عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

منتدى الاستثمار الرياضي.. بين الطموح التنظيمي والتحديات الواقعية

تم النشر في: 

13 أبريل 2025, 9:12 صباحاً

منذ انطلاق رؤية 2030، تحوّلت المنتديات والمؤتمرات في المملكة إلى منصّاتٍ نوعيّة لصناعة التأثير، وبناء العلاقات، واستشراف المستقبل. وفي مختلف القطاعات، نجحت بلادنا في تنظيم فعّاليات عالميّة تميّزت باحترافية التنظيم، وعُمق النقاش، ونوعية الحضور، مثل: منتدى مستقبل الاستثمار، ومنتدى LEAP، ومنتدى مبادرة السعودية الخضراء، وغيرها من الفعّاليات الكبرى التي رسّخت صورة المملكة؛ بوصفها دولةً قائدةً في التخطيط والتنفيذ، وأصبحت مرجعاً عالمياً في الحضور والمخرجات؛ ما رفع سقف التوقعات من كل منتدى يُنظَّم على أرضها.

امتداداً لسلسلة النجاحات السابقة، جاءت التوقعات مرتفعةً عند الإعلان عن منتدى الاستثمار الرياضي بنسخته الأولى؛ خصوصاً في ظل الطفرة التي يشهدها القطاع الرياضي في المملكة، من حيث الاستضافة، الحوكمة، الاستثمار والشراكات العالمية.

لكن على خلاف ما اعتدناه من المنتديات السابقة، لم يحظَ المنتدى في نسخته الأولى بالأثر المتوقع ولا بالحضور المأمول. بعض الجلسات بدت تقليدية وافتقرت إلى العُمق، بينما تكرّر طرح بعض المواضيع دون فتح آفاقٍ جديدة أو تقديم أفكارٍ تواكب حيوية السوق الرياضي في السعودية. لم يكن مستوى الضيوف، ولا نوعية النقاشات، على قدر الطموح الذي ترسمه المملكة، ولا على قدر مكانتها في المشهد الرياضي العالمي.

فعلى سبيل المثال، بينما تسجّل منتديات أخرى حضوراً نوعياً من صُنّاع القرار حول العالم، غابت عن المنتدى أسماءٌ كان من الممكن أن تصنع فارقاً كبيراً في الطرح والتأثير. وهذا التباين لم يكن تفصيلاً بسيطاً؛ بل كان مؤشراً على الحاجة إلى إعادة صياغة المنتدى ليكون أكثر احترافيةً واتصالاً بالواقع الرياضي والاستثماري.

واليوم المملكة لم تعد مجرد مستضيفٍ للفعّاليات الكبرى؛ بل أصبحت صانعاً للمشهد الرياضي العالمي؛ من الفورمولا 1، إلى السوبر الإسباني، إلى بطولات الجولف والتنس، إلى استضافة كأس آسيا 2027، وكأس العالم 2034، وكذلك كأس العالم للرياضات الإلكترونية. وكلها شواهد على مكانة المملكة ودورها المتنامي في قيادة مستقبل الرياضة عالمياً.

وفي ظل هذا الزخم المتصاعد، فإن غياب منتدى استثماري نوعي قد يعني تضييع فرص ثمينة لبناء شراكاتٍ طويلة المدى، واستقطاب رؤوس أموالٍ عالمية تُسهم في تعظيم العائد الاقتصادي من هذا الحضور الرياضي اللافت.

وقدّرت تقارير اقتصادية حجم العوائد المتوقعة من قطاع الرياضة في المملكة بمليارات الريالات خلال السنوات المقبلة، ما يؤكّد أن الرياضة ليست ترفاً؛ بل رافد اقتصادي جاد ضمن مستهدفات الرؤية. وعلى الرغم من أن وسائل الإعلام قامت بدورها في نقل المنتدى، إلا أن ذلك لم يكن كافياً لصناعة التأثير المطلوب؛ ما يفتح التساؤلات حول المحتوى المقدَّم، ومستوى الجلسات، ومدى القدرة على جذب اهتمام الشركاء والجمهور المحلي والدولي بما يتناسب مع أهمية القطاع وتطلعات المملكة.

وقُوبلت مخرجات المنتدى بتفاعلات متباينة في الأوساط الرياضية والاقتصادية؛ فبينما اعتبره البعض خطوةً أولى لا ترقى إلى طموحات بلادنا، رأى آخرون أن الفعّالية لم تنجح في مواكبة الزخم العالمي الذي تقوده المملكة في قطاع الرياضة، سواء على مستوى الحضور أو الطرح أو التأثير.

نأمل أن تحمل النسخة القادمة للمنتدى نقلةً نوعيةً في المحتوى والضيوف والتنظيم، تعكس طموح المملكة، وتواكب حجم التحولات التي يعيشها القطاع. وقد يكون من المفيد مستقبلاً تشكيل لجنة عُليا تضم وزارة الرياضة ووزارة الاستثمار والقطاع الخاص، تضع أجندة المنتدى وترتقي به إلى مستوى التطلعات.

ختام القول..

ليبلغ المنتدى مكانته الحقيقية، ويعكس حجم التحوُّل الرياضي في السعودية، لا بد أن يحظى بتشريفٍ رفيعٍ يوازي طموحه. تشريف المنتدى في نسخه القادمة بحضور الوزراء أصحاب العلاقة، إلى جانب كِبار المسؤولين، سيبعث برسالة قوية تعكس مكانة المملكة القيادية، ويبرز تكامل الجهود بين القطاعات، وموقع الرياضة كأحد روافد الاستثمار الوطني. كما أن تخصيص جلسات حوارية لهؤلاء الوزراء سيُضفي مزيداً من العُمق على النقاشات، ويعزّز ارتباط المنتدى بصُنّاع القرار. هذا الحضور، وما يصاحبه من مشاركةٍ فاعلة، سيمنح المنتدى ثقله الحقيقي ومكانته المستحقة، ويؤكّد أن المملكة لا تكتفي بصناعة الأحداث؛ بل تمضي بثباتٍ في بناء قطاع رياضي استثماري عالمي، وتقود تحولاً غير مسبوقٍ في مفهوم الاستثمار الرياضي، بكل ما تحمله الرؤية من طموحٍ واقتدار.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا