16 أبريل 2025, 9:49 مساءً
تُعد فئة الموظفين القدامى في أي منظمة عنصرًا أساسيًّا في تشكيل بيئة العمل وثقافتها؛ فهؤلاء الموظفون لا يحملون فقط خبرات تراكمية ومهارات مهنية عالية، بل يمتلكون أيضًا تأثيرًا نفسيًّا وسلوكيًّا كبيرًا على الموظفين الجدد، قد يكون بنَّاء أو هدَّامًا، بحسب طبيعة شخصياتهم وولائهم واتجاهاتهم نحو المنظمة.
عندما يكون الموظف القديم إيجابيًّا، مخلصًا، ويتمتع بروح المبادرة والانتماء، فإنه يصبح قدوة يقتدي به الجميع؛ إذ ينقل القيم التنظيمية بطريقة عملية، ويمنح الموظفين الجدد شعورًا بالأمان المهني والوضوح في المسار.
مثل هؤلاء الموظفين يمثلون أركانًا حقيقية للتنمية المؤسسية، ويُشكِّلون حلقة وصل بين الإدارة العليا والكوادر المستجدة، بما يُسهم في تسهيل الاندماج وتثبيت ثقافة العمل الصحيحة.
لكن في المقابل، هناك موظفون قدامى يُعتبرون معاول هدم داخل المنظمة، وذلك عندما يتبنون سلوكيات وتصرفات سلبية، مثل مقاومة التغيير، أو نشر الإحباط، أو تشويه صورة الإدارة والانضباط، ودفع الموظفين نحو عدم الاهتمام وتجاهُل تعليمات الإدارة، أو حتى ممارسة التنمُّر ضد الموظفين المنضبطين والجدد.
هذا النمط من السلوك قد ينشأ من شعورهم بالتهديد من التغيير، أو من غياب التقدير الوظيفي؛ ما يدفعهم لتكوين أحزاب وتكتلات داخلية، ومجموعات تُضعف الروح الجماعية، وتعرقل أداء فِرق العمل، وتقود إلى ضعف السلوك التنظيمي.
الخطورة تكمن في أن الموظف الجديد يبحث عن الانتماء والصداقات، وتكوين العلاقات، والاندماج مع فريق العمل.. وقد يتأثر سريعًا بما يراه من ممارسات.. فإذا صادف قدوة سيئة، أو التحق بمجموعة لا مسؤولة، كل اهتمامها في القيل والقال والغيبة ونشر ثقافة الكسل، فإنه قد يتبنى تلك السلوكيات السلبية التي تؤثر على إنتاجيته وعلى علاقته بالمنظمة، وربما يصبح مع مرور الوقت نسخة مكررة من الموظف القديم المسيء.
بينما وجود قدوة إيجابية يعزز الالتزام المهني، ويسهم في بناء ثقافة تنظيمية صحية.
من هنا تظهر مسؤولية الإدارة في مراقبة هذا التأثير غير المباشر، والعمل على تمكين الموظفين القدامى الإيجابيين، وتحفيزهم للعب أدوار قيادية غير رسمية. كما ينبغي التصدي للسلوكيات السلبية بحزم ووضوح، مع توفير بيئة تُشجع على الممارسات الإيجابية والشفافية المهنية.
يجب تحفيز كل مهتم، وتنبيه كل سيئ، وتذكيره بأن أساليبه مكشوفة، وسيتم التعامل معه بكل صرامة في حال عدم التوقف عن زعزعة الأداء داخل بيئة العمل.
وفي النهاية يظل الموظف القديم حجر زاوية في منظومة العمل، فإما أن يكون مصدرًا للنهضة والتطوير، أو عاملاً من عوامل التراجع والتدهور؛ لذا فإن الاستثمار في هذه الفئة ينبغي أن يكون استراتيجيًّا ومدروسًا؛ لضمان استدامة النجاح المؤسسي.
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.