هل عصير التوت البري يساعد حقًا على علاج التهابات المسالك البولية؟ أم أنك شربت ستة أكواب منه بلا جدوى؟
الركض إلى الحمام للتبول كل خمس دقائق تقريبًا، ثم التعرض لإحساس حارق، يكفي لجعل الكثيرين يلجؤون إلى عصير التوت البري. شرب كوب منه يُعد واحدًا من أكثر العلاجات التي يُعتقد بنجاحها في علاج التهابات المسالك البولية، لكن هل يدعم العلم ذلك؟ تجيب مراجعة جديدة عن هذا التساؤل.
فريق من الباحثين من جامعة بوند، وجامعة أكسفورد، وجامعة هلسنكي، راجعوا الأبحاث العلمية وحددوا 20 دراسة استُخدمت فيها منتجات التوت البري -تشمل العصير والحبوب والفواكه ذاتها- بوصفها علاجات لالتهابات المسالك البولية.
من خلال تحليل هذه الدراسات، سعى الباحثون للإجابة عن سؤال محدد: هل يوصى بتناول العصير، أو غيره من منتجات التوت البري، للوقاية من التهابات المسالك البولية أو علاجها؟
يبدو أن النتائج تشير إلى «نعم»، وفقًا للمؤلفين، قد يكون لعصير التوت البري خصوصًا القدرة على تقديم فائدة. عمومًا، وجد الفريق أنه في 18 من الدراسات، كانت نسبة الإصابة بالتهابات المسالك البولية لدى المجموعات التي تستهلك عصير التوت البري أقل بنسبة 54% مقارنةً بمن لم يتلقوا أي علاج، وأقل بنسبة 27% مقارنةً بمن تلقوا علاجًا وهميًا.
كتب المؤلفون: «عصير التوت البري أدى إلى انخفاض بنسبة 49% في استخدام المضادات الحيوية مقارنةً بالشراب الوهمي، وانخفاض بنسبة 59% مقارنةً بعدم تلقي أي علاج». ووجدوا أن مركبات التوت البري، متضمنةً العصير، قللت من ظهور أعراض التهاب المسالك البولية.
استنادًا إلى ذلك، خلص المؤلفون إلى أن الأدلة تدعم استخدام عصير التوت البري للوقاية من التهابات المسالك البولية وعلاجها.
مع ذلك، يوجد تحذير كبير بشأن هذه النتائج، إذ تراوحت ثقة الباحثين في الأدلة «مدى قوتها في إثبات أن عصير التوت البري يجب استخدامه علاجًا، من متوسطة إلى منخفضة جدًا»، وفقًا لما جاء في الدراسة.
إذن يتطلب الأمر مزيدًا من التحقق كي يصبح عصير التوت البري تداخلًا سريريًا فعليًا. يشير المؤلفون أيضًا إلى أن معظم المشاركين في الدراسات كانوا من الإناث، ما يعني أن النتائج لا يمكن تطبيقها على الجميع، وأن بعض الدراسات كانت معرضة لخطر تحيز مرتفع نظرًا إلى مشاركة شركات تصنيع منتجات التوت البري.
مع ذلك، لا يوجد فرق في النتائج بين التجارب السريرية المدعومة من الشركات وتلك التي أجرتها المؤسسات الأكاديمية.
ما زال من غير الواضح تركيبة منتجات التوت البري وجرعتها. لم تتمكن الأدلة من توضيح ما إذا كانت أقراص أو شرابات التوت البري أكثر فعالية، وما الجرعة المثلى للتوت البري، أو كم من الوقت يحتاج الأشخاص إلى تناول منتجات التوت البري للحصول على الفوائد الكاملة. كانت التجارب السريرية متفاوتة في مدة استهلاك التوت البري، من أربعة أسابيع إلى 12 شهرًا.
مع أن البحث ليس مقنعًا بما يكفي للأطباء للتوصية بالتخلي عن المضادات الحيوية لصالح شرب علبة من عصير التوت البري، فإن وجود بعض الأدلة، وإن كانت ضعيفة، يسلط الضوء على الحاجة إلى البحث بتعمق في إمكانياته، ذلك مهم خصوصًا في ظل أزمة مقاومة المضادات الحيوية.
كتب الباحثون: «أكثر من نصف النساء يعانين التهابات المسالك البولية، والمضادات الحيوية هي العلاج المفضل الذي يصفه الأطباء». مع زيادة مقاومة المضادات الحيوية، من الضروري البحث عن تدخلات غير دوائية فعالة.
اقرأ أيضًا:
هل تناول الموز مفيد لعلاج التهاب المسالك البولية؟
لماذا ما يزال الأطباء يستخدمون تقنية عمرها 140 عامًا لتشخيص التهاب المسالك البولية؟
ترجمة: يارا سلامه
تدقيق: أكرم محيي الدين
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.