هو وهى / انا اصدق العلم

لماذا ليست جميع المنتجات الغذائية الغنية بالبروتين مفيدة للصحة؟

مع تصاعد موجة الاهتمام بغذاء الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية، ظهرت ألواح البروتين التي أخذت مكانًا واضحًا في المتاجر وحتى في الصيدليات. لكن هل ألواح البروتين خيار صحي بالفعل للحصول على البروتين الذي تحتاج إليه أجسامنا؟ إذ نُشرت دراسة في إسبانيا تشكك بقيمتها الغذائية.

يحتاج الناس إلى استهلاك ما يكفي من البروتين في وجباتهم الغذائية للحفاظ على وظائف الجسم الأساسية، وتشمل مصادر البروتين الشائعة المكسرات واللحوم والبيض. لكن توجد خيارات أخرى مصنَّعة تزعم أنها تحتوي على كميات مناسبة من البروتين لإضافتها إلى النظام الغذائي.

بحثت دراسة نُشرت مؤخرًا عن القيمة الغذائية لبعض الأطعمة المصنعة التي يقال أنها تحتوي على البروتين من التي زاد استهلاك الناس لها في الآونة الأخيرة. ووجدت الدراسة أن هذه الأطعمة قد تكون مضرة للصحة، فأكثر من نصف المنتجات التي تحتوي على نسبة عالية من البروتين تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم أو الدهون، ويحتوي ربع تلك الأطعمة تقريبًا على كميات عالية من السكر أو الدهون المشبعة، ما يعني أن خيارات الطعام هذه قد لا تكون الخيارات الغذائية الأكثر حكمة رغم ادعاءات غناها بالبروتين.

يستطيع المستهلكون الاختيار من بين كثير من أنواع الطعام، ولكنهم قد يميلون أكثر إلى اختيار المنتجات التي تحتوي على بروتين عالٍ، وذلك لاعتقادهم بأنها تمتلك فوائد صحية. تنشأ المشكلة عندما يتجاهل الناس العناصر الغذائية الأخرى التي تحتوي عليها هذه المنتجات.

نظر الباحثون في 4325 نوعًا من الأطعمة المصنعة في قاعدة بيانات غذائية إسبانية تسمى BADALI، ولإدراج الأطعمة في قاعدة البيانات هذه، يجب أن تكون متاحة في أي سوبر ماركت إسباني.

وجمع الباحثون البيانات من شهر يونيو 2022 إلى مارس 2024، وقسموا العناصر إلى 12 نوعًا من الأطعمة، ومن ضمنها الألواح وحبوب الإفطار والبسكويت وبدائل الحليب ومنتجات اللحوم النباتية.

صنف الباحثون المنتج بأنه يدعي غناه بالروتين عند وجود كلمة بروتين كجزء من الصورة الرئيسية على موقع الشركة المصنعة أو السوبر ماركت، فقد احتوت بعض المنتجات مثلًا على عبارة (غني بالبروتين)، وأدرجت أخرى كمية البروتين على المنتج.

تبين للباحثين أن 13% من المنتجات التي فحصوها -أي ما يقارب 561 منتجًا- تدّعى أنها تحتوي على البروتين، وتصدرت بدائل اللحوم النباتية تلك المنتجات، إذ حمل نحو 70% منها هذا الادعاء.

وتبين أن ما يقارب 60% من تلك المنتجات كانت تحتوي على بروتين مضاف بالفعل، لكن البروتينات النباتية المضافة إليها كانت أكثر من البروتينات الحيوانية، وأشار تحليل البيانات إلى أن مصدر البروتين يحدث فرقًا كبيرًا في محتوى البروتين.

هل المنتجات عالية البروتين أقل صحة بسبب المواد المضافة إليها؟

عندما نظر الباحثون في مكونات الأطعمة عالية البروتين، وجدوا تغيرات في السكر والكربوهيدرات والدهون الإجمالية ومحتوى الدهون المشبعة. لكنهم لم يلاحظوا اختلافات مهمة في الصوديوم أو أو الألياف.

فقد وجدوا مثلًا أن ألواح البروتين عالية البروتين تحتوي على نسبة أقل من الكربوهيدرات والسكر، ولكنها تحتوي على دهون مشبعة أكثر. وبدائل الحليب عالية البروتين تحتوي على كربوهيدرات وسكر أقل ولكنها تحتوي على دهون إجمالية أكثر، في حين كان الحليب ومشروبات الألبان أقل احتواء على الدهون الكلية والمشبعة. واحتوت الزبادي ومنتجات الألبان المخمرة عالية البروتين على أقل نسبة من الكربوهيدرات والسكر.

بعد ذلك، نظر الباحثون في الجودة الغذائية، واستخدموا نموذج الملف الغذائي لتصنيف الأطعمة إلى صحية أو غير صحية، إذ أنشأت منظمة الصحة للبلدان الأمريكية (PAHO) والمكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية (WHO) في الأمريكتين هذا النموذج الذي ينظر إلى مكونات الأطعمة الأخرى مثل الصوديوم والدهون والسكريات.

وجد الباحثون أن 90.8% من الأطعمة عالية البروتين حصلت على تصنيف غير صحي، ونحو 20% من هذه المنتجات يحتوي على مواد تحلية، ويحتوي 25% منها على نسبة عالية من السكر أو الدهون المشبعة، وأكثر من 50% منها يحتوي على نسبة عالية من الدهون أو الصوديوم. وعند مقارنة الأطعمة عالية البروتين بتلك الخالية منه، حصل 77.7% فقط من المنتجات غير البروتينية على تصنيف غير صحي.

كشف الباحثون أيضًا عن أن كمية كبيرة من الأطعمة عالية البروتين تحتوي على نسبة عالية من الدهون أو الصوديوم والمحليات. لكن القليل منها فقط يحتوي على نسبة عالية من السكر والدهون المشبعة.

لاحظ الباحثون اختلافات أيضًا عندما نظروا في أنواع الطعام كلًا على حدى، فوجدوا مثلًا أن الحليب ومشروبات الألبان عالية البروتين صُنِّفت على أنها غير صحية بنسبة 61% من المرات، مقابل 22% من الحليب ومشروبات الألبان غير البروتينية.

كانت الزبادي ومنتجات الحليب المخمرة عالية البروتين تحتوي على نسبة عالية من الصوديوم لكنها أقل احتواء على الدهون والسكر والدهون المشبعة، وذلك مقارنة بالزبادي ومنتجات الحليب المخمر غير البروتينية.

لا تعني نتائج هذه الدراسة بالضرورة أن الأطعمة الأخرى التي فحصها الباحثون هي أفضل الخيارات الغذائية، إذ لم يستطيعوا النظر في المعلومات حول الدهون المتحولة في المنتجات. وبالإضافة إلى ذلك، قد تؤثر خيارات التحليل الإحصائي أيضًا في صحة النتائج.

من المعلوم أن الأطعمة المصنعة ليست صحية ويجب أن تكون محدودة في نظامنا الغذائي وهي ليست جيدة للصحة العامة، لذلك لا ينبغي أن يخطئ الناس في اتباع الملصقات التي تروج للمنتج على أنه عالي البروتين ظنًا أن ذلك يجعله غذاء صحيًا. بل يجب أخذ المواد الحافظة المضافة لجعله منتجًا مميزًا بالحسبان.

كيف نختار مصادر البروتين الأفضل؟

تؤكد الدراسة أن بعض مصادر البروتين ليست الأفضل لكن ذلك لا ينفي مدى أهمية البروتين في نظامنا الغذائي، فهو جزء مهم من الوجبات الغذائية للمساعدة على بناء العضلات وإصلاحها.

وليس المقصود من نتائج الدراسة الحالية أن المنتجات عالية البروتين غير جيدة، لكنها ببساطة تسلط الضوء على الحاجة إلى البحث عن الأطعمة الكاملة قدر الإمكان.

فبدلًا من الاكتفاء بلوح الجرانولا الحلوة مع البروتين المضاف مثلًا، من الجيد تناول مزيج من المكسرات المختلفة التي لا تحتوي على أي سكر أو ملح مضاف. وبدلًا من استهلاك منتجات بدائل اللحوم التي أضيف إليها البروتين، من الجيد تجربة التوفو أو بياض البيض إذا كان الشخص نباتيًا، أو تناول الدجاج واللحم البقري الخالي من الدهون إذا كان الشخص من محبي اللحوم.

خلاصة القول، يجب على الناس أن يكونوا استراتيجيين أكثر في خياراتهم، وأن يبتعدوا عن وضع افتراضات سريعة لقيمة المنتج الغذائية اعتمادًا على عبارة (عالي البروتين) التي كتبت عليه، وذلك لتجنب العواقب الصحية غير المقصودة.

اقرأ أيضًا:

جائزة نوبل في الكيمياء 2024 تُمنح للعلماء الذين كشفوا أسرار البروتينات

المعكرونة صحية أكثر مما تعتقد، وتحتوي على نسبة صحية من الكربوهيدرات والبروتين والدهون!

ترجمة: تيماء القلعاني

تدقيق: نور حمود

مراجعة: محمد حسان عجك

المصدر

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا