عرب وعالم / السعودية / عكاظ

الوسيط المؤهل لإدارة ملفات السلام

وصل العالم إلى شفير الخطر الحقيقي الذي يهدد بحرب عالمية ثالثة عندما اشتد أوزار الحرب بين روسيا وأوكرانيا دون أدنى بصيص أمل لتهدئتها. أوكرانيا ومعها أمريكا بكل ثقلها بالإضافة إلى أوروبا في مواجهة روسيا؛ القطب الأعظم الثاني بترسانته العسكرية وجيشه الضخم والإحساس المؤلم بمواجهته لبلد كان قطعة منه، وانحياز الغرب بأكمله مع غريمه.

لم تكن ثمة فرصة لمباحثات سلام؛ لأن الكل منخرط في الحرب بشكل مباشر وغير مباشر، وغير المنخرطين فيها ليسوا مؤهلين لمنحهم ثقة الحياد في التوسط، ثم من يستطيع التوسط في حرب تكون أمريكا طرفاً فيها. في عهد الرئيس وصل التوتر بين روسيا وأمريكا حداً خطيراً بسبب الدعم المفتوح لأوكرانيا، وممارسة الضغط على الكتلة الأوروبية لاتخاذ موقف متشدد من الحرب لصالح أوكرانيا. وصلت الأمور درجة الترقب لانزلاق العالم في كارثة خطيرة عندما بدأ التلويح باستخدام السلاح النووي، وهو سلاح لا يمكن ضمان عدم استخدامه من قبل دولة جُرحت كرامتها وتكتلت أوروبا وأمريكا ضدها بشكل شديد الاستفزاز.

خلال تلك السحابة السوداء التي ظللت العالم كانت هناك دولة واحدة تتمتع بعلاقات جيدة مع كل الأطراف، وتقف على مسافة متساوية معها، ولها تجارب ناجحة في قيادة عمليات سلام بين أطراف متنازعة بتقريب وجهات النظر وتقليص مساحة الاختلاف والصبر والدأب والقدرة على الدفع بملفات الوساطة إلى نقاط الالتقاء. وبالنسبة للحرب الروسية - الأوكرانية نجحت في الوساطة لإطلاق سجناء حرب، ولم تنقطع اتصالاتها مع كل الأطراف المعنية فاكتسبت الثقة والمصداقية من الجميع. هي المملكة التي عندما جاءت الإدارة الأمريكية الجديدة وطرحت موضوع السلام بين المتحاربَين لم تجد غيرها مكاناً لهذه الحدث التأريخي.

مساء الإثنين، وصل الرئيس الأوكراني زيلينيسكي في زيارته الرابعة للمملكة منذ اندلاع الحرب، ووصل معه في ذات المساء الخارجية الأمريكي، مرفوقان بوفدين لبدء مباحثات من أجل السلام، وقد صرح الرئيس الأوكراني بأن لقاءه مع ولي العهد كان متميزاً، وشكر المملكة على جهودها، وأكد أن للمملكة دوراً محورياً في المنطقة والعالم. هذه الخطوة تمثل تمهيداً للقاء الأكبر الذي ينتظره العالم في المملكة قريباً لإنهاء الحرب وتدشين مرحلة السلام.

المملكة سجلت بصمات كثيرة في أحداث مفصلية بين دول عديدة، لكن بدء محادثات إنهاء أخطر حرب بعد الحرب العالمية الثانية على أرضها سيكون بصمة مختلفة في سجلها السياسي المشرف.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا