«إني أغار؛ فليت الناس ما خلقوا
أو ليتهم خلقوا من غير أجفان
إن لم يروك فصوتٌ منكِ يسحرهم
يا ليتهم خلقوا من غير آذان».
لا شيء يضفي على الحب نكهة ألذ من الغيرة المعقولة، فهي تلك المشاعر التي تُحول العاشق الوديع إلى نمر شرس، والمرأة العاقلة إلى مُحقق بوليسي.
وأكرر؛ الغيرة المعقولة المُعتدلة وهذا -إن وجدت أصلاً- فهي مثل (الفلفل الحار) قليله يعطي نكهة، وكثيره يُحرق القلب ويُهلك العلاقة.
واعذروني إن ربطت الغيرة (بالبهارات) والتوابل، ربما لأني أكتب هذا المقال وأنا (جائعة) وأنتظر وجبة الغداء، بكل صراحة وبدون حياء.
وربما لأن الشيء بالشيء يذكر؛ فهناك حكمة مشهورة تقول: إن القليل من الغيرة كالملح في الطعام، لكني تعمدت تشبيهها (بالفلفل) لأنها حراقة تقع في قلب صاحبها وتجعله (سبايسي).
وبما إني (رومانسية) اليوم على غير عادة، خصيت مقالي عن الغيرة في الحب و(بلاويها) التي قد تجعل أي امرأة تفقد صوابها ووقارها، وتجعل الرجل العاشق يتصرف كالأحمق أو المجنون.
تذكرت موقفاً حدث لصديقة لي ولن أقول عنها مجنونة أو حمقاء لأنها بالفعل كذلك.
وبالمناسبة؛ أنا لا أغتابها والعياذُ بالله، فهي تقرأ مقالاتي باستمرار وتعرف نفسها جيداً.
هذه المرأة كانت مخطوبة لرجل نبيل جمع بينهما الحُب وفرقتهما الغيرة، ورغم أنها كانت تحبه إلا أن العلاقة بينهما وصلت إلى طريقٍ مسدود بسبب الغيرة غير المنطقية!
فانفصلا عن بعضهما بكل رقي وهدوء، ولكنها بعد فترة قررت أن تذهب إليه لتصفي الحسابات لكنه لم يفتح لها الباب، وبما أنها نموذج بشري صحيح «لنظرية داروين» ذهبت بتفكيرها إلى أنه يخونها مع امرأة أخرى قد تكون سبقتها إليه.
فما كان منها إلا أن نزلت إلى مواقف السيارات وبحثت عن سيارته (الكوبيه) الجديدة وبنشرت له الأربع كفرات، ولم تكتفِ (المهبوله) بذلك، بل حطمت له الزجاج الأمامي للسيارة بمساعدة سائقها انتقاماً منه!
ومع مرور الوقت تأكدت في ما بعد أن الرجل كان (يا حبة عيني) وحيداً كماء البئر تلك الليلة، ولم يكن برفقته إلا (العفاريت)، لكنه فضل البقاء وحيداً والتأمل في حياته البائسة مع امرأة غيورة تعتقد أن التخريب هو فن من فنون إثبات الحب.
يُقال: «في الحب والحرب كل شيء مُباح»، ومن هذا المنطلق اسمحي لي يا عزيزتي المرأة أن أعطيك عدة نصائح سوف تُفيدك في علاقتك مع الرجل.
أولاً: أعطيه حرية، لكن تتبعيها من على بُعد بجهاز GPS، فالثقة مهمة ولكن راحة بالك أهم.
وكوني معه دائماً في كل مكان حتى في أحلامه، ولكن تعلمي متى تقتربي، ومتى تبتعدي قليلاً، حتى يستطيع (الغلبان) أن يتنفس. وبعد أن يتنفس ذكريه أن الرئتين فيه هما أيضاً ملكٌ لكِ.
ولكن حذارِ أن تخنقيه؛ بل اجعليه يشعر أن الهواء مشروط بموافقتك ورضاكِ.
وباختصار؛ تعلمي متى تُرخي الحبل معه ومتى تشديه، حتى لا يلتف حول عنق العلاقة فيخنقها ثم تموت.
وفي كل الأحوال؛ لا تتركيه يشعر بأنه حُر أكثر من اللازم.
والله يقدرني على فعل الخير.
أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.