عقارات / متر مربع

الدكتورة خديجة حمودة نداء صلاح جاهين : ياضمير العالم ياعزيزي

الدكتورة خديجة حمودة 

  ياضمير العالم ياعزيزى ( صلاح چاهين )

دفعت الصور المفزعة لأجساد تطير فى الهواء والنار تأكل فيها ، اجساد وصلت إلى ارتفاعات شاهقة من قوة الانفجار وقسوة المدافع التى سلطت عليهم ، دفعت صور مر عليها ٥٥ عاماّ إلى الأمام ، التاريخ يعيد نفسه ، والظلم يتكرر وان كان بصورة اكثر قسوة وعنف ،

 

فالأسلحة تطورت وازدادت عنفاً وحملت متفجرات ذكية والطائرات اصبحت بدون طيار وتعربد فى السماء كما لو كانت نجمة صغيرة فقدت طريقها او لعبة اطفال بلا هدف وتحدد أهدافها بالذكاء الصناعى وتطارده ،

 

والضحايا من الملائكة الصغار اصبحوا بالآلاف وقوائم المفقودين منهم تزايدت بل تضخمت ، والمدارس دكت بالكامل بالأثاث والأجهزة وصور المتفوقين التى كانت تزين الجدران بابتسامات مملؤة بالامل والحب للحياة والمستقبل والكلمات اصطبغت حروفها والنقاط والتشكيل باللون الاحمر والى جوارها المستشفيات بأسرتها و أدويتها وملفات مرضاها التى دفنت تحت الارض ومعها أطبائها وملائكة الرحمة كل هذه المشاهد هى الباقية ،

 

ولم يعد هناك طريق للخروج من هذا الالم . فبعد ٥٥ عاماً من مذبحة مدرسة بحر البقر التى قام بها العدو الصهيونى فى بلدة الحسنية الصغيرة بالقرب من مدينة الشرقية والتى راح ضحيتها ٣٠ طفلاً سقطوا وسط انقاض مدرستهم التى دمرت بالصواريخ وسالت دمائهم فوق أوراقهم واصاب اهاليهم الجنون وهم يجمعون أشلائهم وملابسهم ودفاترهم والكتب ، فكل تلك البقايا هى الشهود امام العالم

 

وامام محكمة العدل الدولية وامام جماعات حقوق الانسان بل واصبحوا ايضاً الملهم للشعراء فأنطلقت الكلمات تحكى المأساة وتصدرت عناوين الصحف ادانة الفانتوم الامريكية التى منحها الأمريكان لإسرائيل وكأنها رخصة دولية وموافقة على اغتيال البراءة ،و قال صلاح چاهين ( الدرس انتهى لموا الكراريس / بالدم اللى على ورقهم سال / ايه رأيك من البقع الحمراء / ياضمير العالم ياعزيزى / ده لطفلة مصرية وسمراء / دمها راسم زهرة )

 

وسرعان ما استيقظ الوحى الموسيقى ليلحن تلك الكلمات سيد مكاوى ويغنيها العالم ويرددها وتعيش حتى بيننا . وليلحق به فؤاد حداد بكلمات ترددت وسط احداث العمر لحظة الذى سجل هذا الحادث حيث لحنها بليغ حمدى وكانت تقول ( مدرستى بحر البقر الابتدائية / كراستي مكتوب عليها تاريخ اليوم / مكتوب على الكراس اسمى / سايل عليه عرقى ودمى ) . لنسأل انفسنا ان كان هؤلاء الملائكة الصغيرة الذين لحق بهم اجيال واجيال من ملائكة فلسطين سيتشفعون لنا يوم الحساب امام رب العرش الكريم ؟

و يبدو ان سكان الكرة الأرضية بجميع دياناتهم وعلى اختلافها ادركوا ان الفلسطينين باتوا اصحاب الجنة ولهم الحق فى الشفاعة لمن يريدون ان يصحبهم إلى الجنة ، التاريخ يعيد نفسه ، والظلم يتكرر وان كان بصورة اكثر قسوة وعنف ، والضحايا من الملائكة الصغار اصبحوا بالآلاف ، والمدارس دكت بالكامل والى جوارها المستشفيات والكلمات اصطبغت حروفها والنقاط والتشكيل باللون الاحمر ، ولم يعد هناك طريق للخروج من هذا الالم .

 

فمن سيعالج هؤلاء الذين اصابهم الجنون وهم يجمعون أشلاء وملابس ودفاتر وكتب أبنائهم ، فكل تلك البقايا هى الشهود امام العالم وامام محكمة العدل الدولية و جماعات حقوق الانسان والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ونقابات الاعلاميين فى العالم العربى والغربى واتحاد الصحفيين العرب والمراسلين الاجانب وكل المؤسسات الإعلامية التى فقدت بعض العاملين فيها تحت قسوة هذا القصف المجنون واللانسانى . فأدعوا الله ان يتوقف هذا النزيف الدموى رحمة بالعالم كله حتى لا تصيبه لعنة الظلم .

ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.

قد تقرأ أيضا