عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

18 ساعة هزت البيت الأبيض.. كيف غيّر "ترامب" موقفه من فرض التعريفات الجمركية؟

تم النشر في: 

10 أبريل 2025, 3:22 مساءً

في مشهد يذكّر بأيام الأزمات الكبرى، شهد البيت الأبيض خلال 18 ساعة فقط تحولاً جذريًا في واحدة من أهم سياسات الرئيس دونالد ترامب المتعلقة بفرض التعريفات الجمركية على أكثر من 100 دولة في العالم، فمن قمة التصلب إلى حافة التراجع، تكشفت الدراما خلف الكواليس، حيث اصطدمت القناعات الأيديولوجية بواقع الاقتصاد العالمي، وكشفت هشاشة الموقف أمام تهديدات ركود مدوّي وغضب حلفاء تقليديين.

ضغوط جمهورية

وتصاعدت الأزمة مع افتتاح الأسواق أمس الأربعاء، حيث شهدت وول ستريت أسوأ أداء لها منذ الأزمة المالية لعام 2008. مصادر مقربة من البيت الأبيض كشفت أن ترامب تلقى 12 تحذيرًا من مستشاريه الاقتصاديين خلال ساعات الصباح الأولى، بينما كانت غرف العمليات تشتعل بتحذيرات من انهيار وشيك في قطاعات الزراعة والصناعة، وفقًا لصحيفة "واشنطن بوست".

ومساء الثلاثاء، تحولت حلقة شون هانيتي على قناة "فوكس نيوز" إلى جلسة طوارئ غير معلنة. ثمانية من أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين، بمن فيهم قادة لجان الماليات والتجارة، استغلوا ظهورهم التلفزيوني لإرسال رسائل مشفرة لترامب. مصادر متطابقة أكدت أن السناتور كينيدي أجرى اتصالاً خاصًا خلال الاستراحة التجارية، محذرًا من "كارثة انتخابية" في ولايات الغرب الأوسط الزراعية.

خطة طوارئ

وشهدت ليلة الثلاثاء مكثفة بين ترامب وستة قادة أوروبيين. المفوضية الأوروبية أعدت خطة طوارئ شملت 214 سلعة أمريكية مستهدفة، بينما هددت بوقف كامل لشراء المنتجات الزراعية. والسفير السويسري في واشنطن تسلم مذكرة احتجاج رسمية في منتصف الليل، بينما كانت أسواق الذهب تشهد ارتفاعات قياسية.

وبحلول الساعة 8 صباحًا الأربعاء، فقد مؤشر داو جونز 8 % من قيمته. جيمي ديمون، رئيس جي بي مورجان، خصص مقابلة تلفزيونية كاملة للتحذير من "إعصار اقتصادي" قادم. وثائق داخلية حصلت عليها صحف أمريكية أظهرت أن وزارة الخزانة كانت تعد سيناريوهات لإنقاذ بنوك كبرى من الانهيار.

غرفة عمليات

في الجناح الغربي، تحول المكتب البيضاوي إلى غرفة عمليات. ترامب قضى 90 دقيقة مع وزيري الخزانة والتجارة، بينما كان نائبه ينسق مع الكونغرس. مساعدون وصفوا المشهد بأنه "أقرب إلى غرفة حرب"، حيث تمت مناقشة 3 سيناريوهات للتراجع قبل اختيار الأقل ضررًا سياسيًا.

والمثير أن ترامب اختار إعلان التراجع عبر "تروث سوشيال" دون إعلام حتى أقرب مستشاريه. مصادر كشفت أن الخارجية علم بالقرار أثناء وجوده في اجتماع مع نظيره الألماني. هذا التكتيك أثار غضبًا صامتًا بين الجمهوريين، حيث وجد العديد من أعضاء الكونغرس أنفسهم في موقف محرج أمام ناخبيهم.

فقدان السيطرة

ويرى خبراء سياسيون أن هذه الحادثة كشفت عن تحول خطير في سياسة ترامب. تحليلات أولية تشير إلى أن الرئيس بدأ يفقد السيطرة على جناحه المتشدد، بينما تزداد نفوذ الأصوات المعتدلة في إدارته. الأسئلة الآن تتركز حول ما إذا كان هذا التراجع سيؤثر على مواقفه من قضايا أخرى مثل الهجرة أو السياسة الخارجية.

وبينما يحاول كل طرف تقديم الرواية التي تخدم مصالحه، يبقى السؤال الأكبر : هل كانت هذه الـ18 ساعة مجرد مناورة تكتيكية في لعبة شطرنج كبرى، أم أنها البوابة التي ستدخل منها أمريكا إلى مرحلة جديدة من السياسة الاقتصادية؟ وكيف سيؤثر هذا التحول على المعادلات السياسية قبيل الانتخابات الرئاسية.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا