في عملية عسكرية نوعية، قصفت طائرة حربية أمريكية قاربًا سريعًا قرب سواحل جمهورية الدومينيكان، ما أدى إلى مقتل ثلاثة أشخاص، وتناثر مئات الطرود من الكوكايين في البحر الكاريبي. وكانت الطرود التي جرفتها الأمواج مغلفة بعناية وتحمل علامة تجارية ملفتة «MEN»، وكأنها منتج استهلاكي فاخر وليست سمًا قاتلاً.
الكوكايين يطفو على الشواطئ
في سانت فينسنت وجزر غرينادين، صُدم السكان حين عثرت الشرطة على طرود ملفوفة بالحبال، بعضها موضوع داخل أكياس تحمل ملصقات فيتامينات مزيفة من «الصناعة الكولومبية». في مشهد لم تعتده هذه الشواطئ السياحية من قبل، لكنه أصبح متكرراً مع تصاعد الحملات العسكرية في المنطقة.من البحر إلى الجو!
مع انتشار السفن الحربية في البحر الكاريبي، غيّرت عصابات التهريب إستراتيجياتها. وسجلت السلطات في ترينيداد وتوباغو ارتفاعًا ملحوظًا في عدد الرحلات الجوية غير القانونية القادمة من كولومبيا، والتي تقوم بإسقاط المخدرات في عرض البحر لالتقاطها لاحقًا من قبل يخوت وسفن تجارية ضخمة، يصعب على الرادارات تعقبها.تهريب في الخضار والفواكه
وفي جامايكا، بدأت العصابات بتهريب كميات أقل وأكثر تفرّقًا، وتكون غالبًا داخل شحنات طعام، لتقليل الخسائر عند المصادرة. وكشف ضابط في وحدة مكافحة المخدرات لصحيفة التلغفراف أن «الأساليب أصبحت أكثر خبثًا.. لم نعد نتحدث عن قوارب فقط، بل عن عمليات تنكر ذكية في شحنات تجارية».175 ألف كيلوغرام في عام
بحسب بيانات خفر السواحل الأمريكي، جرى ضبط نحو 193 طنًا من الكوكايين في عرض البحر خلال عام مالي واحد، ثلثها في الكاريبي. ومع تزايد الإنتاج الكولومبي يبدو أن «الكارتلات» تبحث عن طرق بديلة لتهريب هذه الكمية الضخمة إلى أسواق عالمية مثل أوروبا وأستراليا وجنوب إفريقيا.هل الضربات فعالة؟
منذ سبتمبر، أعلنت إدارة ترمب تدمير أربعة قوارب سريعة وقتل 21 شخصًا في عمليات جوية، ورغم تبرير ذلك بربط العصابات بـ«الإرهاب»، يحذر خبراء من انتهاك واضح للقانون الدولي. والأسوأ... أن غالبية الوفيات الناتجة عن تعاطي المخدرات في الولايات المتحدة تعود إلى الفنتانيل، وليس الكوكايين الذي يُهرّب عبر الكاريبي.نهاية سيطرة العصابات
لم تعد «كارتلات» المخدرات كيانات مركزية كما في عهد بابلو إسكوبار. فهي تقوم اليوم بتوزع المهمات بين جماعات متفرقة: من الزراعة، مرورا بالتخزين، وصولا إلى النقل، وحتى اللوجستيات. ويزيد هذا التفكك من صعوبة تفكيك الشبكات الإجرامية، ويمنحها مرونة تكتيكية أمام الضغوط العسكرية الأمريكية.المشهد الآن
عاد الكاريبي بقوة إلى خارطة التهريب العالمية، مدفوعًا بالإنتاج الزائد للكوكايين والطلب المرتفع في الأسواق الغربية، وبينما تتباهى واشنطن بالضربات الجوية، تتكيف العصابات وتواصل التهريب بطرق أذكى وأكثر مراوغة.أخبار ذات صلة
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة عكاظ ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من عكاظ ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.