أثارت قضية الدكتور جودة عواد، الطبيب المصري المعروف بتقديم وصفات علاجية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، جدلاً واسعاً في الأوساط الطبية والإعلامية في مصر.

وتصاعدت الأزمة بعد قرار هيئة التأديب بنقابة الأطباء المصريين، (الخميس)، بإيقافه عن ممارسة المهنة لمدة عام بسبب مخالفات مهنية.

تعود بداية الأزمة إلى أبريل 2022، عندما رصدت نقابة أطباء مصر تدوينة لطبيب على منصة «فيسبوك»، اُتهم فيها الدكتور جودة عواد بالتسبب في وفاة طفلة تبلغ من العمر 15 عاماً.

وفقاً للتدوينة، وصلت الطفلة إلى المستشفى في حالة حرجة تعاني من غيبوبة سكر نتيجة ارتفاع شديد في نسبة السكر بالدم.

الطبيب أشار إلى أن الدكتور «عواد» نصح أسرة الطفلة بعدم إعطائها الإنسولين، وهو العلاج المعتمد علمياً لهذه الحالة، واستبدله بأقراص دوائية تؤخذ عن طريق الفم، مما أدى إلى تدهور حالتها ووفاتها.

هذه الواقعة أثارت غضباً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث طالب مواطنون وأطباء بالتحقيق مع «عواد».

نقابة الأطباء، بدورها أعلنت أنها تابعت الواقعة وبدأت في التحقيق، مشيرة إلى أنها لم تتمكن من التواصل مع الطبيب صاحب التدوينة للحصول على تفاصيل إضافية، لكن خطورة الاتهامات دفعتها لاتخاذ إجراءات فورية.

الدكتور جودة عواد، من مواليد 1960 بمدينة بنها بمحافظة القليوبية، طبيب مسجل بنقابة الأطباء منذ عام 2002.

حاصل على بكالوريوس الطب والجراحة، دبلوم الأمراض الباطنية من جامعة القاهرة عام 2018، ودبلومة في الباثولوجيا الإكلينيكية، كما يدعي حصوله على دكتوراه في التغذية العلاجية والمناعة والأمراض المزمنة، بالإضافة إلى دبلوم الدراسات الإسلامية من الأزهر الشريف.

«عواد» اشتهر بتقديم برامج تلفزيونية منذ عام 1985، وظهر على قنوات، كما يمتلك صفحة على «فيسبوك» باسم «دكتور جودة محمد عواد الصفحة الرسمية» يتابعها أكثر من 2,7 مليون شخص، وقناة على يوتيوب تحمل اسمه.

عبر هذه المنصات، قدم «عواد» نصائح ووصفات علاجية لأمراض متنوعة مثل التهاب المفاصل، أمراض الكبد، الكلى، السكري، وأورام الثدي، مستخدماً منتجات مثل سم النحل والكركمين.

كما روج لعلاجات غير معتمدة علمياً، مما أثار انتقادات حادة من الأطباء ونقابة المهن الطبية.

وجهت نقابة الأطباء عدة اتهامات للدكتور عواد، منها تقديم وصفات علاجية غير معتمدة علمياً، مثل استبدال الإنسولين بأدوية فموية في حالة الطفلة المتوفاة، واستخدام الكركمين وسم النحل لعلاج أمراض مزمنة دون أدلة علمية، بالاضافة إلى التجاوز في التخصص، ومخالفة قوانين الإعلان الطبي، وإلحاق الضرر بالمرضى.

وفي إحدى الوقائع، كشف طبيب بمستشفى الحسين الجامعي عن مريضة كلى تدهورت حالتها بعد أن أوقف عواد أدوية الكلى والضغط واستبدلها بالكركمين، مما تطلب علاجاً مكلفاً لاحقاً.

في أعقاب الاتهامات الأولية عام 2022، نشر «عواد» فيديو عبر صفحته على «فيسبوك» للرد على الاتهامات، دافع فيه عن نفسه ونفى التسبب في وفاة الطفلة، مشيراً إلى أن لا أحد يموت ناقص عمر.

وحظي الفيديو بدعم واسع من متابعيه، حيث أشاد البعض بعلمه ووصفاته العشبية.

كما ادعى «عواد» حصوله على دكتوراه فخرية من منظمة الأمم المتحدة للفنون تقديراً لجهوده العلمية، وهو ادعاء شككت فيه النقابة لعدم وجود دليل موثق.

في أبريل 2022، قررت نقابة الأطباء إحالة عواد للتحقيق بناءً على الشكاوى والاتهامات.

وفي أبريل الجاري، استدعت النقابة عواد للمحاكمة التأديبية بعد تلقي شكاوى إضافية من أطباء ومواطنين، ودرست لجنة التحقيق مستندات الشكاوى ومحتوى «عواد» المنشور على وسائل الإعلام، وتأكدت من مخالفته للائحة آداب المهنة والأصول العلمية.

وأصدرت، (الخميس)، هيئة التأديب بنقابة الأطباء قراراً بإيقاف الدكتور جودة عواد عن ممارسة المهنة لمدة عام، وذلك لمخالفته آداب المهنة، وعدم التزامه بالسلوك المهني، واستخدامه أساليب علاجية لم تُختبر علمياً، بالإضافة إلى الترويج لأدوية غير معتمدة عبر مواقع التواصل الاجتماعي.