البابا المصرى
حمدى رزق
«نصلى من أجل بلادنا، أن يحفظها الله وسط صراعات هذا العالم الشرير، ويمنحنا دومًا هذه المحبة والوحدة التي تجمعنا، كما اعتدنا دائمًا على أرض مصر». الدعاء الطيب أعلاه من صلوات قداس عيد القيامة المجيد في الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.. جرت الكلمات الطيبات على لسان قداسة البابا «تواضروس الثاني»، بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، وأمّن عليه المصلون بخشوع.. آمين.. آمين.. آمين.
زمن مضى كان لقب طيب الذكر البابا «شنودة الثالث» (قُدِّس سرّه)، اللقب الشائع في المراجع الوطنية «بابا العرب»، لمواقفه العربية العظيمة، سيما موقفه المناصر للقضية الفلسطينية، وتفنيده لأكذوبة أرض الميعاد ما جر عليه كراهية الدولة العبرية.. وبتواضع يليق بمقام قداسة البابا «تواضروس الثاني» لقبته في مقالات سبقت بـ «بابا المصريين»، وتجويدا أهراميا بـ «البابا المصري»، لمواقفه الوطنية العظيمة في قلب جموع الشعب المصري، ونضالاته قبل وبعد ثورة المصريين في 30 يونيو.
وإن تعدوا مواقف البابا «تواضروس الثاني» الوطنية لا تحصوها، وهذا ثابت في سجلات الفخار الوطني، يتنشق رحيق وطن يستحق الحياة، وجريا على منطوق البابا شنودة قُدِّس سرّه، (نقلا عن أجداده المصريين العظام)، «مصر وطنٌ يعيش فينا وليس وطنا نعيش فيه». والعبارة التاريخية التي تلخص حال أقباط مصر ، قالها طيب الذكر «مكرم عبيد» أحد مفكرى حقبة الخمسينيات ووزير مالية مصر الأسبق، وكان رمزا من رموز الدولة المصرية، وهو قيمة كبيرة فى تاريخ مصر لأنه خرج عن نطاق الطائفية. البابا تواضروس يعرف الفضل لأهل الفضل، ولأن قداسته من أصحاب الفضل ــ ذوو الفضل ــ يلهج لسانه دوما بشكر الرئيس السيسي، وعامة المصريين كلما هلت علينا الأعياد،
لا يمرر صلاة إلا بشكر المصريين، ويوصيهم بالمحبة، والوحدة، والتعاضد، والصف الواحد تحلقا حول أغلى اسم في الوجود. البابا الحاذق الذي عركته السنون في الكاتدرائية المرقسية، يعلم علم اليقين أن الصف الواحد حائط صد في مواجهة التحزبات الطائفية المجتمعية، ودرء للأخطار الخارجية، والفتن ما ظهر منها وما بطن. شكر البابا الرئيس السيسي في صلواته، يدخل في باب الفضل،
والبابا فضلا يحب الرئيس، والرئيس يبادله حبا، ويوصي شعب الكنيسة بالبابا خيرا، ووصيته في عيد الميلاد لاتزال صادحة «خلوا بالكم من البابا» امتنانا وعرفانا بمحبته ووطنيته. البابا في جلساته الخاصة يقول عن الرئيس «إنه رجل أفعال» ويحمل للرئيس تقديرا، دوما يذكر بأن الرئيس السيسى شال كفنه فى 30 يونيو. امتنان البابا وطنيا مصريا خالصا وليس مسيحيا طائفيا، يقول في خاصته، «الواحد حس إن البلد كانت بتضيع والسيسي جه أنقذ البلد».
وعلى سبيل الامتنان، عندما كرمت الكنيسة الروسية، البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية، ومنحته جائزة «المؤسسة الدولية لوحدة الأمم المسيحية الأرثوذكسية» بروسيا لعام 2016، تقديرا لنشاطه المتميز في تعزيز وحدة الشعوب المسيحية الأرثوذكسية، (وفقًا لما ذكرته المؤسسة في حيثيات منحها للجائزة).. وتقبلها البابا بقبول حسن..
ومن موسكو أعلن البابا تبرعه بجائزة روسيا لبناء كنيسة ومسجد في «العاصمة الإدارية الجديدة» دعما للمشروع القومي الكبير، وتثمينا لمبادرة الرئيس التي اعلن عنها في احتفالية عيد الميلاد بإنشاء أكبر كنيسة وأكبر مسجد في العاصمة الجديدة ، وقد كان وصارت الكنيسة «ميلاد المسيح» في حضن مسجد «الفتاح العليم» منارتين تنيران العاصمة الجديدة. وعندما أخبر بطريرك روسيا البابا تواضروس أن الرئيس «فلاديمير بوتين» سيسلم عليه في البطريركية، اتصل بالرئاسة في مصر ليعلمهم، فلما جلس إلى بوتين تكلم عن مصر الحبيبة التي في خاطره وفي دمه.
ما يعتقده البابا عن حق أن العلاقة بين المسلمين والأقباط بعامة، وبين الرئيس عبدالفتاح السيسى والشعب القبطي في قلب الشعب المصري، حالة حب تستاهل التوقف والتبين، توقفا أمام الاستقبال الرائع للرئيس بالورد والفل كلما حل في قدس عيد الميلاد المجيد، وتبينا لإصرار الرئيس على تهنئة الأقباط سنويا في الأعياد سيما في عيد الميلاد المجيد، زيارة تتجدد في كل أعياد الميلاد التى مرت على الرئيس في سدة الحكم.
والبابا متيقن ومتيقظ إلى ضراوة الحرب على فصم هذه العلاقة الطيبة بين المصريين، مسلمين ومسيحيين، ورغم التحليلات الوهمية المتوهمة التي تشيرها منابر دولية مدفوعة إخوانيا للتنبيط على تضعضع العلاقة بين المسيحيين والمسلمين، واقتناص الشاردة، فإن دعوات البابا لمصر في قداس عيد القيامة المجيد تمحقها.. و صلواته لسلام مصر، تتنزل بردا وسلاما على قلوب المصريين أجمعين..
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة متر مربع ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من متر مربع ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.