عرب وعالم / السعودية / عكاظ

اليوم العالمي للقهوة: ضمن أكبر 10 دول استهلاكاً للمشروب العالمي

في اليوم العالمي للقهوة، لا يكتفي السعوديون برفع فناجينهم احتفاء بمشروب عالمي، بل يرفعونها كمرآة تعكس هوية وطن وثقافة شعب واقتصاد متسارع.

هنا، لا تُسكب القهوة لمجرّد المذاق، بل تُسكب كحكاية تمتد من مدرجات جازان، حيث البن الخولاني يعانق السحاب، إلى شوارع وجدة والدمام، حيث المقاهي تضج بالحياة وتضخ المليارات.

وبين الفنجان الذي يرمز إلى الكرم، والمقهى الذي يوفّر الوظائف، وسوق تتجاوز قيمتها 18 مليار ريال، تتحوّل القهوة في من عادة يومية إلى قوة اقتصادية وثقافية تمزج بين الأصالة والحداثة، وتضع المملكة ضمن أكثر 10 دول استهلاكا للقهوة في العالم.

القهوة والهوية السعودية

منذ قرون، شكّلت القهوة العربية جزءا من الوجدان . هي لغة الكرم في المجالس، وصوت الشعراء في السهرات، ورفيقة المناسبات الاجتماعية الكبرى. لم يكن «الفنجان» أداة للشرب فحسب، بل كان عهدا ووعدا ومقاما، حتى غدا عنصرا من عناصر الهوية الوطنية السعودية مدرجا ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لليونسكو.

القهوة عالمياً

تبلغ إيرادات قطاع القهوة العالمية نحو 269 مليار دولار في 2024، بحسب Grand View Research، مع معدل نمو سنوي يراوح بين 4% و6%.

تقارير أخرى تشير إلى أن حجم السوق العالمية بلغ نحو 223 مليار دولار في ، مع توقعات بارتفاعه بشكل مطرد خلال العقد القادم.

هذه الأرقام تجعل القهوة واحدة من أكثر السلع الزراعية تداولا عالميا بعد النفط.

القهوة محلياً

تُقدّر إيرادات سوق القهوة في السعودية بما بين 1.3 و4.4 مليار دولار سنويا، حسب منهجية التقدير (المقاهي، البن الخام، البيع بالتجزئة).

بعض التقارير مثل Grand View تضع الرقم عند 1.83 مليار دولار (6.9 مليار ريال) في 2024، بينما تقديرات أخرى تصل به إلى 4.35 مليار دولار.

القهوة أصبحت أحد أسرع القطاعات نموا في السوق السعودية، مدفوعة بانتشار المقاهي وتغير أنماط الحياة.

الاستهلاك والإنفاق

السعودية تُعد من بين أكثر 10 دول استهلاكا للقهوة عالميا، كما ينفق السعوديون أكثر من مليار ريال سنويا على القهوة ويقدَّر الاستهلاك المحلي بنحو 80 ألف طن سنويا، أي ما يعادل 36.5 مليون فنجان يوميا.

المقاهي وانتشارها

ويبلغ عدد المقاهي في المملكة نحو 61 ألف مقهى حتى منتصف 2025.

الرياض وحدها تحتضن نحو 15 ألف مقهى، تليها بـ10 آلاف، ثم الدمام بـ5 آلاف، فيما توزعت البقية على المدن الأخرى. وحتى النصف الأول من 2025، بلغ عدد المقاهي الشعبية وحدها نحو 27 ألف مقهى.

هذا الانتشار يعكس تحول القهوة من عادة منزلية إلى صناعة متكاملة تؤثر في أنماط الحياة الحضرية والثقافة اليومية.

الفجوة الاستهلاكية

رغم النمو المحلي، تستورد السعودية ما بين 60 و100 ألف طن من القهوة سنويا، بقيمة تتجاوز 300 مليون دولار.

في 2023 وحده، استوردت المملكة نحو 70-96 ألف طن.

هذا الاعتماد على الاستيراد يؤكد الفجوة بين الإنتاج المحلي والطلب المتزايد.

الزراعة المحلية

في جبال جازان، يُزرع البن الخولاني منذ مئات السنين على مدرجات خضراء ترتفع حتى 2000 متر.

يبلغ الإنتاج المحلي حاليا نحو 800-1000 طن سنويا.

ومبادرة استدامة القهوة السعودية 2030 تستهدف رفع الإنتاج إلى 2500 طن وزراعة أكثر من 1.2 مليون شجرة بن.

والقهوة الخولانية ليست مجرد محصول اقتصادي، بل إرث ثقافي سعودي أصيل.

القهوة كمولد للوظائف

قطاع القهوة في السعودية يولّد آلاف الوظائف في الزراعة، التحميص، المقاهي، التسويق، والخدمات اللوجستية.

انتشار المقاهي أوجد فرصا واسعة للشباب والشابات كباريستا، رواد أعمال، ومصممين.

النمو المتواصل للسوق يعزز مكانة القهوة كأحد المحركات الصامتة للتوظيف وريادة الأعمال في رؤية السعودية 2030.

الأصالة والاقتصاد

القهوة في السعودية ليست مشروبا فقط، بل قصة وطنية متجددة من الفنجان التراثي في المجالس، إلى المقاهي الحديثة التي تضج بالحياة، إلى مليارات الريالات التي تدرها السوق إلى أشجار البن الخولاني التي تتحدى الجبال.

وفي اليوم العالمي للقهوة، يمكن القول إن السعودية لا تحتفي بمشروب عالمي بل إرث ثقافي حيّ، وسوق اقتصادية واعدة، وجسر يجمع بين الماضي والحداثة، بين الضيافة والتراث، وبين الفنجان والوظيفة.

أخبار ذات صلة

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا