الارشيف / عقارات / متر مربع

مصطفى عبيد يكتب: مئة عام من الأحلام المؤجلة….

مصطفى عبيد يكتب:
مئة عام من الأحلام المؤجلة….

[email protected]

من زمن لآخر ظل لحكام هذا الوطن آمال وأمنيات وأهداف سعوا إلى تحقيقها لجعل جنة الأرض، والارتقاء بالمصريين إلى مصاف الشعوب المبتهجة، لكن خيبات الأمل كانت كبيرة، وقضينا مئة عام نتحدث عن أحلام لا تتحقق. ما السر؟

الإجابة في آخر سطر، لكن في السطور التالية بعض الإشارات اللافتة. فالأصوات تتبدل، والكلمات تتغير، وبعد أن يُغادر الممثلون خشبة المسرح، يزعم ألف زاعم أنهم قالوا وأنهم وقفوا، مُرتكزين على أن الذاكرة الجمعية للناس كذاكرة الأسماك تنسى ما جرى بالأمس.

لكن الأرشيف فضاح فضاح، ومن يعود إليه يندهش من روئ الناس ومواقفهم، ويتعجب كيف تغيرت بعد رحيل أصحاب السلطة والجاه.

بعد ثورة يوليو1952 سُمي الملك فاروق بالملك الفاسد، ووصم العهد كله بالعهد البائد، وأفاض كبار الكتاب والصحفيين والأدباء في رص الحكايات عن مباذله وفضائحه غير عابئين أنهم جميعا كالوا المدائح في عظمته وحكمته.

نقرأ مثلا من قصيدة للأديب والناقد سيد قطب في نهاية الثلاثينيات مديحا للملك فاروق يوم ميلاده يقول فيها ” والليالي مرهصات والدنا/ ترقب الميلاد آنا بعد آن/ فإذا فاروق في طلعته/ تهتف البشرى على كل لسان/ ثم كان اليوم يوم المهرجان/ عاش فاروق ودام المهرجان”.

ونقرأ أيضا للشاعر صالح جودت قصيدة أخرى يقول فيها :” فاروق واسمك في القلوب قصيدة/ يشدو بها الوادي السعيد ونيله/ وأظل ألثم كل معنى طاهر/ منها ويُظمىء علتي تقبيله/ وأقول ما بال السمو يطوف بي/ فعلمت أنك في النهى جبريله”.

ويكتب الكاتب عبد القادر المازني في عيد ميلاد الملك فاروق في فبراير 1939: “إن جلالة الملك هو ابن الثورة وهو يمثل عظمة الأمة بعد الرقاد وحركتها بعد التربص واقدامها بعد القعود وشعورها بكرامتها القومية وحقها في العمل والحياة”.

ويكتب الأستاذ محمد حسنين هيكل في روزاليوسف بتاريخ 16 أغسطس سنة 1943 مقالا يُهنئ فيه الملك بنجاته من حادث القصاصين يقول فيه ” إن عرشك يا مولاي حياة وارفة زاخرة. حياة كلها شباب ملتف حولك وحول عرشك. وأكاد أتطلع إلى الآفاق وأطوي بخيالي فروق الزمن وأسبق بفكري الحاضر لأنفذ إلى المستقبل فأرى عجلة الزمن تدور وأرى أجيالا أخرى تنهض وأخالهم يشيرون إلى هذا اليوم ويقولون :إنه عصر مجيد رائع”.

وفيما بعد ثورة يوليو، وبعد استقرار الحكم لجمال عبد الناصر، وتحديدا في يوم 4 أغسطس 1956 نقرأ لمصطفى أمين مقالا في أخبار اليوم يقول فيه ” يجب أن يرتفع كل مصري إلى مستوى الموقف الجديد. يجب أن يشعر العالم أن كل مصري هو جمال عبد الناصر، إنه ليس رجلا واحدا، وإنما هو ملايين المصريين، وهو بعث أمة وروح منطقة بأسرها”.

ويكتب لنا يوسف السباعي في 4 سبتمبر 1956 مقالا يتساءل فيه “من أين يستمد عبد الناصر قوته؟” ويجيب هو بإسهاب وتفصيل ” من الوضوح، من الإيمان، من الشجاعة”.

ونقرأ لكامل الشناوي في الجمهورية بتاريخ 16 يناير 1958 مقالا يقول فيه ” وعبد الناصر هو الرجل الذي انبثق من أرض مصر، من عقيدتها، من إحساسها، من فكرتها، هذا الذي صنع الثورة، فكان قلبها وعقلها. كان لهبها ووقودها”.

وببساطة شديدة يُمكن الإجابة على السؤال الأصعب عما عطل كل طموحات الحكام وأحلامهم في التحقق. إنه النفاق. النفاق( والتكرار يفيد التأكيد). وقاكم الله شروره.
والله أعلم

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا