27 أبريل 2025, 9:36 صباحاً
سادت حالة حزن عميقة في مصر، بعد وفاة المدوّن على موقع "تيك توك"، شريف نصار؛ الجمعة، وذلك بعد موجة من التنمُّر والسخرية تعرَّض لها عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
وبحسب وسائل إعلام مصرية نشر خبر وفاته زوج شقيقته عبر صفحته على فيسبوك، الجمعة، دون أن يربط بين وفاته وبين موجة التنمُّر. وكتب: "تُوفي إلى رحمة الله شقيق زوجتي وصديقي محمد نصار. لله الأمر من قبل ومن بعد، ولا أراكم الله مكروهاً في عزيز لديكم".
كان نصار؛ قد تعرّض خلال الأيام الأخيرة لموجةٍ من السخرية والانتقادات اللاذعة من مُستخدمي وسائل التواصل، بسبب بعض مقاطع الفيديو التي نشرها.
وزعم مستخدمون أن الراحل تُوفي متأثراً بما تعرَّض له من تنمُّرٍ وسخرية، وهو ما لم يؤكّده زوج شقيقته.
رسالة مؤثرة قبل وفاته بأيام
وبحسب موقع صحيفة "المصري اليوم"، وجّه نصار؛ في مقطع فيديو نشره عبر منصة تيك توك قبل وفاته بأيامٍ، رسالة لمَن تنمَّروا عليه قائلاً: "إلى مَن تعمّدوا إحزاني ومضايقتي أنا وأهلي بالتنمُّر علي وعلى فيديوهاتي، على وسائل التواصل الاجتماعي: حسبي الله ونعم الوكيل وأفوض أمري إلى الله".
وكرّر نصار عبارة "حسبي الله ونعم الوكيل" ثلاث مرات، تعبيراً عن الحزن والكمد.
وتابع: "سيُسّخر الله لكم من يُضيّق صدوركم ويؤذي قلوبكم ولو بعد حين".
ووجّه رسالة إلى نفسه: "لا تتعمّد إحزان أحد، وقاتل بشرف ولا تمت مقهوراً أو ذليلاً، لا تمت إلا محارباً واقفاً شامخ الرأس منتصب القامة عالي المقام".
مستخدمون: تُوفي بسبب التنمُّر
تفاعل مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي مع هذا الخبر المحزن، وكتب حساب أحمد على موقع إكس: "شريف نصار يوتيوبر سبب وفاته أنه تعرَّض لأزمة نفسية، نتيجة النقد الذي وصل لدرجة التنمُّر من فيديوهاته؛ ما كنتش أعرفه دخلت أشوف محتواه أيه لقيت كلام في علم النفس وحاجات دينية واجتماعية وشعر. إنسان راقي جداً ومثقف وأحيانا بيتكلم بالفصحى حتى الملابس اللي بيظهر بيها شيك ومحترم وصوته هادي".
وأبدى مستخدمون الندم على التنمُّر على صانع المحتوى الشاب و"على التسبُّب في إحزانه"، ومن ثم استعاضوا عن ذلك بالدعاء له بالرحمة والمغفرة، وتعهدوا بعدم التنمُّر أو الإساءة لأحد في المستقبل.
أسرته لم تربط بين وفاته والتنمُّر
ولدى شريف نصار حساب على موقع تيك توك يتابعه نحو 31 ألف متابع، فضلاً عن 128 ألف شخص من المعجبين.
ولم تربط أسرة شريف نصار بين وفاته وبين موجة التنمُّر التي تعرّض لها.
ما هو التنمُّر عبر الإنترنت؟
تعرّف منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف"، التنمُّر عبر الإنترنت بأنه: "هو التنمُّر باستخدام التقنيات الرقمية. ويمكن أن يحدث على وسائل التواصل الاجتماعي، ومنصات التراسل، ومنصات الألعاب الإلكترونية، والهواتف الخلوية. وهو سلوك متكرّر يهدف إلى تخويف الأشخاص المستهدفين أو إغضابهم أو التشهير بهم".
ويشمل التنمُّر ذكر كل ما يعتقد الجاني أنه يسيء للمجني عليه؛ كالجنس أو العرق أو الدين أو الأوصاف البدنية أو الحالة الصحية أو العقلية أو المستوى الاجتماعي، بقصد تخويفه أو وضعه موضع السخرية أو الحط من شأنه أو إقصائه من محيطه الاجتماعي.
ونظراً لاتساع استخدام وسائل التواصل في المجتمعات، خاصة بين فئة الشباب، فقد وضع عديدٌ من الدول تشريعات وحملات توعوية لمكافحة التنمر.
هل تسبَّب التنمُّر في وفاته؟
وتساءل تقريرٌ على موقع هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، هل تسبَّب التنمُّر في وفاة التيك توكر شريف نصار؟
بالطبع لا يمكن الجزم بذلك، فربما يكون له ارتباط مباشر أو غير مباشر بوفاته، وربما يكون الأمر مجرد مصادفة.
ونقل "بي بي سي" عن الدكتور جمال فرويز؛ أستاذ الطب النفسي بالأكاديمية الطبية العسكرية في القاهرة، قوله: "عندما يتعرّض أيّ إنسان للتنمُّر يحصل تغيير في النواقل العصبية. من بين هذه النواقل ناقل عصبي يُسمى (نورأدرينالين)، حين يزيد داخل الجسد يبدأ بعمل انقباضٍ في الأوعية الدموية الطرفية، فيشعر الإنسان بنوعٍ من الصداع أو زغللة في العين، وارتفاع ضغط الدم، وارتفاع نسبة السكر، وزيادة ضربات القلب، كما تتأثر المعدة أو القولون".
مشكلة ضعف شريان (أنيوريزم)
ويضيف "فرويز": "إذا كان لدى هذا الشخص أيّ نوعٍ من الأمراض الوراثية أو الخلقية، مثل مشكلة تُسمى (أنيوريزم) وهو رابط بين شريان ووريد يتسم بالضعف، وتعرّض الشخص لهذه الضغوط والسخرية والتهكم بصورة شديدة، مع الأسف يحصل فيها انفجار. ولو كانت هذه المشكلة في المخ تتسبّب في الوفاة في غضون يومين أو ثلاثة، ولو كانت داخل القلب تتسبّب في الوفاة على الفور".
متلازمة القلب المكسور
ويتابع "فرويز": "هناك أناس آخرون لديهم ما يسمى متلازمة القلب المكسور، فحين يتعرّض لمجموعة من الأحزان أو الضغوط يصل لمرحلة ترتفع الـ (نور أدرينالين) "مادة كيميائية في الجسم" تدريجياً على مدار أيام متعدّدة، فتحدث ظاهرة القلب المكسور، ويصبح عنده شعور بالضيق الشديد ويسيطر عليه إحساس بأنه ربما يحدث له مكروه، وهذه الحالة مع الأسف تنتهي بالوفاة بعد فترة زمنية قصيرة".
التنمُّر الإلكتروني "أكثر خطورة"
كثيراً ما يتعرّض أشخاصٌ للتنمُّر في أماكن مختلفة، مثل مكان العمل أو الشارع أو من الأصدقاء أو حتى ربما داخل الأسرة، وتمر هذه المواقف بسلامٍ أو على الأقل يبدو الأمر كذلك. فهل يختلف الأمر فيما يتعلق بالتنمُّر عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟
يقول "فرويز": إنه في الحالات التي يحدث فيه التنمُّر في المجتمع الواقعي، فإن "الشخص المتنمّر بمجرد أن يرى عليك علامات الحزن أو الضيق يتوقف عن التنمُّر وربما يطيّب خاطرك أو يعتذر لك، لكن التنمُّر عبر وسائل التواصل يكون واسع النطاق، وعادة لا يعقبه أي نوع من الاعتذار، فتتراكم حالة الحزن ويحدث التدهور في حالة الشخص المتنمّر عليه، ومن ثم فإن التنمُّر الإلكتروني أوقع أثراً وأشد خطورة، خاصة إذا صادف شخصية عصبية أو سهلة الاستثارة".
ماذا يجب أن نفعل في مواجهة التنمُّر عبر الانترنت؟
ينصح "فرويز" الشخصيات العامة ومؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، أن يتسموا بـ "الكياسة والمثابرة والصبر على بعض السخرية أو بعض الألفاظ غير المناسبة، وخصوصاً أن هناك نوعاً من السلوك الجمعي في هذه المنصات، فحين يكتب شخص نقداً أو سخرية ينجرف وراءه كثيرون ويكرّرون ما كتب دون تفكير، وهذا ما نسميه (الجمعية في اتخاذ قرار خاطئ)"، ومن ثم يجب على المؤثرين أن يتجاوزوا عن تلك السخرية، ومن الأفضل ألا يعلقوا عليها، وفق رأيه.
أما بالنسبة للمستخدمين العاديين، فيرى "فرويز" أن أغلبهم حين يكتبون على وسائل التواصل الاجتماعي تكون قراراتهم انفعالية لحظية، وغالباً ما تكون "جمعية"، بمعنى أن شخصاً ما كتب رأياً فينساق وراءه آخرون، وينصحهم بـ "التريث في اتخاذ القرار وعدم الانجراف وراء إهانة أي شخص، خصوصاً أن القانون يعاقب على ذلك بالسجن لمدة تصل إلى 3 سنوات".
وعن أثر التنمُّر عبر وسائل التواصل على حياتنا اليومية، قال فرويز لـ"بي بي سي"، إنه يستقبل في عيادته عديداً من الحالات، التي تعاني مشكلات نفسية من جرّاء ذلك، وخاصة من "الفتيات ومن بينها حالات حاولت الانتحار، ارتبط أغلبها بالتنمُّر على الشكل أو المظهر البدني".
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة صحيفة سبق الإلكترونية ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من صحيفة سبق الإلكترونية ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.