أصدر المنتدى الاقتصادي العالمي تقريره يوم الأربعاء في 8 يناير من هذه السنة، عن مستقبل الوظائف لعام 2025، وسلطت شبكة سي إن إن الضوء على النتيجة التي تفيد بأن 40% من الشركات تخطط لخفض القوى العاملة بسبب أتمتة الذكاء الاصطناعي. ومع ذلك، يقدم التحليل الأوسع للتقرير صورة أكثر دقة مما قد توحي به عناوين الأخبار، إذ وجد أن الذكاء الاصطناعي قد يُوجد 170 مليون وظيفة جديدة على مستوى العالم، بينما يلغي 92 مليون وظيفة، ما يؤدي إلى زيادة صافية قدرها 78 مليون وظيفة بحلول عام 2030.
ورد في التقرير: «يخطط نصف أصحاب الأعمال لإعادة توجيه أعمالهم استجابةً للذكاء الاصطناعي. ويعتزم ثلثاهم توظيف مواهب ذات مهارات متخصصة في هذا المجال، بينما يتوقع 40% منهم تقليص عدد الموظفين بسبب الأتمتة التي يوفرها الذكاء الاصطناعي».
استند الاستطلاع إلى بيانات من ألف شركة توظف 14 مليون عامل عالميًا. يجري المنتدى الاقتصادي العالمي هذا التحليل كل عامين لمساعدة صناع السياسات وقادة الأعمال والعمال، على اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن اتجاهات التوظيف المستقبلية.
يشير التقرير إلى مجالات المهارات التي ستقود سوق العمل بحلول عام 2030، إذ صنّفت الشركات الخبرة في الذكاء الاصطناعي والبيانات الضخمة، والشبكات والأمن السيبراني، ومحو الأميّة التكنولوجية بصفتها أهم ثلاث مجموعات مهارية مطلوبة.
حدد المنتدى الاقتصادي العالمي الذكاء الاصطناعي على أنه أكبر مولد محتمل للوظائف بين التقنيات الحديثة. تتوقع 86% من الشركات أن يُحدِث الذكاء الاصطناعي تغييرًا جذريًا في عملياتها بحلول عام 2030.
الوظائف المُهددة بالانخفاضيحدد التقرير أيضًا الفئات الوظيفية الأكثر تراجعًا، إذ يتصدر القائمة موظفو الخدمات البريدية، السكرتيرات التنفيذيات وموظفو الرواتب. تعود هذه التغييرات إلى عدة عوامل، من بينها الاعتماد المتزايد على الذكاء الاصطناعي. من اللافت أن التقرير أشار إلى أن مصممي الجرافيك والسكرتيرات القانونيات يظهرون لأول مرة بين أسرع الوظائف تراجعًا، وهو ما يُعزى جزئيًا إلى تطور الذكاء الاصطناعي في المهام الإبداعية والإدارية.
مع هذه التحديات، يؤكد المنتدى الاقتصادي العالمي أن مستقبل العمل لن يكون إحلالًا كاملًا للعمالة البشرية، بل سيعتمد بازدياد على التعاون بين الإنسان والآلة. فقد أظهرت النتائج أن: 77% من الشركات ستطلق برامج إعادة تدريب لمساعدة العمال على التكيف مع الذكاء الاصطناعي بين عامي 2025 و2030.
تخطط 70% من الشركات لتوظيف مختصين في تصميم أدوات الذكاء الاصطناعي. وتسعى 62% من الشركات لتوظيف عمال ماهرين قادرين على العمل جنبًا إلى جنب مع الذكاء الاصطناعي.
تأتي هذه النتائج بينما يستعد المنتدى الاقتصادي العالمي لعقد اجتماعه السنوي في دافوس في وقت لاحق من هذا الشهر، إذ سيكون تأثير الذكاء الاصطناعي على سوق العمل محور النقاشات بين قادة العالم والمديرين التنفيذيين.
التوقعات طويلة المدى لوظائف الذكاء الاصطناعيمع تزايد الدراسات، لا يزال من المبكر تحديد هل للذكاء الاصطناعي أثرٌ صافٍ إيجابي أم سلبي على التوظيف. لكنه من المؤكد أنه سيُحدث تحولًا جذريًا في طبيعة العمل، خاصةً في مجالات المعرفة. مع أن هذا التحول قد يكون تدريجيًا، فإن البعض يرى أنه قد يكون عميقًا للغاية.
في عام 2023، صرّح سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي، بأن الذكاء الاصطناعي قد يحل محل “العامل البشري المتوسط”، مشيرًا إلى إمكانية أتمتة عدد كبير من الوظائف في المستقبل. تسعى شركته حاليًا إلى تطوير ليس فقط الذكاء الاصطناعي العام (AGI) بوصفه عاملًا متكاملًا، بل أيضًا “الذكاء الفائق”، الذي يُتوقع أن يتجاوز القدرة الفكرية البشرية.
كان ألتمان من الداعمين لاستكشاف حلول مثل الدخل الأساسي الشامل لمعالجة تحديات البطالة الناتجة عن الأتمتة، وهو نظام يقضي بمنح دخل أساسي لكل مواطن لتعويض فقدان الوظائف التقليدية. وقد موّل ألتمان بالفعل تجارب واسعة النطاق لدراسة تأثير هذا النظام، بما في ذلك واحدة من أكبر التجارب للدخل الأساسي العشوائية.
ومع أن توقعات ألتمان لا تزال نظرية، فإن القلق بشأن تأثير الذكاء الاصطناعي على الوظائف في المستقبل القريب يظل قضيةً محورية لم تُحسم بعد، وسنواصل متابعتها عن كثب.
اقرأ أيضًا:
الحواسيب التقليدية تتفوق على نظيرتها الكمية!
نقطة الضعف الكبرى في أمنك السيبراني هي أنت!
ترجمة: محمد الشرقاوي
تدقيق: يامن صالح
مراجعة: باسل حميدي
ملحوظة: مضمون هذا الخبر تم كتابته بواسطة انا اصدق العلم ولا يعبر عن وجهة نظر مصر اليوم وانما تم نقله بمحتواه كما هو من انا اصدق العلم ونحن غير مسئولين عن محتوى الخبر والعهدة علي المصدر السابق ذكرة.