مع إعلان السعودية وبتوجيه من سمو ولي العهد استضافة المحادثات بين روسيا الاتحادية والولايات المتحدة الأمريكية؛ تظهر لك قيمة المملكة حليفاً استراتيجياً له مكانته ودوره في تعزيز الأمن والسلام في العالم، كما تكشف ثقة المجتمع الدولي بهذا الحليف بما فيه القطبان الأمريكي والروسي.
أهم ما يميّز السياسة الخارجية التي تنتهجها المملكة اليوم؛ هي جهودها المتواصلة في دعم الاستقرار السياسي والتنمية الاقتصادية، فلا يمكن في القاموس السعودي الجديد الفصل بين السياسة والاقتصاد، أو أن يتحقق أحدهما على حساب الآخر، وبالتالي هذه المعادلة جاذبة للعالم؛ بأن تجد حليفاً يفكّر بهذه الرؤية التي يتحقق معها السلام الدائم، وليس مجرد إطفاء حرائق مؤقتة، ومن ثم تشتعل مرة أخرى في بؤر الصراع المختلفة.
من هذه السياسة والرؤية للمستقبل، جذبت السعودية حلفاءها بقوتها المعنوية قبل المادية، حيث وجدوا فيها الصدق، والشفافية، والرغبة الحقيقية بأن يعم السلام هذا العالم بدلاً من الحرب، والأمن بدلاً عن الفوضى، والتنمية المستدامة بديلاً عن الفقر والتخلّف، وهذا أحد أهم مراكز الثقل السعودي اليوم الذي مكّنها من استضافة أكثر من 15 قمة دولية وقارية خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو مؤشر مهم على أن الدور السعودي نافذ إلى هذا العالم بإرادة الحليف وليس المنافس الذي يبحث له عن دور، أو مكانة؛ فالسعودية تجاوزت ذلك إلى مرحلة أخرى مختلفة قائمة على تعزيز المصالح المشتركة التي تجعل منها قطباً جديداً، ولاعباً رئيساً في الإقليم والعالم.
كلنا نتذكر دور السعودية في إطلاق 24 مسجوناً بين موسكو والغرب في شهر أغسطس الماضي، والخطاب السعودي المتوازن في الصراع الروسي الأوكراني، والجهود الدبلوماسية السعودية التي قادها سمو ولي العهد شخصياً لحل هذا الصراع منذ مارس 2022، وهي جميعاً تعطي قيمة الحياد السعودي في التعاطي مع القضايا السياسية، وكسب الجميع إلى طاولة المفاوضات للحل، والمساهمة في تحقيق هذا الحل أيضاً.
بعيداً عن ما ستفسر عنه المحادثات الأمريكية- الروسية من نتائج ومكاسب؛ إلّا أن الترقب العالمي لها مهم جداً، والأهم بالنسبة لنا كسعوديين أن بلادنا مستضيف، وداعم، وهي رسالة فوق السطور بأن القضايا الكبرى في هذا العالم لها حلفاؤها الذين يستطيعون حلها، ويقفون مع الكبار في مهمة كونية لإحلال السلام والاستقرار العالمي، وهي المهمة التي لا يمكن للضعفاء أو الصغار أن يعرفوا حجمهم، إلّا بعد أن يروا السعودية في كل مرة تقف على المسرح العالمي الجديد حليفاً وصانعاً للقرار.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.