15 مارس 2025, 1:05 مساءً
#ناصية :
أفتخر أنني أدخلتُ إلى القواميس فعل "سَنّبَ يسنّبُ فهو سنّاب" على وزن "فعّال"، وسجّلتُ هذا الاشتقاق على كفالتي اللغوية عام ٢٠١٥م.
حسنا يا قوم ...
إذا أَردنا للُغتنا العَربيَّة أَن تتطوّر؛ فلابدَّ أَن نُوسِّع باب "الاشتِقَاق"، الذي يَعتَمد على "القيَاس"، ولا يكتفي بالسَّمَاع، لأنّ بعض فلاسفتنا وأَسَاتذتنا في اللُّغة، أغلقوا باب "الاشتقَاق"، كما أغلق الفُقهَاء بَاب "الاجتِهَاد" في الفِقه..!
دعونا فِي البدَاية نُعرِّف "الاشتقَاق"، وهو تَوليد عِدَّة كَلِمَات مِن جَذرٍ لُغوي وَاحِد، فمثلاً: الفِعل "كتَبَ"، جَذره اللُّغوي "الكَاف والتَّاء والبَاء"، لِذَا نَستَطيع أَنْ نَشتقُّ مِنه "يَكتب وكِتَاب، ومَكتوب ومَكتبَة ومَكتَب، وكَتَّاب وكُتَّاب، وكَاتِب وكُتب ومُكَاتبة،......إلخ.
كُلّ هَذه الاشتقَاقَات مِن جَذرٍ لُغوي وَاحد.. وهَكَذا يُعَدُّ الاشتقَاق إضَافةً للُّغَة، وإحيَاءً لَهَا، ولكن شيخنا العَالِم اللُّغوي "ابن فارس"، له رَأيٌ آخر حيث يقول : (ليس لنا اليَوم أَنْ نَختَرع؛ ولَا أَنْ نَقول غَير مَا قَالوه، ولَا أَنْ نَقيس قِيَاساً لَم يَقيسوه، لأنَّ فِي ذَلك فَسَاد اللُّغَة، وبُطلَان حَقَائقها)..!
هذا الكلام لم يُعجب الكثيرين مِن أَهْل اللُّغة والغَيورين عَليها، ولَعلَّ آخرهم في هذا الزمان، الشَّاعر العراقي الكبير "معروف الرصافي"، حَيثُ قَال فِي كِتَابه "الآلَة والأدَاة":
(كلام "ابن فارس" ليس بشَيء، ويَا لَيتَ شعري أَي فَسَاد يَحصل في اللُّغة إذَا قُلنا "مَنفوع" مِن نَفع؛ وقَد صَرّح "أبوحيَّان" أنَّه لَا يُقال مَنفوع مِن نَفع لأنَّه غَير مَسموع؛ وأَي فَسَاد يَحصل فِي اللُّغَة، إذَا قُلنَا مِن الفَهم "انفَهم"، أَو قُلنَا مِن السَّخط "سَخَّط" -بتشديد الخاء-، وقد ذَكروا في كُتب اللُّغة أَنْ ذَلك لَا يُقال لأنَّه غير مسموع!
وأَي فَسَاد يحصل في اللُّغَة، إذَا قُلنا مِن الحصُول "استَحصَل"، ومِن الحَصَانَة أَو الحِصن "استَحْصَن"، ولَم أرَ في كُتب اللُّغَة مَن ذَكرهما، لأنَّهما غَير مَسموعين... إنَّما الفَسَاد -كُلّ الفَسَاد- في مَنع ذلك كُلّه، لأنَّه بمَنعه يَختلّ القِيَاس، واختِلَال قِيَاس اللُّغة في تَوليد كَلِمَاتها، أَجْدَر أَن يُعدُّ مِن الفَسَاد فِيهَا)..!
حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!
بَقي أَن نُؤكِّد ونقول: إذا أَردنَا للُغَتِنَا أَن تتطوَّر، فيَجب أَن نَفتَح باب الاشتقاق والقياس من المسموع، ولا نوقف ذلك بحجّة أن هذه الكلمة أو تلك غير مسموعة ولم ينقلها لنا الأقدمين!
وسأكون أوّل المُتهوّرين، وأُضيف إلى قاموس لغة الضاد فِعل "سَنَّبَ يُسَنِّبُ تَسْنِيباً"، أَي صَوّر نَفسه بـ"سنَاب شَات"، ويُقال: رَجُلٌ سَنَّاب، وامرَأةٌ سنَّابة، على وزن: رَجُلٌ كَذَّاب وامرَأةٌ كَذَّابة.
ومن طرائف ما أروي عن هذا الاشتقاق؛ أنني عَلّمتُ أَحدهم كيف يستخدم "السنَاب شَات"، فلمّا أَجاده وصار نجماً من نجومه شَتَمني! فقُلت :
أُعلِّمه السِّنابةَ كلّ يومٍ ..
فلمّا صَارَ سنّاباً هجانِي!!
وأتذكر أنني زرت قبل سنوات جمهورية كوسوفا فشاهدت كثيراً من الفتيات الحسناوات يقدن السيارات الفخمة مثل الأودي والرنج .. فقلتُ:
بنتٍ على أودي وبنتٍ على رنج ..
والعرفج "السنّاب" يمشي مع الناس..!
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.