هو وهى / اليوم السابع

عبد الستار ناجي يكتب: الدراما الإماراتية.. وإحداثيات الإنتاج وإشكاليات التسويق

  • 1/7
  • 2/7
  • 3/7
  • 4/7
  • 5/7
  • 6/7
  • 7/7

تحقق الإنتاجات الدرامية التليفزيونية الإماراتية خلال الدورة الرمضانية 2025 نقلة إيجابية عامرة بالأعمال التليفزيونية التى تنوعت وتعددت وذهبت في مشارب فنية وإبداعية متعددة، ولكنها تظل رهينة مجموعة من الإحداثيات وأيضًا الإشكاليات التى يأتي في مقدمتها معضلة التسويق والانتشار.

وقبل أن نذهب إلى تلك الإحداثيات والإشكاليات دعونا نتوقف أمام ما يقدم هذا العام، ويشكل نقطة جذب حقيقية للمشاهد الإماراتي على وجه الخصوص والمشاهد والمتابع الخليجي والعربي بشكل عام.

في طليعة الأعمال الدرامية الإماراتية يأتي المسلسل المتميز – شغاب – (وهي باللهجة الإماراتية تعنى – الحلق – الذي تتزين به المرأة في الإذن)، وأمام هذا العمل نحن أمام تجربة استثنائية تذهب بنا بعيدا إلى عمق التاريخ الإماراتي إلى ما نحو 120 عاما من الزمان عامرة ونابضة بالحياة والحكايات من خلال حكاية حلق تراثي ثمين يباع في أحد المزادات فإذًا نحن أمام مجموعة من الحكايات وراء هذا الحلق وصاحبته وتاريخه تمضي بنا عبر مجموعة من الوجوه والشخصيات والأسرار المتداخلة والصراعات العاصفة التي تظل تهدر بصياغة إبداعية شاعرية عذبة صاغها الكاتب الإماراتي القدير إسماعيل عبد الله الذي يستنطق تلك الشخصيات بإيقاعها متماسك ومواجهات ثرية بالدلالات والعمق.

أمام الكاميرا كوكبة من نجوم الدراما الإماراتية والخليجية ومنهم النجم القدير د. حبيب غلوم (المنتج المنفذ) الذي يشتغل على شخصيته ويقدم حلولا إضافية في فضاءات حرفته شخصيته ومعه كل من أحمد الجسمي أحد أهم نجوم الدراما الإماراتية والخليجية والذي يشخص في هذا العمل كرمز وكقيمة ومقدرة عالية على المضي بالعمل إلى بر الأمان والتفرد، معهم أيضا هيفاء حسين وأحمد الأنصاري ومروان عبدالله بحضور يحمل الكثير من التجليات وهكذا الأمر مع ابراهيم سالم هذا المبدع الرصين الذى كلما مرت الأيام صقلت مقدرته وموهبته وخبرته، وأمام الكاميرا المخرج المتميز مصطفى رشيد الذى ينطلق متجاوزا جملة تجاربه السابقة حيث تقترن التجربة بالبحث والتحليل وايضا الحلول البصرية الاضافية .

امام هكذا عمل صرف عليه بسخاء نحن امام نقله ايجابية في رصيد الدراما الاماراتية ولكن كما اسلفنا ضمن الاشكاليات تأتى معادلة التسويق والانتشار ونحن هنا لا نبخس الدور الذى تقوم به الجهات المنتجة سواء مؤسسة أبوظبي للأعلام او مؤسسة دبي للإعلام لأن كليهما يمثل الحاضنة والمنصة لرعاية الانتاج الدرامي التلفزيوني الاماراتي ولكن هكذا مشاريع تتطلب صيغ اضافية من التعاونيات الانتاجية تمنح التجربة فضاءات ابعد للتحليق والانتشار .

ضمن جديد الدراما الإماراتية المسلسل الكوميدي – ديمة وحليمة – الجزء الرابع حيث استمرارية الصراع الكوميدي بين الجارتين ديمة وحليمة عبر كمية من المشاهد الكوميدية المحببة إلى الجمهور الاماراتية في العمل كل من الفنانة البحرينية القديرة سعاد علي وأمامها الفنانة ملاك الخالدي بالإضافة إلى مرعي الحليان واما محمد وكم اخر من النجوم، المسلسل من تأليف جاسم الخراز واخراج عمر ابراهيم .

ونظل نتمنى على الكاتب تشكيل ورشه عمل من اجل الذهاب الى موضوعات متجددة وغير مستعادة ومكررة رغم الجهد العالي المستوى الذي تتعاون في تقديمة كل من سعاد على وملاك الخالدي.

عن رواية – فالنتين للكاتبة الاماراتية مريم الزعابي واخراج عمار رضوان يأتي – وطن عمري – الذي يأخذنا الى مجموعة القضايا الاجتماعية المأخوذة من عمق المجتمع الامارتي حيث تلك العلاقات الانسانية المتداخلة والتى تقدم جانب من المجتمع الاماراتي الجديد .
يشارك في بطولة المسلسل الأبطال فاطمة الحوسني، بدرية أحمد، ليلى المقبالي، خليفة البحري، عبدالرحمن الملا، محمد الكعبي، خالد البناي، ريم حمدان.. واخرون
النجم الكوميدي الإمارتي عبدالله زيد والذي يمثل احد ابرز نجوم الكوميديا في يقدم هذا العام مسلسل – دنون – بأسلوبه الكوميدي خصوصا هو من كتب النص بإيقاع كوميدي (على الطريقة الإماراتية مع تأثيرات الكوميديا التلفزيونية الكويتية).

عمل كوميدي يضم مجموعة من الأسماء البارزة في الساحة الفنية الإماراتية، ويقدم مواقف طريفة بأسلوب فكاهي، يضم المسلسل، بالإضافة إلى الفنان عبد الله زيد كل من سعيد الهرش، عبير الجسمي، سميرة مقرون، عذاري السويدي، أشجان. والمسلسل من إخراج سيف شيخ نجيب.

ومن جديد الدراما الإماراتية هناك أيضا المسلسل الجديد – وش السعد – الذي يمثل واحدا من التجارب التى تفتح أبواب التعاون الإنتاجي المشترك مع نجوم الدراما المصرية وقد صورت مشاهد المسلسل في القاهرة.

يتناول المسلسل قصة رجل إماراتي يتعرض لحادث سير في القاهرة، مما يدخله في سلسلة من الأحداث الكوميدية والاجتماعية داخل أحد الأحياء الشعبية المصرية.

المسلسل من بطولة أيتن عامر، مصطفى أبو سريع، صلاح عبد الله، عبير صبري، إبرام سمير، علاء مرسي، دنيا المصري، عايدة رياض. ومن إخراج محمد حمدي، وتأليف حسام موسى.

ويمثل العمل تجربة تستحق التوقف امام بالذات على صعيد التعاون الفني المشترك واستثمار النجومية العالية لنجوم الدراما والفن المصري من اجل التعريف بعدد من الاسماء الفنية الاماراتية وهى تجربة تاتى على نهج التجارب التى خاضتها من ذي قبل الدراما الكويتية لتحقيق معادلات الانتشار الفني . وهو بلا ادنى شك فعل فني يدعم معادلات التسويق والانتشار الفني .

ضمن ذات الاتجاه يأتي مسلسل – الباء تحتها نقطة – حيث يستعرض المسلسل قصة محو الأمية في دولة الإمارات خلال الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، من خلال مدرسة تضم مدرسات من عدة جنسيات ، مما يخلق مواقف كوميدية وومفارقات ثقافية متنوعة.
في بطولة كوكبة من نجوم ونجمات الفن العربي من بينهم  الفنانة القديرة سوسن بدر، والسورية شكران مرتجى وإيمان السيدو فاطمة الحوسني، ميرا طالب، والنجم الإماراتي القدير جابر نغموش، ومحمد خير الجراح، المسلسل من إخراج هبة الصياغ، وتأليف منى زاهري.

وهذه التجربة أيضا تأتى ضمن نسق التعاونيات التى من شأنها دعم مسيرة الفنان والإنتاج الإماراتي لتجاوز الدائرة المحدودة والخاصة بالفضائيات الإماراتية رغم من تتمتع به من انتشار وحضور في ذاكرة واهتمام ومتابعة المتفرج العربي.

ونذهب إلى أبرز الإشكاليات التى تعاني منها الدراما الإماراتية والتى تتمثل في ضيق دائرة الانتشار والتسويق والتوزيع رغم كل الدعم والإسناد الذى تقدمه المؤسسات الإعلامية الرسمية وأيضا الفضائيات الإماراتية الرسمية والخاصة على حد سواء.

ومن أجل تجاوز تلك الإشكالية تاتى مجموعة التجارب المشتركة وأيضا الأعمال ذات السوية العالية كما في تجربة – شغاب – هذا العام وتجربة مسلسل – البوم – في العام الماضي وكم آخر من التجارب العالية الجودة.

وقد يأخذ البعض على اللهجة الإماراتية شيئا من المعوقات للانتشار، ولكنها جزء أساس من هوية وشخصية الدراما الإماراتية، شأنها شأن اللهجة المصرية والكويتية والسورية والمغربية والجزائرية وغيرها.. وبقليل من التعود على المشاهدة ستكون اللهجة الإمارتية سهلة المنال. وفي المقابل مطلوب شيء من التحرك من قبل صناع الدراما الإماراتية لتقديم لهجة – بيضاء – هى مزيد من الإماراتية والخليجية لتكون المنفذ لتمرير الأعمال الإماراتية للمشاهد الخليجي والعربي.

وضمن الإشكاليات والإحداثيات مطلوب مساحات من التحرك من قبل القطاع الخاص لتقديم تجارب إنتاجية (مشتركة) سواء مع الدراما الكويتية أو أو حتى المصرية وغيرها وهي تعاونيات تتحرك في محاور مشتركة أولها المحافظة على الهوية والخصوصية وأيضا التعريف بالمبدع الإماراتي ككاتب وكمخرج وكممثل وأيضا بقية الحرفيات، حيث تمتلك الإمارات مجموعة متفردة من المبدعين في جملة من المجالات ونتوقف هنا عند اسم محمد سعيد حارب الذي يعتبر واحدا من أهم صناع الأفلام والمسلسلات الكارتونية ليس في الإمارات بل على مستوى العالم العربي.

ولا نطيل ..

حيث نقول وباختصار كبير إن الدراما الإماراتية تمثل واحدة من المسارات التى تثري الدراما التلفزيونية في العالم العربي وتحقق معادلة التميز والخصوصية والخصوبة الفنية التى تتمتع بها للدراما العربية بشكل عام.

مسلسل – شغاب –

 

مسلسل – الباء تحتها نقطة –
 

 

 

ديمة وحليمة 4

 

مسلسل – شغاب –

 

 

الفنان الاماراتي القدير احمد الجسمي

 

مسلسل – الباء تحتها نقطة –

 

 

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة اليوم السابع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من اليوم السابع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا