للقهوة العديد من الفوائد الصحية المحتملة، وما زال البحث حول هذه الفوائد قائمًا.

يهتم الخبراء خصوصًا بكيفية تأثير القهوة في النساء، إذ تشير نتائج دراسة حديثة عُرضت في مؤتمر التغذية عام 2025 إلى أن شرب القهوة قد يقي النساء المسنات من الإصابة بأمراض مزمنة كبرى أو إعاقات جسدية أو نفسية.

للقهوة فوائد صحية عدة، منها تقليل خطر الإصابة بأمراض الكبد والسكري. يهتم الخبراء باستكشاف الفوائد المحتملة للقهوة وكيفية تأثيرها في مجموعات معينة من الأشخاص.

في حالة النساء، قد يكون شرب القهوة مفيدًا عندما يتعلق الأمر بالشيخوخة الصحية. وفقًا لنتائج دراسة حديثة، فإن إجمالي استهلاك الكافيين واستهلاك القهوة العادية قلَّل من نسبة المشكلات الجسدية للنساء، أو الشكاوى المتعلقة بالذاكرة، أو الاضطرابات النفسية، أو التدهور المعرفي، أو الأمراض المزمنة الكبرى، لدى المشاركات في دراسة صحة الممرضات.

تشير النتائج إلى أن شرب القهوة بانتظام قد يعزز من صحة المسنين. مع ذلك، لم تُنشر هذه النتائج بعد في مجلة علمية محكمة.

الشيخوخة الصحية مفهوم واسع، ولكن عرّفتها هذه الدراسة بناءً على المعايير التالية:

•  الوصول لعمر 70 عامًا على الأقل.
•  عدم الإصابة بالأمراض المزمنة الرئيسية الأحد عشر.
•  سلامة الوظائف الجسدية الطبيعية.
•  سلامة الصحة النفسية أو الوظيفة المعرفية.
•  امتلاك ذاكرة صحية.

اعتمد الباحثون على بيانات مُستمدة من دراسة صحة الممرضات، التي وفرت إمكانية جمع معلومات من عدد كبير من النساء على مدى فترة زمنية طويلة. شملت الدراسة 47,513 امرأة.

حلل الباحثون استبيانات العادات الغذائية لتحديد كمية الكافيين المتناولة من الشاي العادي والخالي من الكافيين، إضافةً إلى المشروبات الغازية، والقهوة العادية والخالية من الكافيين. وحددوا مستوى التعرض الأساسي بناءً على متوسط نتائج استبيان عامي 1984 و1986.

قدر الباحثون استهلاك الكافيين بمقادير بحجم 80 ملغرامًا. وحُسِب استهلاك القهوة مقدرًا بأكواب يومية بحجم 8 أونصات، والكولا بحجم 12 أونصة يوميًا.

درس الباحثون في دراستهم الإحصائية عوامل عدة، مثل عمر المشاركات، ومستوى النشاط البدني، وعادات التدخين، واستهلاك الكحول. امتدت فترة المتابعة في الدراسة إلى 30 عامًا، إذ أُجريت استبيانات عامي 2014 و2016. وبحلول عام 2016، كانت أكثر من 3700 امرأة قد حققت معايير الشيخوخة الصحية التي اعتمدتها الدراسة.

شكلت القهوة المصدر الاستهلاكي الغالب للكافيين، وبلغ متوسط استهلاك الكافيين 315 ملغرامًا يوميًا. وقد زاد إجمالي استهلاك الكافيين من فرص الوصول للشيخوخة الصحية وما يرتبط بها. وعند دراسة مصادر الكافيين، تبين أن القهوة العادية زادت من فرص الوصول للشيخوخة الصحية.

لم يجد الباحثون علاقة بين الشيخوخة الصحية أو ما يرتبط بها، وبين استهلاك الشاي أو الشاي الخالي من الكافيين أو القهوة منزوعة الكافيين. وأشارت النتائج أيضًا إلى أن شرب الكولا قد يُقلل من فرص وصول النساء إلى شيخوخة الصحية.

«وُجد أن الاستهلاك المعتدل للقهوة المحتوية على الكافيين خلال منتصف العمر مرتبط جزئيًا بتحقيق الشيخوخة الصحية لاحقًا في الحياة. إذ عُرّفت الشيخوخة الصحية بدقة، فهي ليست مجرد العيش حتى سن الشيخوخة، بل الوصول إليها دون الإصابة بأمراض مزمنة كبرى، أو تدهور معرفي، أو إعاقة جسدية، أو تدهور في الصحة النفسية. إن كل فنجان إضافي من القهوة قد ارتبط بزيادة تقارب 2% لتعزيز الشيخوخة الصحية، في حين ارتبط استهلاك الكولا بانخفاضها بنسبة 20%. وقد بدا أن العلاقة مع القهوة تعتمد على الجرعة، وإن كانت معتدلة، ولم تُلاحظ في القهوة الخالية من الكافيين أو في الشاي، ربما تبعًا لانخفاض الجرعة ولاختلاف الكمية الحيوية النشطة».

تشير نتائج الدراسة عمومًا إلى أن شرب القهوة في منتصف العمر قد يحمل فوائد طويلة الأمد للنساء. وتشير أيضًا إلى الأضرار المحتملة المرتبطة بشرب المشروبات الغازية.

«تدعم النتائج السريرية الاستهلاك المعتدل للقهوة المحتوية على الكافيين لما يحمله من فوائد صحية، وما تحتويه القهوة من مضادات أكسدة ومركبات حيوية أخرى، إذ يجب التشجيع على تناولها من أجل شيخوخة صحية».

«يجب تشجيع إضافة القهوة المحتوية على الكافيين إلى قائمة الأغذية الصحية من أجل تحقيق شيخوخة أكثر صحة، إذ تُظهر الدراسة أن تقليل استهلاك المشروبات الغازية السكرية يجب أن يكون جزءًا من هذا النمط. ينبغي أن تكون المشروبات غير الكحولية المنتقاة مع التقدم في السن جزءًا مهمًا من قرارات نمط الحياة من أجل التمتع بحياة طويلة وصحية».

مع ذلك، ومع وجود الفوائد الملحوظة للقهوة، يجب توخي الحذر. ففي حالة الأشخاص الذين يتناولون أدوية لمعالجة الأمراض المزمنة، من الأفضل استشارة الطبيب حول كيفية تفاعل الكافيين مع هذه الأدوية أو تأثيره في الحالات الصحية العامة.

«إن القهوة ليست مفيدة للجميع. إذ يختلف استقلاب الكافيين كثيرًا اعتمادًا على العوامل الجينية والهرمونية، مثل الإستروجين الذي يُبطئ طرح الكافيين من الجسم. أظهرت أبحاث سابقة أن النساء اللائي لديهن استقلاب أبطأ للكافيين -بسبب اختلافات جينية- قد لا يستفدن من الاستهلاك الكثير، بل قد يكن أكثر عرضة للآثار السلبية. سيكون للتغذية المخصصة، التي تركز على الجنس والفروقات الجينية، أهمية في التوصيات المستقبلية».

اقرأ أيضًا:

الاستهلاك اليومي لمركب القهوة قد يساعد على إنقاص الوزن وتقليل الدهون

شرب القهوة والشاي كل يوم قد يحمي القلب

ترجمة: حيان الحكيم

تدقيق: نور حمود

المصدر