عرب وعالم / السعودية / صحيفة سبق الإلكترونية

رؤية في أرقام تقرير 2024: المستقبل ماثل في الحاضر

تم النشر في: 

25 أبريل 2025, 3:14 مساءً

يبرز تقرير الرؤية لعام 2024م الذي صدر اليوم (25 أبريل 2024م) بوصفه أكثر من وثيقة تقييم أو استعراض سنوي، بل كتأكيد حيّ على أن المملكة العربية لا تَعد فقط، بل تنفّذ، ولا تكتفي بالمستهدفات، بل تتجاوزها، مكرّسة نموذجًا تنمويًا تتكامل فيه الثقة، والإرادة، والرؤية الواضحة. هذا التقرير لا يسلط الضوء على قطاع دون آخر، ولا يحتفل بمنجز على حساب غيره، بل يعكس تناغمًا نادرًا بين الإنسان والسياسات، بين التخطيط والتنفيذ، بين الطموح والواقع.

الأرقام تزهو:

شهد تقرير أداء رؤية السعودية 2024 تسجيل قفزات نوعية في مختلف المؤشرات، حيث أظهرت النتائج تحقيق 93٪ من المستهدفات المدرجة، مع اكتمال تنفيذ 674 مبادرة على مستوى البرامج. وقد بلغ معدل النمو في الناتج المحلي غير النفطي 3.9٪، في حين استقطبت المملكة استثمارات أجنبية مباشرة بقيمة 77.6 مليار ريال. وعلى مستوى جودة الحياة، ارتفعت نسبة تملك المساكن إلى 65.4٪، وتجاوز عدد المتطوعين 1.2 مليون متطوع. وضمن التحول الرقمي، قفزت المملكة 25 مرتبة في مؤشر الحكومة الإلكترونية. كما استقبلت أكثر من 16.9 مليون معتمر من خارج المملكة خلال عام واحد، وسُجل الموقع الثامن للمملكة ضمن قائمة التراث العالمي في اليونسكو. وارتفع متوسط العمر المتوقع إلى 78.8 عامًا، مع تقدم المملكة إلى المرتبة 11 ضمن دول مجموعة العشرين. وتم كذلك تمكين 33.7٪ من مستفيدي الدعم القادرين على العمل، في مقابل 1٪ فقط في عام 2017. هذا التقدم تزامن مع حفاظ المملكة على تصنيفات ائتمانية إيجابية من كبرى الوكالات العالمية، في تأكيد إضافي على متانة الاقتصاد وثبات المسار.

قيادة للعلياء

إن ما يلفت النظر في هذا العام تحديدًا، ليس ما تحقّق من نتائج، رغم ضخامتها، بل كيفية تحققها. فالنقلة النوعية التي شهدها الوطن لم تكن مقصورة على الاقتصاد، ولا متوقفة عند التحول الرقمي أو تمكين الفرد، بل انصهرت كل هذه العناصر في مشروع واحد متكامل، يقوده وعي جمعي عابر للمواقع والمناصب، ومستند إلى قيادة اختارت أن ترفع السقف لا أن تخفض التوقع.

السعودية التي تحدث عنها التقرير لم تعد ذلك الوطن الذي يتأهب للتغيير، بل أصبحت هي التغيير ذاته. كل مؤشر، كل تجربة، كل تحول تشهده اليوم، ليس سوى مرآة لانعكاس رؤية أدركت منذ يومها الأول أن التحول الحقيقي لا يُقاس بالأرقام المجردة، بل بأثر تلك الأرقام في الوعي والوجدان، وفي جودة الحياة، وفي نظرة الإنسان لذاته ووطنه ومستقبله.

مجتمع نابض

وإن كانت المؤشرات تهم المحللين، فإن ما يهم المواطن هو شعوره أن بلده يتقدم، أن صوته يُسمع، أن حقوقه تُبنى لا تُمنح، وأن مستقبله يُصاغ بمشاركته. وفي تقرير هذا العام، يبدو ذلك جليًا دون تصريح: لا شيء في هذا التحول منفصل عن المواطن؛ لا في سكنه، ولا في صحته، ولا في قيمته كإنسان فاعل في مجتمع نابض.

اللافت أيضًا أن الرؤية لم تكتفِ بإحداث تقدم، بل أعادت تعريف مفردة التقدم ذاتها. فلم تعد التنمية محصورة في زيادة الناتج المحلي أو تحسين البنية التحتية، بل باتت مفهومةً بوصفها شبكة متكاملة من الحراك الثقافي، والهوية الوطنية، والعدالة الاجتماعية، والتفاعل مع العالم بمنطق الشريك لا التابع.

تقرير 2024 لا يروّج لرؤية انتهت، بل يدفعنا لفهم أن "الرؤية" في السعودية ليست زمنًا له بداية ونهاية، بل نسق تفكير، وطريقة إدارة، وأسلوب حياة. هو محطة من محطات مسار مستمر، لا يكتفي بالتحول، بل يسعى للريادة.

إعادة تعريف المعايير

من يقرأ هذا التقرير بعين المتأمل، لا بعين المُحلّل، سيُدرك أن المملكة لم تَعُد تسعى فقط إلى بناء مستقبلها، بل تسهم، بالفعل، في إعادة تشكيل التوازنات التنموية على مستوى الإقليم والعالم.

في كل سطر من سطوره، هناك تأكيد صامت أن الزمن القادم لن يكون كما مضى. وأن الوطن الذي قرر أن يرى، قد صار هو نفسه «رؤية».

ومع هذا التقرير 2024 نرى كيف أن هذه المرحلة التي تعيشها بلادنا الغالية تمثل علامة مفصلية في تحول وطني مذهل، وواقع تنموي بات يعيد تعريف المعايير، ويثبت أن الرؤية أصبحت نمط حياة يعاش يوميًا. في هذا العام الذي يقترب من اكتمال عقد على إطلاق رؤية السعودية 2030، خرجت المملكة بتقرير يعتبر هو شهادة على نضج الرؤية وتحولها من استراتيجية على الورق إلى نهجٍ يُمارس على الأرض بثقة واقتدار.

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا