٍ يعد انتهاكاً للقيم والمبادئ التي تحكم العلاقات الدولية، واعتبر عديدٌ من الخبراء أن مثل هذه السياسات قد تؤدي إلى تداعياتٍ خطيرة على استقرار المنطقة، إذ قد تُفضي إلى زعزعة الثقة بين الدول الحليفة، وتعطيل آليات التعاون المشترك في مواجهة التحديات الإقليمية.

ومن الجانب الأمني، أثارت تصريحات ترامب مخاوف جدية بين المحللين، إذ إن نقل أعداد كبيرة من الفلسطينيين خارج غزة قد يفتح الباب أمام تداعياتٍ غير متوقعة على أمن الدول المجاورة. إذ إن أيّ تغييرٍ جذري في الوضع السكاني يمكن أن يؤدي إلى زيادة الضغوط على النظم الأمنية في مصر والأردن، خاصةً في ظل المخاوف المتزايدة من تجدُّد العنف وصعود التيارات المتطرفة. يرى بعض المحللين أن مثل هذه الخطوات قد تُحفّز ظهور تهديداتٍ جديدة في مناطق مثل سيناء والأراضي الأردنية المجاورة، مما سيُضاعف من تحديات مكافحة الإرهاب والحفاظ على الاستقرار الداخلي.

نقطة تحول

وبينما تستعد الدول العربية للتصدّي لأيّ محاولاتٍ لتغيير الواقع الديموغرافي، يشير الخبراء إلى أن استخدام المساعدات كوسيلة ضغط سياسي يحمل في طياته مخاطرة إستراتيجية كبيرة. إذ قد تُستغل هذه الضغوط للتلاعب بموازين القوى الإقليمية، مما يُعقد عملية الوصول إلى حلول دائمة للنزاعات القائمة في المنطقة. وفي ظل هذا الجو المتوتر، يبقى السؤال قائماً حول قدرة المجتمع الدولي على إدارة الأزمة دون الوقوع في فخ الاستغلال السياسي للأدوات الاقتصادية.

وتشكل تصريحات ترامب نقطة تحول حاسمة في المشهد السياسي، إذ تبرز محاولة إدارة الأزمة باستخدام أدوات القوة الناعمة والعسكرة معاً، وقد أثارت هذه التصريحات تساؤلات حول مدى جدية الولايات المتحدة في مثل هذه السياسات، خاصةً في ظل الاعتماد الكبير للدول العربية على المساعدات الأمريكية. كما أن الموقف الأمريكي الجديد قد يُغير ملامح التحالفات الإقليمية، حيث يمكن أن يؤدي الضغط الأمريكي إلى إعادة تقييم الإستراتيجيات الوطنية للدول الحليفة، مما يُثير قلقاً واسعاً بشأن مستقبل العلاقات في الشرق الأوسط.

ويكمن التحدّي الأكبر في كيفية إدارة تداعيات مثل هذه السياسات على المستوى الدولي، مع تزايد الأصوات التي تنادي بتبني نهجٍ أكثر شمولية يحترم الحقوق الأساسية للشعوب ويضمن عدم استغلال المساعدات كأداة ضغط.

يبقى المستقبل مفتوحاً أمام مشهدٍ سياسي متشابكٍ يسعى الجميع فيه لإيجاد توازنٍ بين مصالح الدول الكبرى وحماية سيادة الشعوب؛ فهل ستتمكن الولايات المتحدة من تحقيق هذا التوازن دون التأثير سلبا على استقرار المنطقة؟

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا