14 أبريل 2025, 5:16 صباحاً
قال الباحث في الميكروبيولوجيا الطبية نبيل مردد؛ إن الأوبئة تُعَد من الظواهر التي تنشأ نتيجة تفاعلٍ معقدٍ بين الإنسان والبيئة والكائنات الحية الأخرى، حيث تبدأ غالباً بانتقال ميكروبٍ من الحيوان إلى الإنسان، كما حدث مع كثيرٍ من الفيروسات، مثل كورونا وإنفلونزا الطيور، ويحدث ذلك عندما تتحوّر الفيروسات داخل أجسام الحيوانات بشكلٍ يجعلها قادرةً على إصابة الإنسان، ومن ثم الانتقال من شخصٍ لآخر بشكلٍ متسارعٍ، خاصة في ظل انعدام المناعة المُسبقة لهذه الفيروسات الجديدة.
وقال مردد؛ في حديثه لـ «سبق»، إن التغيرات البيئية مثل إزالة الغابات تجعل البشر أقرب للحيوانات البرية مما يزيد فرص الاحتكاك المباشر وانتقال العدوى، وتؤكّد الأبحاث المنشورة في دوريات علمية مرموقة، مثل "نيتشر" وغيرها، أن نشاط الإنسان في تغيير استخدام الأرض أسهم في تسريع ظهور أمراضٍ جديدة.
إلى جانب ذلك تلعب العولمة والتنقل السريع دوراً مهماً في انتشار العدوى، حيث يمكن أن تنتقل الأمراض خلال ساعاتٍ من قارةٍ إلى أخرى عبر حركة السفر والتجارة دون أن تُكتَشف في وقتٍ مبكرٍ، كما أن ضعف الأنظمة الصحية في بعض الدول يمنح العدوى فرصة للانتشار دون مقاومةٍ حقيقية؛ مما يحوّل تفشياً صغيراً إلى كارثة واسعة.
وأضاف مردد؛ أن التغيُّر المناخي يُسهم في توسيع نطاق الحشرات الناقلة مثل البعوض ويؤدي ذلك إلى عودة وانتشار أمراض كانت محصورة في مناطق معيّنة مثل الملاريا وحمّى الضنك.
كل هذه العوامل تتداخل لتصنع بيئة خصبة لظهور الأوبئة مما يستدعي نهجاً عالمياً شاملاً يدمج بين صحة الإنسان والحيوان والبيئة لمنع الكارثة التالية قبل أن تبدأ.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.