12 مارس 2025, 10:03 صباحاً
كشف الكاتب محمد الهاجري؛ في مقاله المنشور في صحيفة "اليوم" السعودية، عن ظاهرة خطيرة، حيث لم يعد التسوّل مجرد انعكاس للفقر والحاجة؛ بل تحوّل -في بعض الأحيان- إلى تجارة مربحة تمتهنها شبكات منظمة، تستغل تعاطف الناس وتحول الرحمة إلى وسيلة لجني الأموال بطرق غير مشروعة.
واستعرض الكاتب في مقاله "عندما يصبح التسوّل مهنة!" أبعاد هذه الظاهرة، مشيراً إلى أن التسوّل لم يعد مقتصراً على المحتاجين الحقيقيين؛ بل أصبح غطاءً لكثيرٍ من أساليب الاحتيال والتلاعب بمشاعر المجتمع. ويوضح أن هناك فئة من المتسوّلين تعيش على استجداء المارة، رغم قدرتهم على العمل وكسب رزقهم بكرامة.
وتناول المقال محاور عدة، أبرزها التفرقة بين المتسوّل المحتاج الذي تدفعه الظروف القاسية إلى مد يده طلباً للعون، وبين مَن جعل من التسوّل "وظيفة" لا تتطلب جهداً سوى استدرار عطف الآخرين.
واستشهد الكاتب الهاجري؛ بحديث النبي -صلى الله عليه وسلم-: "لأن يأخذ أحدكم حبله فيأتي بحزمة من حطب على ظهره فيبيعها، فيكف بها وجهه، خير له من أن يسأل الناس، أعطوه أو منعوه" (رواه البخاري)، ليؤكّد أهمية العمل والسعي بدل الاتكال على الغير.
وكشف الكاتب في مقاله عن التطورات التي شهدها التسوّل، حيث لم يعد مقتصراً على الطرق التقليدية، بل بات يتخذ أشكالاً جديدة تتناسب مع العصر، مثل: التسوّل الإلكتروني: عبر طلب المساعدة على وسائل التواصل الاجتماعي بطرق خادعة. التسوّل عبر الأطفال: حيث يتم استغلال الأطفال لزيادة التعاطف وكسب المال. التسوّل الموسمي: مثلما يحدث خلال شهر رمضان أو في الأماكن المقدّسة. التسوّل بالحيلة: عبر ادعاء المرض أو العجز الجسدي لكسب تعاطف الناس.
وأشار الكاتب إلى أن هذه الظاهرة ليست مجرد مشكلة اجتماعية؛ بل تحمل في طياتها أبعاداً أخلاقية خطيرة، لأنها تستنزف مشاعر الخير لدى الناس وتقلل من روح التكافل الحقيقي، حيث يذهب العطاء لغير مستحقيه، بينما يبقى المحتاج الحقيقي في الظل، يعاني بصمت.
وطرح الهاجري؛ في مقاله تساؤلاً مهماً: هل العطاء العشوائي يصب في مصلحة المحتاج، أم أنه يغذي دائرة التسوّل والاحتيال؟ ويجيب بأن العطاء بلا وعي قد يزيد من تفشي الظاهرة، داعياً إلى توجيه المساعدات عبر المؤسسات والجمعيات الخيرية الموثوقة، لضمان وصولها إلى مستحقيها الفعليين.
وأنهى الكاتب السعودي مقاله بمقولة معبرة: "لعطاء بلا تفكير، كالمطر بلا نظام، قد يروي الأرض، لكنه قد يغرقها أيضاً".. داعياً الجميع إلى إعادة النظر في كيفية تقديم المساعدة، لضمان تحقيق الأثر الإيجابي دون أن يتحوّل التعاطف إلى استثمارٍ غير مشروع.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.